الحكومة تتهرب من مناقشة استجواب الإخوان عن العبَّارة
2006-12-02
كتب: عبد المعز محمد
تهرَّبت الحكومة المصرية من مناقشة استجوابات غرق العبَّارة السلام 98، والتي قدمها الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين، وقال وزير النقل محمد منصور إن الحكومة غير مستعدة لمناقشة الاستجوابات وستكتفي بمناقشة البيانات العاجلة وطلبات الإحاطة.
وكانت الجلسة الصباحية للبرلمان- والتي عُقدت صباح اليوم الأحد 200612/2/- قد بدأت بمناقشة المجلس طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة في موضوع غرق العبارة، وهو ما دعا الدكتور حمدي حسن إلى طلب مناقشة استجوابه ضمن الموضوع.
وقال إنه طبقًا للائحة البرلمان فإنه يتم الموافقة على مناقشة الاستجواب إذا تم تقديمه قبل عقد أول جلسة للبرلمان بسبعة أيام إلا إذا وافقت الحكومة على ذلك، وطلب النائب من رئيس البرلمان أن يستطلع رأي الحكومة في الجلسة لمناقشة الاستجواب طالما سوف تناقش طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة؛ نظرًا لظروف المواءمة السياسية التي تتطلبها المرحلة.
وعندما عرض رئيس البرلمان الموضوع على الحكومة رفض وزير النقل المهندس محمد منصور مناقشة الاستجواب، وقال إن الحكومة غير موافقة على ذلك، وإنها ستكتفي بمناقشة طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة فقط، وحاول النائب إقناع الحكومة بمناقشة الاستجواب، وقال إنه من المواءمة السياسية أن تناقش الحكومة الاستجواب طالما وافقت على مناقشة البيانات العاجلة وطلبات الإحاطة، إلا أن وزير النقل قابل الموضوع بإصرار غريب على عدم المناقشة، وهو ما اعتبره متابعون للبرلمان تهربًا وخوفًا من الحكومة التي ثبت تقصيرها في الإنقاذ والأمن والسلامة.
وأكد المتابعون أن الحكومة خائفةٌ من مواجهة نواب الإخوان في أول الاستجوابات، خاصةً وأن هناك تعاطفًا شعبيًّا وبرلمانيًّا مع ضحايا العبارة، وأن هناك شبه إجماع على تقصير الحكومة وهو ما دعا الحكومة للتهرب من المواجهة خوفًا من استصدار قرار من البرلمان بسحب الثقة من الوزير.
من جانبه قال النائب حسين محمد إبراهيم (نائب رئيس الكتلة الإخوانية)- والذي كان أول مَن تحدث من المستقلين والمعارضة- إن الحكومة قابلت الكارثة بكارثة أخرى!! وتساءل: هل هذه هي الكارثة الأولى؟ ثم أجاب: بالقطع لا، وما زال ضحايا كارثة قطار الصعيد يسألون حتى الآن عن التعويضات التي قررتها الحكومة لهم، وهو ما يعني أن التعويضات لم تُصرَف حتى الآن!!
ثم تساءل: هل هذه الكارثة ستكون الأخيرة؟! ثم أجاب: نأمل ونتمنى ذلك، إلا أن الأمور لا تأخذ بالأماني؛ لأن أجواء الفساد التي تسببت في هذه الكارثة- والتي جعلت العبَّارة تجوب البحر الأحمر دون رقيب- ما زالت موجودة؛ ولذلك فإن الأهم من مناقشة الكارثة هو محاربة الفساد بكافة السبل؛ حتى لا تتكرر الكارثة مرةً أخرى.
وأضاف النائب أنَّ تعامل الحكومة مع الكارثة كان كارثةً أخرى؛ لأن ألف باء التعامل مع الكوارث هو إنشاء مركز معلومات في سفاجا، إلا أن هذا لم يحدث وكلنا شاهدنا الفضائح في الفضائيات العربية عندما قامت قوات الشرطة بتبادل إلقاء الحجارة مع الأهالي الغاضبين.
وطالب النائب بتشكيل لجنة تقصِّي حقائق بالصورة التي وضعتها المادة 219 من اللائحة الداخلية للبرلمان؛ بحيث تضم ممثلين لكافة القوى السياسية الممثلة في البرلمان.
وقد قام نواب البرلمان- معارضةً وأغلبيةً- بالتصفيق الشديد للنائب عندما تكلم عن الفساد وحذَّر من خطورته على الأمن القومي.
المصدر
- الحكومة تتهرب من مناقشة استجواب الإخوان عن العبَّارةإخوان أون لاين