الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي (الحلقة الحادية والعشرون)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي (21)


بقلم :زياد أبو غنيمة

مثلما تعرَّض الإمام حسن البنا ، في حياته وبعد اغتياله ، لسيل من الافتراءات والأكاذيب والأقاويل ، فإنه حظي بشهادات كثيرين من المُنصفين أورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر :

• في مرافعته في إحدى جلسات محاكمات ( قضية مقتل النقراشي باشا ) قال الدكتور عزيز فهمي أحد محامي الدفاع عن الإخوان المُتهمين في القضية ، وكان الإمام البنا قد اغتيل : ( لقد افترى علي الشيخ حسن البنا كثيرون في حياته ، وظلمه كثيرون بعد قتله ، ولكنه كان مؤمنا برسالته الإسلامية ، ولم يكن له مطمع سوي تحقيقها ، لذلك لم يحقد رحمه الله يوما علي خصومه ، بل كان يتمثل بقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) ، واغتاله المجرمون ، وليس في مصر من يجهلهم بعد أيام في أكبر شارع من شوارع العاصمة ، وقـُـيِّـد الحادث ضد مجهول ، وأصبح الصباح وليس في بيته كسرة من الخبز يتزود بها أهله ، ذلك هو الرجل وهذه رسالته ، ولئن قتل في سبيلها فإن رسالته لم تمت بموته ، فهي خالدة لأنها رسالة الإسلام ، وإنها لأبقى علي الزمن الباقي من الزمن ) .

• وألف الشيخ أحمد الشرباصي الذي كان أحد الضحايا الذين اعتقلتهم حكومة إبراهيم عبد الهادي باشا كتابا عن ذكرياته في المعتقل أسماه ( مذكرات واعظ معتقل ) ، وأهدى الشيخ الشرباصي كتابه إلى الإمام الشهيد بإذن الله حسن البنا ، وجاء في الإهداء : ( إلى روح الرجل الذى كان أمة فى علمه وفهمه , وشعلة فى قوله وعمله , وأسوة فى جنانه , وقدوة فى يقينه وإيمانه ، إلى الداعية الموفق الذى جدد دين الله , ونظم كتائب الدعوة إلى الله , ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة , وجادل بالتى هى أحسن ، إلى الزعيم المسلم الذى عاش فقيرا فى ماله , غنيا فى قلبه وأفعاله , واسعا فى طموحه وآماله , ورحل راضيا مرضيا , فخلد على الزمن ، إلى الغريب بحقه فى دنيا الباطل , والشهيد الأعزل الذى لم تشيعه الناس فشيعته ملائكة الرحمن الرحيم الذى لا يضيع أجر من أحسن عملا ، إلى روح الإمام الشهيد بإذن الله حسن البنا أهدى هذه الصفحات )

• وقال العالم الشيخ المراغي في الإمام حسن البنا : ( إن الأستاذ البنا رجل مسلم غيور علي دينه ، يفهم الوسط الذي يعيش فيه ، ويعرف مواضع الداء في جسم الأمة الإسلامية ، وقد اتصل بالناس اتصالاً وثيقًا على اختلاف طبقاتهم ، وشغل نفسه بالإصلاح الديني والاجتماعي على الطريقة التي كان يرضاها سلف هذه الأمة .

• وقال المجاهد المغربي الأمير عبد الكريم الخطابي بعد سماعه بخبر مقتل الإمام : يا ويح مصر والمصريين مما سيأتيهم من قتل البنا ، قتلوا وليًّا من أولياء الله ، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي .

• وقال المحدّث الشيخ ناصر الدين الألباني : لو لم يكن للشيخ حسن البنا رحمه الله من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي والسينمات والمقاهي ونحوذلك ، وكتــَّـلهم على دعوة واحدة ، ألا وهي دعوة الإسلام ، لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا ً وشرفاً ، هذا نقوله معتقدين ، لا مرائين ، ولا مداهنين .

• وتحدث الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية في الأربعينيات عن حسن البنا فقال : الشيخ حسن البنا أنزله الله منازل الأبرار ، من أعظم الشخصيات الإسلامية في هذا العصر ، بل هو الزعيم الإسلامي الذي جاهد في الله حق الجهاد ، واتخذ لدعوة الحق منهاجًا صالحاً وسبيلاً واضحًا استمده من القرآن والسنة النبوية ومن روح التشريع الإسلامي ، وقام بتنفيذه بحكمةٍ وسدادٍ وصبرٍ وعزمٍ حتى انتشرت الدعوة الإسلامية في آفاق مصر وغيرها من بلاد الإسلام ، واستظل برايتها خلق كثير .

• وقال الحاج أمين الحسينىي في الإمام البنا : ( كان رحمه الله يتوقّد غيرة، وحميّة، وحماسة ضد الاستعمار المعتدى على مصر وسواها من أقطار المسلمين والعرب ، وكان يعمل ما بوسعه لتحرير وادى النيل ، والبلاد العربيّة ، والوطن الإسلامى بكل أجزائه من كل استعمار أجنبى ) .

• وقال علي ماهر رئيس مجلس الوزراء في الإمام البنا : عادت بي الذاكرة إلى عام 1935 م حين زارني الفقيد الكريم مع بعض أصدقائه بمناسبة انتقاله بجماعته من الإسماعيلية إلى القاهرة ، متحدثًا في بعض الشئون العامة ، وكان حديثه يشرح صدري وأسلوبه يشهد بموفورالثقافة الإسلامية والبصر بشئون الأمم العربية ، وببراعة المنطق وقوة الحجة ، وكان إلى ذلك شديد الإيمان بأنه يؤدي رسالة إنسانية سامية ، دعائمها الإخاء والمحبة والسلام بين سكان البلاد جميعاً ، وفي مارس سنة 1939 بارحت لندن بالطائرة إثر انتهاء مشاركتي في مؤتمر فلسطين ، ووصلت القاهرة في مستهل الهزيع الأخير من ليلة لا أنساها ، رأيت فيها جموع الإخوان تملأ فضاء محطة العاصمة ، وتموج بهم أرصفتها ، وسمعت نداءهم: الله أكبر ولله الحمد يدوِّي عالياً فيأخذ طريقه إلى القلوب ويملأ النفوس إيمانًا بالله وتجرداً للمثل العليا".

• وفي مقال تحت عنوان ( الداعية الموفق ) نشره اللواء محمد صالح حرب باشا الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين قال عن الإمام حسن البنا : استطاع البنا عليه الرحمة أن يوقد جذوة الفكرةالإسلامية في صدور الآلاف من الشباب ، فأقبلوا على الدين وعكفوا على القرآن وتعلقوابأسباب الثقافة الإسلامية ، وكان له في ميدانها جهود وجولات استطاع بها أن يرد غربة الإسلام ، وبذل في سبيل ذلك من علمه وجهاده ووقته ونفسه وأعصابه وراحته ما لا تستطيعه إلا العصبة المجتمعة من أقوياء الرجال .

• وفي كلمة لأول رئيس لجمهورية مصر بعد خلع الملك فاروق اللواء أركان حرب محمد نجيب خلال احتفال بذكرى استشهاد الإمام البنا قال : من الناس من يعيش لنفسه ، لا يفكر إلا فيها ، ولا يعمل إلا لها ، فإذا مات لم يأبه لموته أحد، ولم يحس بحرارة فقده مواطن ، ومن الناس من يعيش لأمته واهباً لها حياته حاصراً فيها آماله ، مضحياً في سبيلها بكل عزيزٍ غالٍ ، وهؤلاء إذا ماتوا إنهمرت عليهم العيون وامتلأت بذكرهم القلوب ، والإمام الشهيد بإذن الله حسن البنا أحد أولئك الذين لا يدرك البلى ذكراهم ، ولا يرقى النسيان إلى منازلهم لأنه رحمه الله لم يعش لنفسه بل عاش للناس ، ولم يعمل لمصالحه الخاصة بل عمل للصالح العام .

• وقبل أن ينقلب قال البكباشي جمال عبد الناصر على الإخوان ويغدر بهم قام بأكثر من زيارة إلى قبر الإمام حسن البنا ، وفي إحدى زياراته ألقى كلمة قال فيها : إنني أذكر هذه السنين والآمال التي كنا نعمل من أجل تحقيقها ، أذكرها وأرى بينكم من يستطيع أن يذكر معي هذا التاريخ وهذه الأيام ، ويذكر في نفس الوقت الآمال العظام التي كنا نتوخاها أحلاماً بعيدة ، نعم أذكر في هذا الوقت ، وفي هذا المكان ، كيف كان حسن البنا يلتقي مع الجميع ليعمل الجميع في سبيل المبادئ العالية ، والأهداف السامية ، لا في سبيل الأشخاص ولا الأفراد ولا الدنيا .

• وتحت عنوان ( الإمام الشهيد يغزو الجامعات ) كتب الأستاذ الدكتور محمد طه بدوي أستاذ القانون العام : لقد كان الإمام الشهيد شمساً وغيثاً وأملاً للجامعة بل للجامعات المصرية ، فأنشأ مدرسته المثالية ، وعلّم ألوفا من إخوانه المبادئ الإسلامية ، فغزوا بعلومهم وأفكارهم وثورتهم كليات الجامعة ، وإذا بنا نشهد جيلاً آخرهو جيل المجاهدين في سبيل الفكرة الإسلامية والوطن الإسلامي ، ولم يعد يجرؤ أستاذ أن يتهجم بفلسفته على تراث الإسلام الغالي ، ولم يستطع جامعي أن يُلوح للبشرية بنظام خير من النظام الإسلامي .

• ووصف الصحفي المصري محمد التابعي حسن البنا بقوله : هو دائم الابتسام ، فاره القامة ، يبدو قويًا كشجرة السنديان ، في صوته عمق وعرض وطول ، وللسانه سحر يأخذ بالألباب .

• ويشير الصحفي المصري الأستاذ مصطفى أمين إلى أن أشد ما أعجبه في الإمام البنا إيمانه بفكرته ، كان يؤمن بها بطريقة عجيبة ، ويرى أن المستقبل لها ، وقد انعكس ذلك على سلوكه ، فكان له قدرة فائقة على إقناع الغير بفكرته .

• وفي دراسة بعنوان ( الإخوان المسلمون في التراث الشعبي المصري ) تقول الكاتبة الأمريكية إيفيزا لوين : حرص الشيخ حسن البنا على تعليم بناته على عكس ما كان سائدا في عصره من عدم تعليم البنات ، وهذا يؤكـِّـد أنه كانت لديه نظرة متقدمة للنهوض بالمجتمع عن طريق الإهتمام بتعليم المرأة ، وكانت لديه إستراتيجية شاملة للنهوض بالمجتمع وكان يمتلك مشروعا إصلاحيا بعيدا عن النهج الثوري والإنقلابي والتغيير الفوقي يرتكز على إصلاح الفرد ثمَّ الأسرة ثمَّ المجتمع ، واستطاع الشيخ البنا أن يعطي للشباب المصري الذي كان غارقا في الإدمان على المخدرات والخمور معنى جديدا للحياة من خلال العلم الذي كانوا ينهلونه من أحاديثه في اجتماعات الجماعة ومن خلال قراءاتهم لرسائل الشيخ ، وصنع من هؤلاء الشباب الخامل الكسول نموذجا يشتعل حماسا في العمل للإسلام .

• وفي دراسة بعنوان ( حركة الشبيبة الإسلامية والصناعة الأدبية الحالية في مصر ) قالت الباحثة في جامعة هارفارد الأمريكية الدكتورة كاري ردزنيسكي : إستطاع حسن البنا أن ينتشل الآلاف من شباب مصر من المقاهي ومواخير المخدرات والمسكرات ليصنع منهم دعاة للإسلام ، ويحوِّلهم من حالة الضياع إلى قوَّة شبابية تخوض غمار السياسة مزاحمة لأقوى الأحزاب العريقة في مصر ، وأصبح تنظيم الإخوان ينتشر في 85 دولة في أنحاء العالم .