الحركة الطلابية بين الإخوان وأسرة حورس في التسعينيات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحركة الطلابية بين الإخوان وأسرة حورس في التسعينيات


إخوان ويكي

مقدمة

يعرف الشباب بأنهم رصيد البلاد الكبير، فهم يمثلون البلد ومستقبله من كافة النواحي والتي التي تعمل على بناء وتنمية المجتمع؛ فهي عموده الفقري الذي لا يمكن الاستغناء عنه، تتمثل أساسا في القوة والحيوية والطاقة، والقدرة على التحمل، وعلى الإنتاج في مرحلة معينة من عمر الفرد.

ولقد أدرك الإمام حسن البنا هذه الخصائص فعمل على الاستفادة بها وتنميتها فيهم وتوجيهها لخدمة الإسلام والوطن، حيث رأى أن الأفكار والأعمال لا تنجح إلا إذا آمن الفرد بها

فقال:

"إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب.
لأن أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها" (1)

كان الإمام البنا ينشد من وراء ذلك إيجاد الفرد المسلم فالمجتمع المسلم والحكومة العاملة لإسلامها ثم الوحدة الإسلامية التي تجمع كل أطياف المسلمين في تجمع واحد يؤمنوا بالإسلام كما آمن به الأولون كونه عقيدة وعبادة، ووطنا وجنسية ، وخلقا ومادة ، وثقافة وقانونا ، وسماحة و قوة. واعتقدوه نظاما كاملا يفرض نفسه على كل مظاهر الحياة وينظم أمر الدنيا كما ينظم الآخرة. كما اعتقدوه نظاما عمليا وروحيا معا فهو عندهم دين ودولة، ومصحف وسيف. وهم مع هذا لا يهملون أمر عبادتهم ولا يقصرون في أداء فرائضهم لربهم.

الحركات الطلابية والتيارات المتصارعة

لم يغب الشباب عن الحياة السياسية في أي وطن على مدار تاريخه، ويبرز دورهم في كل الاتجاهات خاصة في الدول التي تعرف قيمتهم.

وفي التاريخ الحديث ومنذ أن ابتليت الأمة بالغزو الغربي لها والشباب في طليعة العاملين من أجل تحريرها، وهو العنصر الذي فطن له المستعمر فحاول تحييده وجذبه إلى صفوفه واستغلاله في تركيع بلاده وتخدير شعوبهم، إلا أنه لم يستطع كل شباب الوطن خاصة في ظل الصحوة الإسلامية المتجددة بين الحين والأخر، فكانت دعوات مصطفى كامل باشا وتبعها دعوات الإمام حسن البنا وغيرهم.

لقد كان الصراع شديدا منذ نشأة الجامعة المصرية حيث السيطرة شبة الكاملة من حزب الوفد على الحياة الطلابية والسياسية بعد ثورة 1919م ولم ينازعه على استحياء إلا حزب مصر الفتاة والذي كان يتشكل من شباب من خريجي الجامعة والحزب الوطني الذي ورث تراث مصطفى كامل ومحمد فريد.

كان الاستقطاب حاد بين حزب الوفد ومصر الفتاة بلغ بهم إلى تكوين تشكيلات عسكرية فيما سمى بالقمصان الزرق والخضر وبلغ بهم الاشتباك العنيف فيما بينهم في ساحة الجامعة. لكن الإمام حسن البنا نادي الجميع بتوفير الجهد من أجل التصدي للمحتل الغربي، وجاءت تشكيلة جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م كهدف لذلك سرعان ما انضم لها الشباب تباعا من الجامعات المختلفة.

كما ظهرت تشكيلات الشيوعيين أيضا كرد فعل على الرأسمالية المتوحشة في المجتمع فكان الصراع قويا بين جميع هذه الهيئات على الشباب كلا حسب أيديولوجيته وفكره ومنهجه، والتي استطاع الإخوان أن يحسموها لصالحهم في جذب الشباب إليهم والعمل تحت ظلالها.

ومع ذلك ظلت التيارات الأخرى تستقطب كثيرا من الشباب حتى برزت قوتهم في حرب فلسطين ثم معركة القنال ضد الإنجليز عام 1951م ثم كقوة في ثورة 23 يوليو 1952م، قبل أن ينزوي كثيرا من الشباب خوفا في ظل الجمهورية الجديدة، أو الانسياق في دائرة هيئة التحرير تارة أو التنظيم الطليعي تارة أخرى والذي كان وسيلة لجمع الشباب بعيدا عن المفاهيم الحقيقية للإسلام

فجاءات أفعالهم وتصرفاتهم مخالفة لكل ما هو إسلامي وشرقي ومنسجما مع الطبيعة الغربية الشهوانية، وهو ما أفرز بعد سنوات طوال ما سمى بنادي حورس وأسرة حورس والتي تبناها عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وأغدق عليهم الأموال من أجل أن تصمد أمام التيار الإسلامي في الجامعة وغيرها من التيارات الأخرى. (2)

الحركة الطلابية بعد عبد الناصر

نجح عبد الناصر في بسط سيطرته على الواقع المصري بعد أن تخلص من أهم العقبات في طريقة متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين ومحمد نجيب الرئيس الشرعي للبلاد وكثيرا من الشيوعيين سواء بالسجن أو التحييد أو الإغراء بالمناصب.

كما أستطاع أن يسكت الصوت الشبابي الذي كان ينادي بالإصلاح في الجامعات ويحتويه في منظومة ناصرية سواء كانت هيئة التحرير أو التنظيم الطليعي قبل أن يخرج الطلاب مشاعرهم الدفينة غضبا على هزيمة 67م النكراء التي شعروا فيه بمهانة الجيش والوطن معا.

حتى قال أحد قادة منظمة الشباب الاشتراكي:

"علينا أن ندرك أن الشباب فى هذه المرحلة لم يعد مستعداً لقبول مسلمات جائزة في أية ناحية من نواحي الحياة ... وظروف ما بعد النكسة استتبعها مراجعة سياسية في كافة المجالات لا يمكن مثلاً أن يسير معها الالتزام على النحو الذي كان عليه فيما سبق في صفوف المنظمة . فلا يمكن للالتزام أن يكون نوعاً من القمع الفكري أو الحجر على حرية الرأي للشباب" (3)

وهو المعنى الذي أكدته الدكتورة هالة مصطفى بقولها:

إذا كان النظام لدواعي الصراع السياسي الذى ساد في أوائل السبعينيات قد أعطى دفعة أساسية أو أفسح المجال أمام حرية عمل هذا التيار "التيار الإسلامي" في الجامعة بهدف تحجيم نشاط اليسار داخل الحركة الطلابية الذى كانت له السيطرة عليها مع مطلع السبعينيات ، إلا أنَّ ذلك لا يعنى أنه قام بخلق قواعده، فجذور هذا التيار داخل الأوساط الطلابية قديمة ترجع على ما قبل قيام نظام 1952، حتى وإن اختلفت الفصائل المعبرة عنه.
وإذا كان العهد الذى تلا تلك الحقبة قد شهد انحسارًا وقتيًا لهذا التيار ضمن تيارات أخرى، فإن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى السياسة التى اتبعها النظام وقتئذ ، والتى أدت إلى تحقيق درجة عالية من السيطرة على الحركة الطلابية. (4)

لكن بعد وفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وتولي السادات السلطة في مصر .. تزامن مع تولي السادات الحكم حالة فوران مجتمعي للمطالبة بالحرب مع إسرائيل وتحرير سيناء ، وكانت الحركة الطلابية فى قلب هذه الحالة من الفوران.

ولكي يرتاح السادات من هذه التحركات الطلابية التي تعبر عن ضمير الأمة و قلبها النابض أصدر السادات لائحة 79 التي ألغى من خلالها اتحاد طلاب الجمهورية الذي كان يمثل رأيًا عامًا غاية في الخطورة و يعبر عن الحركة الطلابية المصرية و ذلك في محاولة لاغتيال هذه الحركة الشامخة كما ألغى السادات اللجنة السياسية في اتحادات الطلاب و حرَّم كافة أشكال العمل السياسي داخل الجامعة.

وحينما جاء مبارك للحكم عمد للسير على نفس المنهج من تحجيم نشاطات الطلاب أو السيطرة عليها من خلال المنتمين لنظامه فكريا أو عن طريق العصا الأمنية.

حورس وزيف التجربة

لم يثن خيرا على تجربة نادي حورس أو أسرة حورس – إلا من كانوا فيها وانتفعوا من ورائها أو كاره للصحوة الإسلامية- أحد عاش مرحلة نشأتها وانفضاح أعمالها البعيدة كل البعد عن الإسلام والطبيعية الشرقية للمجتمع المصري.

حيث ولدت تجربة حورس بمبادرة شبابية رعتها الحكومة والدولة بعد انتهاء دورة الألعاب الإفريقية والتي أقيمت في القاهرة من 20 سبتمبر 1991 إلى 1 أكتوبر 1991م، حيث استطاع الوزير عبد المنعم عمارة (وزير الشباب وقتها) أن ينشأ نادى حورس لشباب الجامعات فى التسعينيات، قبل أن يحوله بعض الطلاب لأسر طلابية في الجامعة لمنافسة التيار الإسلامي.

يقول كمال عامر رئيس تحرير موقع رجال الأعمال وأحد أعضاء حورس في التسعينيات: نادى حورس بالمناسبه لم يكن ناديا عاديا بل كان اشبه بمعمل صقل وتنميى واكتشاف قيادات ذات مهارات متنوعه وفى كل المجالات. (5)

ويقول أيضا أحد قادة حورس –آنذاك- محمد مصطفى أبو شامة:

بعد نجاح الدورة الرياضية اتجه بعض الشباب المشارك في تنظيمها لتأسيس نادي اجتماعى ترفيهى تم تسميته "نادى حورس"، ظلت تتنازعه الهيئات الرسمية وتحاصره البيروقراطية والأطماع حتى توارى إلى الظل.

وبالتوازى تأسست فى جامعة القاهرة، عدة أسر طلابية تحمل اسم (حورس)، اجتمعت فيما بينها لتؤسس اتحاد شباب حورس فى جامعة القاهرة، والذى أخذ منذ نشأته طابعًا ثقافيا، ومثل التيار الفكرى لشباب حورس فى الجامعات الأخرى، بعد أن حقق نجاحا ساحقا وملفتا فى العام تحت قبة الجامعة العريقة.

وسبق مواجهتهم مع طلاب الإخوان فى مكتب التنسيق لاستقبال الطلاب الجدد، معسكرًا قصيرًا لإعداد وتجهيز الكوادر أقيم فى الغردقة، انتظم فيه بعض طلاب النشاط والمهتون بالعمل العام من مختلف كليات جامعة القاهرة، وتشكل بينهم اتحاد لأسر حورس، ترأسه مجموعة تنفيذية ضمت بعض العناصر الشابة والمؤهلة لذلك.

كما كنت رئيسًا لتحرير "مجلة كلام"، أول عمل صحفى طلابى (احترافى) فى تاريخ الجامعة وصدر عددها الأول فى أبريل عام 1994، وخلال نفس العام انطلقت فعاليات الدورات التثقيفية لشباب الجامعات المصرية، بالتعاون ما بين شباب حورس جامعة القاهرة ونادى حورس، وكان ثمرة هذا التعاون العديد من الدورات الناجحة، تخرج فيها مئات الشباب المثقف سياسيًا والمدرك لخطورة تنظيم الإخوان وجرائمه التاريخية ...إلخ. (6)

حاول مصطفى أبو شامة أن يظهر حورس أنها تنظيم كان له قواعد قوية شعبية جذبت له الطلاب أفواجا واستطاعوا من خلال انتخابات حرة نزيهة أن يقتنصوا مقاعد اتحاد الطلاب في العديد من الكليات من طلاب الإخوان المسلمين، ولم يذكر أي شيء عن الدعم الهائل من الدولة لهم وحفلاتهم الماجنة ولا الدعم الكامل من إدارة الكليات والأمن حتى لا يفوز أحد من طلاب الإخوان في الانتخابات.

حتى بلغ به الشطط أن قال:

لقد مثّلت خسارتهم زلزالًا سياسيًا كبيرًا، أفقد الجماعة وقارها وصورتها الطيبة التى اجتهدت دائمًا للحفاظ عليها أمام المجتمع، كان زلزالًا لا يقل فى قوته وقسوته عن زلزال كبير حقيقى شهدته مصر فى 12 أكتوبر من نفس العام، عام 1992، واهتز معه الوطن كله وفقد اتزانه. (7)

ويشعرك شامة أن حورس نشأت فقط من أجل محاربة الإخوان وهو ما عجل بغيابها لأنها اهتمت فقط بمحاربة الإخوان دون العمل على تقديم الخدمات للطلاب، أو الاتقاء بالجامعة، أو معالجة مشاكل الطلاب، أضف لذلك رفع الدولة يديها عن هذه الأسر مما اضعفها، ناهيك عن الفضائح التي ارتكبتها أسرة حورس ولم يجرؤ أبو شامة على ذلك جانب منها.

حقيقة تنظيم حورس

لقد انزعج النظام من قوة ونشاط التيار الإسلامي في الجامعة منذ عهد السادات فمبارك، وزاد من انزعاجه سيطرته على النقابات ومجلس الشعب مما دفعه للمواجهة مع التيار الإسلامي.

سار النظام على العديد من المسارات والمراحل – كما يصفها وليد السيد أمين اتحاد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة خلال فترة التسعينيات - داخل الجامعة اتسمت بمحاولة قوية من الحكومة لتقديم تيار نشاط بديل داخل الجامعات يُشرف عليه الحزب الوطني وجهاز الشباب والرياضة، والذي عُرِفَ وقتها بأسرة "حورس"، وقامت الحكومة بوضع ميزانيات لتلك الأنشطة

وبدأت في إعداد كوادر من طلاب الجامعات عن طريق المعسكرات والرحلات والمحاضرات، وكان المقابل أحيانًا امتيازات مالية أو مادية، وأحيانًا تعليمية يأخذها طلاب "حورس"، لكن هذه الخطة باءت بالفشل لسببين؛ الأول أن كثيرًا من الطلاب الذين قاموا بالانضمام لهذا التيار هم طلاب نفعيون ولم يكونوا قدوة لباقي الطلاب مما أدى لانصراف الطلبة عنهم.

والثاني يرجع إلى الحملة المضادة التي قام بها طلاب التيار الإسلامي والاتجاهات الأخرى، كالطلاب الناصريين أو اليساريين، والذي كان لهم وجود ملحوظ، خاصةً في المحافل السياسية داخل الجامعة، والذين قاموا بفضح ممارسات بعض الأنشطة التي كانت غريبةً على الجامعة في هذا الوقت، كالسفر المختلط عدة أيام في رحلةٍ إلى الأقصر أو أسوان أو غيرها، وكظهور ميزانيات لبعض الرحلات بأرقامٍ لم يعرفها العمل الطلابي من قبل. (8)

لقد قام النظام الحاكم بتأسيس ما يعرف بتنظيم "حورس" بالجامعات المصرية لمواجهة انتشار طلاب الإخوان ، وعن دور وزارة الشباب والحزب الوطني الحاكم فى إنشاء تنظيم " حورس " بالجامعات ودعمه ماديا لمواجهة التيار الإسلامى الذى سيطر على معظم الاتحادات الطلابية بالجامعات فى التسعينيات؛

ونشرت الشعب تحقيقا صحفيا مطولا فى 14/5/1993 بعنوان "عينوه بالتزوير انتقاما من الإسلاميين فعربد ونهب 62 ألف جنيه"، وقد تناول التحقيق الصحفى للشعب قصة طالب كلية الطب بعين شمس الذى تم تعيينه رئيسا لاتحاد الطلاب رغم فوز الإسلاميين فى الانتخابات الطلابية،إلا أن هذا الطالب ضبط وقبض عليه بتهمه تزعمه لعصابة سرقة أموال عملاء البنوك.

وتحمل الشعب إدارة الجامعة،ووزير الشباب آنذاك الدكتور عبد المنعم عمارة مسئولية ما حدث من الطالب نتيجة لإحساسه بأنه أصبح فوق القانون من خلال دعم وزارة الشباب ، وإدارة الجامعة له. (9)

ويوضح الدكتور السيد عبد الستار المليجي أكثر حقيقية نادي حورس الذي أنشأه ورعاه النظام بقوله: نادي حورس (التنظيم الشبابي المكلف بمكافحة الإسلاميين في الجامعات المصرية)

  • فكرة النادي: إحياء التنظيم الطليعي الذي شكله الاتحاد الاشتراكي في الستينيات ليكون جناحا شبابيا يتشبع بأفكار النظام مقابل الإمتاع والإنفاق على شهوات الشباب المنضمين إليه.
  • النشأة الحديثة: عقب الدورة الإفريقية حيث تم انتقاء فتيان وفتيات من الذين شاركوا في خدمات الدورة والترفيه عن اللاعبين والضيوف.
  • الأهداف: يلخصها السيد أشرف المهدي، مدير النادي فيقول: نريد أن ينقرض التيار الإسلامي تماما ويتم إصلاح مسار الاتحادات الطلابية.
  • التمويل: من خلال اشتراكات الأعضاء ومساهمات المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
  • التوجهات الفكرية: يقول رئيس النادي هناك ثلاثة مسائل لا دخل لنا فيها:
  1. الدين
  2. السياسة
  3. الأحزاب السياسية. وما عدا ذلك يمكننا أن نقبله ونتعامل به.
  • أسباب الانتقادات الموجهة لحورس:

يقول رئيس النادي لعل السبب أن الشباب أثناء الدورة الأفريقية كانوا يسهرون معا إلى ساعة متأخرة فتيانا وفتيات وكثيرا ما كنا نبيت بالاستاد، وكان من الشباب من أوتي بأفعال تسيء إلى السمعة.وكذلك قد يكون السبب السرنجات المخدرة التي تم ضبطها مع الأعضاء عقب حفل يوم 27 فبراير 1992.

أيضا سلوكيات أسرة حور في رحلة قطار الشباب إلى أسوان:

حيث نقل التقرير وقائع كثيرة حول الحالة الأخلاقية المتردية لأعضاء التنظيم تصل إلى شرب الخمر والعبث الجنسي بين الفتيات والفتيان، والتطاول بالمطاوي ... وأن ذلك من الأمور المتعارف عليها في نادي حورس، بل إن بعض المشرفين يشارك الطلاب في هذه المهازل (طالع تقرير الشعب في عددي 5، 9 فبراير 1993) (10)

وهو ما يعضده الدكتور هشام العوضي في أطروحته حتى لا يدع مجال للمتقولين بالكلام دون أن يقدموا دليلا حقيقيا على طبيعة نشأة وأفول تنظيم حورس السريع في الجامعة

حيث يقول العوضي:

شاركت إدارة الجامعة أيضا في الحملة التي شنها الأمن للتضييق على أنشطة الإخوان الطلابية فبدأت بتطبيق سياسة جديدة قصد منها إضعاف استقلالية الاتحادات الطلابية وتقييد حريتها في تنظيم الأنشطة واستخدمت في القيام بذلك وسائل مختلفة شملت طرح ما صار يعرف بالريادة الطلابية اشترطت هذه السياسة على اتحاد الطلبة أن يتقدم بطلب إذن مكتوب إلى إدارة الجامعة كي يؤخذ موافقتها على أى ناشط نريد أن تقوم به وبالإضافة إلى ذلك أعطت الإدارة لنفسها حق الإشراف على أنشطة معينة والتدخل لمنعها اذا اقتضت الضرورة.
وبالاشتراك مع وزارة الشباب الرياضة ساعدت الجامعات أيضا على الترويج لمجموعة طلابية لمنافسة الإخوان وهي ما غرفت باسم " حورس " (نسبة إلى إله فرعوني قديم) وجري تقديم دعم وتمويل بمبالغ كبيرة لطلبة هذه المجموعة للقيام بأنشطة اجتماعية لجذب الطلبة بعيدا عن أنشطة الإخوان إلا أن " حورس " فشلت في إيجاد أثر قوي بين الطلبة لأنها لم تكن قادرة على توفير الخدمات نفسها التي يوفرها الاتحاد ولأنها كانت أكثر ميولا إلى التركيز على الأنشطة الترفيهية (رحلات وحفلات موسيقية) كما لم ترق لكافة شرائح الطلبة.
كما أن سمعة "حورس" تشوهت لكونها واجهة طلابية شاع أنها ممّولة من الحكومة فضلا عن شائعات سرت على نطاق واسع بأن القائمين على تنظيم "حورس" اساؤوا استخدام ميزانية المجموعة الطلابية. وبدءا من منتصف التسعينيات اعتري "حورس" ضعف متزايد نتيجة للنزاعات الداخلية ولرحيل راعيها الرئيسي عبد المنعم عمارة وزير الشباب والرياضة عن الحكومة فانتهت " حورس " بنهايته. (11)

ويعري حقيقة حورس كونها صنيعة النظام والأمن وكان هدفها فقط عرقلة الإسلاميين في الانتخابات يقول العوضي:

وبحلول العقد الجديد بدأت إدارة الجامعة بالتعاون مع الأمن الموجود باستمرار داخل الحرم الجامعي في تكثيف وسائل عرقلتها لمشاركة الإخوان في انتخابات اتحاد الطلبة ففي التسعينيات كان توقيت فتح باب الترشيح معلنا وكانت الجامعة تراهن على قدرة الأمن في منع وصول طلبة الإخوان ومؤيديهم إلى صناديق الاقتراع عن طريق استخدام أعمال العنف والبلطجية الطلابية ضدهم ولما لم تفلح تلك الوسيلة أمام إصرار طلبة الإخوان على المشاركة
وتمكن بعضهم من الفوز لجأت إدارة الجامعة إلى وسيلة جديدة وهي عدم الإعلان عن فتح باب الترشيح وعمل الانتخابات بصورة سرية أو مفاجئة وهي تفضي في النهاية إلى نجاح مجموعات طلابية موالية مثل تنظيم " حورس " عن طريق التزكية بحجة عدم وجود مرشحين منافسين ونتيجة هذه الوسائل فإنه بداية من العام 2002 لم يعد للإخوان وجود في اتحادات الطلاب وهو تطور غير مسبوق.
ويبدو أن النظام اعتقد أنه بإقصاء الإخوان عن اتحاد الطلاب قد جمد أنشطتهم داخل الجامعات كما حصل مع النقابات إلا أن اختلاف الشريحة الطلابية عن الشريحة النقابية وإن كانت الشريحتان تنتميان إلى التنظيم نفسه برهن على عكس ذلك فإزاء سياسة الإقصاء صاغ طلبة [[الإخوان] إجراءين للرد على عملية التجميد والإقصاء :
أولهما إعلان الطلبة عن انتمائهم إلى حركة الإخوان المسلمين "المحظور" والعمل داخل الحرم الجامعي تحت هذا المسمي وليس تحت مسمي "التيار الإسلامي" كما في السابق وثانيهما الإعلان عن انتخابات ما أسموه ب "الاتحاد الحر" بحيث يكون موازيا لاتحاد الطلبة " غير الحر" باعتباره واقعا سيطرة إدارة الجامعة وأمن الدولة. (12)

وتصفها الدكتورة هالة مصطفى بقولها:

وفى هذا السياق ، يبدو أن أهم ظاهرة شهدتها الانتخابات الطلابية مؤخر (أى منذ عام 1992) كان هو ظهور تجمع طلابى جديد باس حورس ، تشير أغلب المؤشرات إلى تلقيه دعما مباشرا من الأجهزة الحكومية واستطاع هذا التجمع الطلابى الجديد "حورس" تحقيق الانتشار السريع داخل الجامعات، ووصلت المجموعات الطلابية التى شكلها إلى 82 أسرة جامعية فى جامعات: عين شمس وحلون، والأزهر، والقاهرة، والإسكندرية، والمنصورة .

وبلغ عدد الطلاب المنتمين إليه عام 1992 (68001 طالب) أغلبهم من طلاب النشاط. ورغم هذه المحاولات لاحتواء الحركة الطلابية إلا أن مغزى ودلالة هذه الحركة يظل أوسع بكثير من الاطار الطلابى الذى تتم الموجهة على أرضيته. (13)

أخيرا

لقد حاول النظام محاربة الإخوان المسلمين بخلق تنظيمات مدعومة داخل إطار العمل الطلابي إلا أنها كانت تجمعاء خاوية لم تستمر كثيرا لكونها لم تقم على أهداف إلا محاربة وتضييق الخناق على التيار الإسلامي وغيره من التيارات المعارضة في الجامعة، وسرعان ما انتهت بانتهاء من أنشائها حيث انتهت تجربة حورس مع خروج عبد المنعم عمارة من الوزارة، مما جعل النظام يلجأ للقبضة الأمنية لفرض سيطرته على الجامعات.

المراجع

  1. رسالة إلى الشباب: مجموعة رسائل الإمام حسن البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.
  2. عبده دسوقي، السعيد العبادي: تاريخ الحركة الطلابية بجماعة الإخوان المسلمين (1933- 2011)، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، 2012م.
  3. مصطفى الفقي: مجلة الطليعة، مايو 1969م، صـ44.
  4. هالة مصطفى: الدولة والحركات الإسلامية المعارضة بين المهادنة والمواجهة فى عهدى السادات ومبارك، مركز المحروسة للنشر والخدمات، القاهرة، 1996، صـ369.
  5. حورس في دار المركبات كمال عامر رئيس التحرير يكتب: 23 مايو 2019
  6. محمد مصطفى أبوشامة: الطريق الثالث .. صفحات (منسية) من تاريخ الحركة الشبابية معركة شباب «حورس» مع «الإخوان» فى جامعة القاهرة "1"، مجلة روزاليوسف، 22 مايو 2022
  7. المرجع السابق، جـ 2، 5 يونيو 2022
  8. هند حسن: 30 عامًا من النشاط الطلابي الإخواني في دائرة التقييم، 9 أكتوبر 2008
  9. إخوان ويكي: الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الحادى عشر)، 10 فبراير 2014
  10. السيد عبد الستار المليجي: تجربتي مع الإخوان من الدعوة إلى التنظيم السري، الزهراء للإعلام العربي، 2009م.
  11. هشام العوضي: صراع على الشرعية الإخوان المسلمون ومبارك 1982 – 2007م، مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت. الطبعة الأولى، 2009م.
  12. هشام العوضي: المرجع السابق.
  13. هالة مصطفى: الدولة و الحركات الإسلامية المعارضة بين المهادنة والمواجهة في عهدي السادات ومبارك، مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية، القاهرة، 1995م.