تاريخ الإخوان في حلوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاريخ الإخوان في حلوان


إخوان ويكي

مقدمة

حلوان واحدة من أقدم مدن مصر وكانت في الأصل مدينة فرعونية وفيها يوجد أول سد مائي في التاريخ (سد جراوي أو الكفرة) بمنطقة وادي حوف ولكنها اندثرت عبر العصور.

وفي العصر القبطي سكنها الأقباط كما سكنها الأجانب وشيدوا الكنائس وغيرها، كما سكنها بعض اليهود وشيدوا بها معبد يهودي صغير في شارع البراديزو – وهو شارع قريب من ميدان الشهداء حاليا- ولم تقتصر على هذه العصور لكن حينما دخل الإسلام مصر استوطن كثير من الولاة حلوان مثل عبدالعزيز بن مروان والذي أنشأ قرية حلوان عام 70هـ والتي تقع بالقرب من نهر النيل

وكان قد خرج من الفسطاط العاصمة آنذاك متجهاً إلى الجنوب بعد أن دب الوباء في الفسطاط فأعجبته حلوان فاتخذها عاصمة مؤقتة لولاية مصر وأنشأ الدور والقصور وغرس فيها البساتين إلى أن توفي فيها فنُقل منها إلى الفسطاط عن طريق النيل وفيها ولد ابنه أمير المؤمنين الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، ويقال أنها تنسب إلى حلوان بن بابليون بن عمرو بن أمرئ القيس ملك مصر آنذاك. (1)

حتى أنها في العصر العثماني قام شيخ البلد إبراهيم بك قازدوغلي بحرقها لخلافه مع الأهالي حول الضرائب وفي منتصف القرن الـ19 في عهد محمد عباس باشا الأول 1848م شهدت حلوان أول محاولة رسمية للتوسيع العمراني بسبب اكتشاف عين للمياه الكبرتيه، ومنذ تولى إسماعيل باشا 1863م اعتنى بها فشيد الحمامات عام 1874م، واستقطبت كثير من الباشوات والحكام، فشيدت بها المساجد والقصور والفنادق والمتاحف والحدائق ومرصد حلوان، كما سكنها الشعراء والعلماء والأدباء.

لكن بعد ثورة 23 يوليو 1952م تغير الحال حيث شهدت المدينة إنشاء المصانع الحربية والحديد والصلب، ومصانع الإسمنت ومود البناء فأصبحت مدينة التلوث بسبب هذه المصانع.

و حلوان الحالية هي ضاحية من أكبر ضواحي القاهرة وهي بالفعل أكبر ضواحيها مساحة وتقع في أقصى جنوب القاهرة وتشمل ثلاثة أقسام قسم حلوان، وقسم التبين وقسم مدينة 15 مايو وبها جامعة من أهم ومن أكبر جامعات مصر وهي جامعة حلوان ويقع حرم الجامعة في منطقة عين حلوان.

واشتهرت حلوان حديثاً بأنها أكبر مركز صناعي في القاهرة وأشهر مصانعها مصنع الحديد والصلب ومصانع الإسمنت والمصانع الحربية ومصنع النصر للسيارات ومصنع سيجوارت في المعصرة والشركة المصرية لصناعة المعدات التليفونية (كويك تل) بالمعصرة.

وفي يوم 17 أبريل 2008م صدر قرار رئاسي بجعل حلوان محافظة مستقلة، غير أن القرار ألغي بعد ثورة يناير 2011 في 14 أبريل وأعيدت تابعة لمحافظة القاهرة. (2)

الإخوان ومدينة حلوان

منذ أن نشأت دعوة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية ثم انتقلت للقاهرة عام 1932م سعى الإمام البنا إلى الوصول بدعوته لكل القرى والمدن داخل القطر المصري، وملذا ما أن ينتهي من عمله في المدرسة حتى يخرج إلى الأماكن القريبة من مركز الجماعة بالعتبة لنشر دعوته.

ولقد دخلت دعوة الإخوان إلى حلوان في وقت مبكر حيث كان بها ثلاث شعب في تقرير عام 1937م وهي شعبة حلوان وكان نقيب يونس أفندي محمد الشربيني، وشعبة طره وكان نائبها عبد الحميد أفندي الجزار، ثم شعبة المعادي وكان نقيبها محمد أفندي حسين المدرس بالابتدائية الأميرية. (3) وفي سنة 1940م وحينما أجريت الانتخابات تم انتخاب أ. محمد كامل أفندي حته مسئولا عن شعب مدينة حلوان.

وفي أبريل 1944م وضع المركز العام لوائح وقوانين تحدد نظاما معينًا لاعتماد الشعب الجديدة، يقوم محتواه على التأكد التام من متانة بناء الشعبة الجديدة، ومستوى فهم الرجال القائمين عليها لمبادئ وأصول دعوة الإخوان، ثم مدى نشاطهم وإيجابياتهم فى العمل من أجلها قبل اعتماد الشعبة الجديدة، ومن الشعب التى افتتحت بناء على هذا النظام فى عام 1945م شعبة طرة الحيط قسم حلوان. (4)

انتشرت الدعوة في حلوان وأصبح لها العديد من الشعب، وبلغ من مكانتها أن تم اختيار بعض أبنائها ليكون عضوا في الهيئة التأسيسية التي أسسها الإخوان من الرعيل الأول للإخوان عام 1945م حيث تم اختيار الأستاذ عبد الرزاق هويدي – سكرتير نيابة الجيش بحلوان – وهو والد الصحفي الشهير فهمي هويدي. (5)

بل كان الإمام البنا يكثر من زيارتها للتلاحم مع إخوانها وشعبها ومنها زيارته فى شهر رمضان المبارك سنة 1357هـ. كما زارها الجمعة 11ربيع الأول سنة 1359هـ 19أبريل سنة 1940م، حيث ألقى محاضرة بعنوان ساحة المولد النبوى الشريف بسرادق السادة البيومية، حيث جهز لهذا الحفل أفراد شعبة حلوان الواقعة في شارع رياض باشا رقم "43"، وكان موعد الحفل من 6 : 8 مساء بالسرادق.

وأيضا زيارته عام 1947م، حيث ألقى خطبة الجمعة بمسجد توفيق باشا بحلوان ثم زار الأستاذ محمد شريت واطمأن على صحته ثم تناول مع لفيف من الإخوان وأعضاء بعثة الحج طعام الغداء على مائدة الأستاذ عبد الله موسى بك وبعد صلاة العصر قام ببعض الزيارات اختتمها بزيارة شُعبة الإخوان بحلوان.

وحينما خرج إلى رحلة الحج عام 1945م كان من ضمن لجنة الحج عدد من إخوان حلوان، وهما الحاج حمودة أحمد محمود، والحاج عبدالله موسى.

أول معسكر للإخوان في حلوان

بعدما استحدث الإمام الشهيد حسن البنا الكتيبة كوسيلة من وسائل التربية المؤثرة والتي كانت تعقد أحيانا فى صحراء عين شمس والمعادي وحلوان والغفير إلا فى أوقات المطر والبرد القارس؛ فكانت تقام بالمركز العام، استوحى فكرة المعسكر من خلال فرق الجوالة، واستهدف من وراء تلك المعسكرات تربية الإخوان تربية شاملة تُعنى بالروح والعقل والجسد؛ فكانت التربية الروحية من خلال قيام الليل والتهجد وقراءة الوظائف والأوراد وتلاوة القرآن.

أما التربية الثقافية التي تغذى العقل فكانت من خلال المحاضرات والمدارسات التى تتم فى أيام المعسكر. أما الاهتمام بالنواحي البدنية فكانت من خلال الأنشطة الرياضية المختلفة التى يتضمنها برنامج المعسكر، بالإضافة إلى التدريب العسكري الذى يتضمن التدريب على الرياضات العنيفة، والتدريب على أنشطة الدفاع عن النفس.

ولم يكتفِ الإمام البنا بذلك؛ فقد أضاف إليها توثيق التعارف وتعميقه بين الإخوان، وتعويدهم على الانضباط والطاعة والاعتزاز بالنفس المؤمنة، كما دربهم على ممارسة الدعوة إلى الله عمليًا من خلال الخروج فى بعض أيام المعسكر لدعوة الناس، وقدم من نفسه النموذج العملي لكل ذلك، ومن هذه المعسكرات معسكر حلوان

والتي وصفه الأستاذ صالح عشماوي – الملقب برائد الصحافة الإسلامية ووكيل جماعة الإخوان المسلمين - من خلال زيارته بقوله:

أعود بذاكرتى إلى الليلة الأولى التى وصلت فيها المعسكر، وكان الوقت ليلا، وكيف قدم إلى طعام العشاء، فنظرت إليه فإذا هو عدس، هممت بالاحتجاج؛ لأن الطبيب يحتم على ألا آكل إلا خضارًا مسلوقًا، ولكنى أطبقت شفتى لأنى فى معسكر أخضع لنظامه لا لأمر الطبيب، أكلت وحمدت الله، ثم نهضت إلى مكان النوم، فإذا به خيمة وفراشى فيها الغبراء - وفى الأرض صلابة وخشونة – وأنا رجل مريض
تعودت اللين من الفراش، ولكن عبثًا حاولت التكلم، فليس من هذه الضجعة مفر! فنمت كما أكلت بعد أن دعوت الله، ولكن لم يطل نومى؛ فقد أيقظنى أخ كريم، فنهضت أستفسره الأمر، فأخبرنى أن على الليلة حراسة، نعم على أن أهجر هذا الفراش على ما فيه من تقشف لأقف وسط المعسكر تظللنى السماء، وبيدى عصا لأقوم على حراسة زملائى وإخوانى فى الله، ولم يكن أمامى سوى الطاعة.
اتخذت مكانى وسط المعسكر، والهواء يعصف بى من كل جانب، والريح يأتينى من كل مكان، فيهتز له جسدى النحيل، ثم أخذت أغدو وأروح، وأسرح نظرى فى السماء تارة فإذا بها مرفوعة بغير عماد مزينة بالنجوم والقمر، وفى الأرض تارة أخرى فإذا بها ممدودة حينا، عالية شامخة بالتلال حينًا آخر، أخذت أتأمل وأفكر، فيطول بى التفكير، وأبحث وأقدر، فيستوى أمامى التقدير!! أجل هنا أحسست بعظمة الله وقدرته، فجرى على لسانى قول الحق تبارك وتعالى "إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِى الألْبَابِ" "آل عمران: 190".
ثم تقت إلى الراحة، فوجدت منضدة يعلوها مصباح من ورائها مقعد وعليها كتاب، فتحته فإذا به دستور السماء، جلست أقطع الوقت بتلاوة القرآن أرتله ترتيلا، ولقد قرأت القرآن قبل ذلك كثيرًا وقليلا، ولكن ما أحسست بروعة الآيات وعذوبة التلاوة، وما سمعت بصوتى رنينًا كله جلال ووقار كما أحسست فى هذه الليلة، حتى أذن الفجر بالانبثاق، فأسرعت أوقظ الإخوان، واستعد الكل، واستوت الصفوف، وتقدم الإمام، فأقيمت الصلاة، وركعنا، وسجدنا، ثم سبحنا بحمده، واستغفرناه.
مرت فترة قصيرة دوت بعدها صفارة الزعيم، فهب القوم، وتنادوا مصبحين، وانتظموا صفوفًا كالبنيان المرصوص، وبدأت الرياضة البدنية، فسايرتهم فيها بقدر ما سمحت عضلاتى التى ألانتها الراحة والسكون، ثم صدر الأمر بالسير.. إلى أين؟ إلى العين الجديدة..
بدأنا السير فى اعتدال، ثم أسرعنا الخطى فى اتزان، ثم انقلب السير عدوًا وركضًا، و"الزعيم" يتقدمنا ينفخ فى صفارته كأنه ينفخ فينا من روحه ومن حماسته؛ حتى إذا بلغنا تلا مرتفعًا ليس له منفذ، فكدت أصيح بهم: إننا ضللنا الطريق، لولا أننى رأيت "الزعيم" ومن ورائه الإخوان يتخذون سبيلهم فى التل عجبًا، ولم يطل ترددى؛
فقد عز على أن أقعد مع الخوالف، فتبعتهم بعون من الله؛ حتى إذا بلغت نهاية التل إذا بى أرى الجمع ينحدر كالسيل إلى بطن الوادى، ففوضت أمرى إلى الله، وهبطت معهم، أو على الأصح من ورائهم، حتى إذا بلغنا أسفل الوادى وجدنا قناة، فعبرناها، ثم تلا تسلقناه، وآخر هبطناه، حتى بلغنا منبع الماء، وقد لقينا من رحلتنا هذه نصبا.
عدنا إلى المعسكر من نفس الطريق، وقد علمنى هذا "الطابور" كما يقولون أن أمام الإخوان عقبات لا بد أن يجتازوها، وحواجز لا بد أن يتخطوها فى عزيمة وإرادة، وفى قوة وشجاعة، وقد سألت عند عودتى: هل يذهب الناس إلى العين بهذه المشقة؟ فعلمت أن للعين سبيلا ممهدًا وطريقًا محدودًا، أيقنت عندئذ أن للإخوان طريقًا غير طريق الناس، يسرعون عندما يبطئون، ويصعدون الهضاب والمرتفعات بينما يتلمس الناس السهول والوديان، أو يعبرون الترع والقنوات فى الوقت الذى يخشى الناس فيه البلل والرذاذ من الماء!
ولم يكن من هذا بد ما داموا قد صلحوا فى وقت فسد فيه الناس، وما داموا قد اتخذوا الله غايتهم فى عصر اتخذ مواطنوهم بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، وما داموا يريدون أن يأمروا بالمعروف، وينهوا عن المنكر فى زمن شاعت فيه الفاحشة، وتحكمت الشهوات، وما داموا قد بايعوا الرسول زعيمًا وإمامًا وقد هزأ الناس بالرسول وسنته، واستباحوا لأنفسهم الطعن فيه وفى شريعته، وما داموا قد اتخذوا القرآن دستورهم فى وقت اتبع الناس فيه دستورًا لا شرقيًا ولا غربيًا يحلونه عامًا ويحرمونه أعوامًا.
حان وقت الإفطار؛ فكان الملح والخبز غذاء، ثم وقف الزعيم يرفع العلم، ووقفنا صفوفًا نحييه سلامًا وهتافًا، يملأ الفضاء، ويبلغ عنان السماء، ولم يكن هتافنا إلا حمدًا وتكبيرًا: الله أكبر ولله الحمد، الله غايتنا والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا.
ثم أخذنا نتعلم تلحين نشيد الكتائب، وأشهد أنى قرأت هذا النشيد أكثر من مرة وأنا جالس فى مكتبى؛ فما أثار فى نفسى إحساسًا، ولكن فى هذه المرة تفتحت أمامى معان لم أكن أدركها، وشعرت بحقائق لم أكن ألمسها؛ فلا عجب إذا أنشدناه فى قوة.
لأننا نقول ما نفعل ونحس بما نقول وما أروع ما ننشد:

نبى الهدى قد جفونا الكرى

وعفنا الشهى من المطعم

نهضنا إلى الله نجلو السرى

بروعة قرآنه المحكم

مضت أيام، ثم جاءنى من تربطنى به صلة القرابة فى زيارة، فعلم كيف آكل، وكيف أنام.. فهاله الأمر، وقد قال لنفسه: ما لهذا المترف المريض ينام نوم الأصحاء، ويأكل أكل الفقراء؟! فلما اختلى بى مكانًا قصيًا بادرنى بقوله: هل أنت مجنون؟ قلت: هذا أحد الفرضين، قال: وهل هناك فرض آخر؟
فقلت: نعم، وهو أنى "محب"، فابتسم بخبث، ولعله قد عجب كيف يحب الإخوان المسلمون! فقلت له: هون عليك؛ فقد أحببنا الله ورسوله حبًا ملك علينا نفوسنا، فجفونا الكرى، وعفنا الشهى من الطعام، وإذا كان الواحد منكم يحب امرأة لجمالها فيهجر مضجعه، ويحرم على نفسه لذيذ الأكل والشراب، يهيم فى الطرقات يساهر النجوم ويناجى من أحب بغناء فيه ضعف وذلة وفيه خضوع واستجداء؛
فأولى بمن أحبوا الله ورسوله أن تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفًا وطمعًا، وأن يعفُّوا عن لذيذ الطعام والشراب، يستغفرون ربهم عشية وأسحارًا، ويناجون مولاهم لا بغناء ذليل، وإنما بقرآن كريم يرتلونه ترتيلا، ولا يقضون أيامهم فى خضوع واستجداء، وإنما فى تحقيق قول الله "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ" "الأنفال: 60"؛ حتى يعود للإسلام مجده، وحتى يفرضوا على الناس حده، وحتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.
الآن وقد انتهى المعسكر كم خلف فى نفوسنا من حسرة، وإنى لأذكر فى يومنا الأخير كيف أصبحنا ننظر إلى السماء، وأطلنا النظر، وسرحنا الطرف فيما حولنا، فشرد بنا الفكر والبصر، ثم نظر كل أخ إلى أخيه وكأنه يودعه ولسان حاله يقول:

تمتع من شميم عرار نجد

فما بعد العشية من عرار

لقد كان المعسكر رائعًا جليلا، عظيمًا جميلا، ما أظن أنى أستطيع أن أحيط بكل ناحية من نواحى عظمته، لم يكن لهوًا كما قدرت، ولعبًا كما ظننت، ولكنه كان عملا وإعدادًا وتدريبًا وجهادًا، تلك هى الحقيقة على أن أروع ما فى المعسكر هو جو الأخوة الذى ساده.
والآن وقد انتهت أيام المعسكر؛ فذهب كل إلى داره يحمل بين جنبيه أعذب الذكريات، وإنى لأتخيل الواحد منا وقد أهاجته الذكرى، فذكر أيام المعسكر وإخوان المعسكر، ففاضت عيناه، ثم أخذته النشوة، فأنشد من أعماق قلبه وكأنه فيهم وكأنهم معه:

تآخت على الله أرواحنا

إخاء يروع بناء الزمن. (6)

وفي عام 1946م أقام طلبة الإخوان معسكرهم حيث شاركهم المرشد العام والأستاذ محمد صبيح الذي القي كلمة عن السودان، وفى العام التالي أعلن قسم الطلبة بالمركز العام عن المعسكر الصيفي الأول الذي اعتزم إقامته بمعسكر فاروق الأول بحلوان وذلك في المدة من 3 إلى 17 من يوليو وقيمة الاشتراك 50قرشا وطلب من الإخوان الطلاب تقيد أسمائهم

غير أن موعد المعسكر تم تغيره إلى 5 يوليو إلى 12يوليو بدلا من 3 إلى 17يوليو، وقبل المعسكر بيومين نبه القسم على الطلاب المشتركين الحضور إلى المعسكر بقطار الساعة السادسة صباحا يوم السبت 5 يوليو 1947م في محطة باب اللوق بالملابس الرسمية

وقد كتب الأستاذ رجاء عبد الله عيسى يصف حال المعسكر ، كما وصف الأستاذ عبد العزيز كامل المعسكر بمقال أظهر مدى تنظيم المعسكر والروح الطيبة التي انتشرت بين أفراده وفى أجازه نصف السنة عام 1948م أقام قسم الطلاب معسكرا آخر بحلوان لمده ثلاث أيام حضره عدد كبير من طلاب الإخوان. (7)

وشاركت الشعب المركز العام إقامة المعسكرات لرهوطها ففي عابدين أمكن رهوط مركز جهادها عن إقامة معسكر بمنطقة حلوان ابتداء من يوم السبت 12 أبريل 1947م حتى مساء يوم الإثنين 14 أبريل 1947م.

حلوان شعلة نشاط

منذ أن دخلت دعوة الإخوان إلى حلوان وقد أصحت شعلة من النشاط سواء ضد الحركات الهدامة أو القيام على خدمة الناس في حلوان. ففي عام 1933م كانت الحملات التبشيرية تنشر سمومها وسط المجتمع المصري مما حدى بالإخوان للتصدى لها في كل مكان ومنها حلوان

حيث اجتمع عدد من أهالي حلوان بعد صلاة الجمعة بمسجد التوفيقي بحلوان محتجين على أعمال المبشرين الذين انتشروا في البلاد وطعنونا في أعز شيء لدينا وهو الدين باسم الشفقة والعطف على المرضى والمساكين، حيث رفعوا مذكرة إلى الملك باسم الدين نضرع إلى جلالتكم لوضع حد لهذه الفظائع المتكررة التي تأباها الإنسانية وينكرها الدين. (8)

أيضا منذ أن انتظم عمل الأخوات في الإسماعيلية مع بدء الدعوة وظهور لائحة أخوات الإسماعيلية في عام 1933م، وقد بدأت في الانتشار وسط النساء، وبعدما انتقلت الدعوة للقاهرة حرص القائمين على عمل الأخوات في نشر الفكرة في حلوان، فرغب مراقب دار الإخوان بالمركز العام أن يكون لحلوان نصيب من هذا النشاط فأعلن عن دروس تنظمها شعبة حلوان بعد ظهر السبت من كل أسبوع ويشرف عليها بنفسه

فما كان من سيدات حلوان، إلا أن أقبلن إقبالاً رائعًا وعمرن مسجد الإخوان (مسجد يونس الشربيني أفندي) من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب فاستمعن إلى عظات الشيخ الشعشاعي والآنسة زينب الغزالي وغيرهما، وقد وفد على حلوان عدد من كرام سيدات القاهرة، ولقد طلبت الحاضرات تخصيص بناء ملحق بالمسجد لهن فيكون مدخله مستقلاً ولا يغشاه غيرهن لتعدد مواقيت الدروس ويختلفن إليه مرات كل أسبوع. (9)

النشاط الرياضي

اهتم الإخوان بالرياضة كثيرا فأنشأوا النوادي والفرق الرياضية والجوالة وغيرها من الأنشطة التي ساعدت على انتشار الدعوة وسط الناس.

فقد كانت فرق الكشافة للإخوان تشترك فى دورات للإسعافات الأولية وغيرها، كما كانت شعبة حلوان مثالا لذلك؛ فقد نهضت فرق كشافة الإخوان بحلوان نهضة مباركة؛ فاشتركوا فى دروس الإسعاف والغارات الجوية وطرق الوقاية منها، ونجحوا فيها متفوقين. (10)

ولم يكن النشاط يتوقف عند ذلك الحد، ولكن يتم بعد ذلك تنظيم مباريات بين فرق الإخوان وبعضها، وكذلك مع الفرق الأخرى في كرة القدم حيث لعب فريق إخوان حلوان ضد تنظيم حلوان، وكانت النتيجة التعادل 1 – 1.كما تقابلت منطقة حلوان مع منطقة شبرا مصر على ملعب حلوان، يوم الأحد 30 مارس.

وفي لعبة كرة السلة والتي لم تنتشر ككرة القدم؛ وذلك لاحتياجها للإمكانات والملاعب المخصصة لها؛ ولذلك انحسر ذلك النشاط فى بعض المناطق دون غيرها حيث لعب فريق حلوان × الظاهر 30 – 20 وفي رياضة حمل الأثقال تأخر الإخوان فى تلك الرياضة، ولم تبدأ الممارسة إلا فى عام 1945م؛ فقد تكونت فى ذلك العام فرق لشعب بين السرايات وجزيرة بدران وحلوان والسيدة. (11)

كما أقام مجلس الرياضة الأعلى بعمل سداسيات بين الفرق ففي هذا الإطار تقابل قدماء لاعبي القلعة مع أشبال المركز العام والتي انتهت بفوز فريق القدماء بالجائزة الأولى وقد أجاد من اللاعبين الحاج فرج والغرباوي وعاشور عطية وتوتو وحكم المباراة الأخ رشاد، ولقد لعب فريقا شباب الساحة الشعبية بالجيزة وفريق الإخوان بحلوان ففاز فريق شباب الساحة على فريق الإخوان (7-1) وقد أجاد من فريق الساحة فتحى جابر ومن فريق الإخوان إبراهيم عمار. (12)

كما أقيمت مباراة ودية فى لعبة" البنج بينج" بين فريقي الإخوان بحلوان وشركة الحرير بحلوان على ملعب نسيج الحرير يوم 25/11/ وكانت نتيجتها:

الإخوان عبده الجزار (21-21) الحرير (محمودمحجوب) (19-18)

الإخوان حسين محمود (14-21-14) الحرير (أحمد حسان) (21-12-21)

الإخوان إبراهيم حلمى (13-15) الحرير (قطب حامد) (21-21)

الزوجى :

الإخوان (عبد الظاهر - ابراهيم حلمى (21-10-21) والحرير (أحمد حسان محمود محجوب(19-21-13) (13)

كما اهتم الإخوان بالمصارعة ورفع الأثقال والملاكمة لدرجة أن برز منهم من يمثل مصر فى البطولات الداخلية والدولية مثل عرفة السيد وسيد نصير كما اهتمت شعب الإخوان بهذه الألعاب. وكان أهم قرارات منطقة القاهرة للمصارعة فى جلسة يوم 16 يونيو 1947م معاينة نادى الإخوان المسلمين وتنظيم حلوان لضمها إلى المنطقة.

النشاط المسرحي

من الأنشطة الجديدة التى اهتم بها الإخوان فى هذه الفترة تكوين فرق تمثيلية، تقوم بإعداد مسرحيات هادفة يقدمونها لجمهور الناس، أبدعها شعراء مثل الشاعر الكبير الأستاذ محمود غنيم، ومن مسرحياته التي قدمتها "الفرقة الإسلامية التمثيلية" مسرحية: "المروءة المقنعة"، وقد تم عرضها على خشبة مسرح كازينو حلوان، وأخرجها الأستاذ عبد الفتاح رمضان الحاصل على دبلوم اللغة العربية ودبلوم فن التمثيل، وعزف ألحانها المطرب الفنان الأستاذ محمد فرج، مطرب الإذاعة ودبلوم معهد الموسيقى الملكي. (14)

كما احتفل الإخوان في حلوان مثلما احتفلوا في جميع الشعب بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام، حتى أن شعبة حلوان الحمامات أقامت العديد من المحاضرات ومنها محاضرة للشيخ محمد عطية بعنوان "علي بن أبي طالب".

حلوان ما بعد البنا

تعرضت الجماعة لمحنة شديدة بعدما صدر قرار بحلها من قبل النقراشي في 8 ديسمبر 1948م، ثم اغتيال مرشدها الأول حسن البنا واعتقال أفرادها ومصادرة أموالها وقد جرى لإخوان حلوان مثلما جرى لباقي الشعب من اعتقال ومصادرة وأغلاق للشعب، لكنها عادت مع عودة الجماعة حتى أنها كانت مكانا لتدريب رجال النظام الخاص من الجيش

يقول توفيق إكليمندوس:

حاول حسن البنا أن يشدنا للجماعة برباط وثيق، وقرر ضمي أنا و عبد الناصر للجهاز السري، وبالفعل قابلنا عبد الرحمن السندي قائد الجهاز السري في أحد المنازل القديمة بحي الدرب الأحمر، ودخلنا غرفة مظلمة تمامًا ووضعنا يدنا على مصحف ومسدس، ورددنا خلف صوت أحدهم يمين الطاعة للمرشد العام في المنشط والمكره (الخير والشر)، وأعلنا بيعتنا التامة الكاملة والشاملة له على كتاب الله وسنة رسوله، وبدأنا عملنا وأخذونا للتدريب في منطقة قرب حلوان". (15)

كان بعض الأفراد من إخوان حلوان من صناع القرار في الجماعة مثل عبدالرازق هويدي والذي كان له دور كبير في الجماعة. وحينما تم اختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للجماعة خلفا للأستاذ حسن البنا قام بالعديد من الزيارات للشعب ومنها حلوان

يقول الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله :

خرجنا مع فضيلة المرشد الهضيبي مرة في رحلة إلى صحراء حلوان ووادي حوف. وأدركنا وقت الغذاء، فأكلنا على الأرض والرمل. وبعد الغذاء اضطجع كما هو ببدلته على الرمل فنام قليلاً. وحرصت على أن أصوره على هذه الحالة الفريدة في عالم الزعماء. ولما أطلعته على الصورة، واستأذنته في نشرها، أبى قائلاً : ما بالمسلمين من حاجة إلى دعاية، وحسبهم أن يعرفهم ربهم، وفي ذلك سعادتهم. (16)

لم يدم الأمر طويلا حتى تعرضت الجماعة لمحنة جديدة على يدي عسكر ثورة 23 يوليو بعدما تم حل الجماعة والقاء القبض على أعضائها بعد ما سمى بحادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م حيث زج بالآلاف في السجون، وفي يونيو 1957م قام عبد الناصر بمذبحة ضد الإخوان داخل السجون راح ضحيتها عشرات الضحايا وغيرهم من المصابين، وكان من ضمن من استشهد في هذه المذبحة الأستاذ على حمزة من إخوان حلوان والذي كان يعمل قمصانجى.

وحينما خرج سيد قطب من السجن عام 1964م عاد إلى بيته في حلوان قبل أن يعود إليه مرة أخرى هو وأهل بيته سواء أخيه محمد وأخته حميدة وأبن اخته رفت بكر الذي استشهد تحت سياط التعذيب داخل السجون، ولحق به خاله الشهيد سيد قطب الذي حكم عليه بالإعدام ونفذ فيه الحكم عام 1966م، كما اعتقل من أخوات حلوان تحية بشير زوجة الأستاذ طه أبو الليل.

ظلت الجماعة في محنة حتى مات عبد الناصر وتولى السادات الحكم وكانت مدد الحكم قد انتهت للكثيرين من الإخوان فأخذ في الافراج عنهم، وعمل بعض قادة الإخوان على تنظيم صفوفهم مرة أخرى تحت قيادة المرشد حسن الهضيبي.

يقول عبد المنعم أبو الفتوح:

ومع نهاية حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 بدأ الإخوان في الخروج من السجن، وكان قد سبقهم الأستاذ حسن الهضيبي الذي أفرج عنه بسبب حالته الصحية. لم يكن في الجماعة خارج السجن إلا عدد قليل فلم يكن حول المرشد إلا عدد قليل يحيط به ويلزم صحبته وهم من يمثلون هيئة مكتب الإرشاد من الإخوان الكبار مثل الدكتور أحمد الملط والحاج حسني عبد الباقي والشيخ مرزوق وهو من قدامى الإخوان وكان يقطن حي حدائق حلوان جنوب القاهرة وكان يقال عنه إنه المرشد السري!

و:سبب تسمية " المرشد السري" أن الأستاذ حسن الهضيبي كان إذا تغيب لظرف عن الحضور، كان يُنيب عنه الشيخ مرزوق في المسؤولية عن إدارة الاجتماع. فلما توفي الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله طلب الإخوان من الشيخ مرزوق – وكان ضريرا - أن يتولى مسؤولية المرشد حتى يتم اختيار مرشد جديد للإخوان ، فرفض الرجل أن يكون المرشد، ولكن مع إصرارهم تولى تلك المهمة المؤقتة، على أن يكون القائم بأعمال المرشد وليس المرشد العام. (17)

انتشار وانكسار

عادت الجماعة للعمل بقوة في حلوان حيث انتشرت الدعوة في ربوع حلوان خلال الثمانينيات والتسعينيات، حيث قامت الجماعة بالانتشار داخل مجتمع حلوان حتى نالوا ثقة الشارع الحلواني من كثرة الأعمال التي قاموا بها في خدمة أهل حلوان.

حيث وقف أهل حلوان خلف مرشحي الإخوان أمثال الأستاذ جمعة محمد البدري مرعي محمد في انتخابات 2005م ثم انتخابات 2012م بالإضافة لرمضان عمر، كما نجح في انتخابات 1995م الأستاذ علي فتح الباب كما نجح في انتخابات 2000 و2005م و2012م بالإضافة للأستاذ المحمدي عبد المقصود.

دور طلاب الإخوان

استمر الإخوان في العمل لصالح أهالي حلوان، فقد نظَّم طلاب وطالبات الإخوان المسلمين في جامعة حلوان بالقاهرة وقفةً اليوم الثلاثاء 7/3/ 2006 م داخل الحرم الجامعي؛ احتجاجًا على اعتقال بعض قادة وأعضاء الجماعة وعلى رأسهم الدكتور رشاد البيومي ، والدكتور حسن الحيوان ، وتقديم بعض القضاة الشرفاء الذين رفضوا تزويرَ نتائجِ الانتخابات البرلمانية الأخيرة لنيابة أمن الدولة.

ورفع الطلاب خلال وقفتهم لافتاتٍ مكتوبًا عليها:

"ارفعوا أيديكم عن الشرفاء"، "لا للطوارئ"، "ارفعوا أيديكم عن القضاة".

وانتهت الوقفة بمؤتمرٍ شارك فيه طلاب الجامعة، حيث طالبوا بالإفراجِ الفوري عن المعتقلين، وإطلاق الحريات داخل الجامعات، وإلغاءِ سيطرة أمن الدولة على الجامعة، ومنعِ شطب الطلاب من الاتحادات الطلابية.

وفي مارس 2011م وبعد نجاح ثورة يناير نظَّم ائتلاف طلاب جامعة حلوان، المكون من "حركة مقاومة، وحركة العدالة والحرية، وطلاب الإخوان المسلمين، وكذلك الحزب العربي الناصري"، مسيرة بالآلاف داخل الجامعة، بدأت من أمام المطعم المركزي، وانتهت أمام مكتب رئيس الجامعة، الدكتور أحمد الطيب

وذلك للمطالبة بإقالته، وإقالة وكلاء رئيس الجامعة، وجميع عمداء الكليات ونوابهم ورؤساء الأقسام، وإعادة صياغة لائحة طلابية جديدة، بعد تعديل قانون الجامعات، تتيح لكل الأفراد من مختلف التيارات السياسية المشاركة في الانتخابات الطلابية، وكذلك تخفيض مصاريف المدينة بدلا من 150 جنيهًا إلى 60 فقط كما كانت من قبل.

وردد الطلاب هتافات:

"يا شهيد نام واتهنى.. هستناك على باب الجنة"، "لسه الدم المصري فاير.. لسه يا ثورة يناير"، و"الطلبة تريد إسقاط رئيس الجامعة"، و"تعليم حرية عدالة اجتماعية"، ورفع الطلاب أعلام ليبيا بجانب العلم المصري، كتأييد لثورة الشعب الليبي في مواجهة الرئيس الليبي معمر القذافي.

وقال حليم حنيش، منسق حركة "مقاومة":

"إن رئيس الجامعة من أنصار النظام السابق، ولا بد من إقالته، مؤكدًا أنه "كما رحل الرئيس مبارك.. فلا بد أن يرحل أعوانه، وكذلك لا بد من تعديل لائحة قانون الجامعات، حتى يتم السماح لجميع الأفراد بالمشاركة في الفعاليات الطلابية، وكذلك المشاركة في أنشطه الجامعة المختلفة".

من جانبه، أكد حسن عبد الستار، منسق طلبة جماعة الإخوان بجامعة حلوان، أن طلاب الجماعة قرروا المشاركة على اعتبار أنهم جزء من المشاركين في ثورة 25 يناير، ومطالبنا واحدة، أهمها إقالة رئيس الجامعة والعمداء ووكلاء الكليات.

كان لدور طلاب الإخوان في جامعة حلوان أن تعرض كثير من طلابها الإخوان إلى الاعتقال، حيث قامت قواتٌ غفيرةٌ من مباحث أمن الدولة فجر يوم الأحد 5/11/2006م بمداهمة ومحاصرة منازل عدد من طلاب الإخوان المسلمين بجامعة حلوان، وتم اعتقال 20 طالبًا ممن وُجدوا في منازلهم وقت المداهمات، حيث ظلت منازلُ بعض الطلاب محاصَرَةً بقواتٍ كثيفةٍ من الأمن المركزي التي حوَّلت ساحاتِ وشوارعَ بيوتِ الطلاب إلى ساحات حرب.

وقامت قوات الأمن باعتقال بعض ذوي الطلاب وأقربائهم معهم، سواءٌ كان الطالب موجودًا في البيت وقت اعتقاله أم لا، في نوعٍ من الإرهاب لعائلات الطلاب والضغط عليهم، ووصل عدد المعتقلين من ذوي الطلاب إلى عشرة!!

والطلاب المعتقَلون اليوم كلهم من كلية التجارة، وهم من أبرز مرشحي طلاب الإخوان في الانتخابات الطلابية التي تم شطبهم منها، وكان من المقرر خوضهم اليوم انتخابات الاتحاد الحر، ومنهم: إبراهيم ربيع إبراهيم، وأيمن هاشم، وأحمد عيد بالفرقة الرابعة، وأحمد يوسف، ومصطفى خلاف، ومحمد سيد، وإبراهيم خلف، وإبراهيم غازي، ومحمد عيد بالفرقة الثالثة، وإبراهيم فوزي، وأحمد عمر، ونصر جمعة، وأحمد مهدي بالفرقة الأولى.

دور الأخوات

كما نظمت ما يزيد عن 500 سيدة وفتاة بعد ظهر اليوم الاثنين 31/7/ 2006 م مظاهرةً نسائيةً في ميدان محطة حلوان ؛ تعبيرًا عن تضامنهن مع أخواتهن من أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني. وجاءت هذه المظاهرة برعاية نائبَي الإخوان في مجلس الشعب عن حلوان علي فتح الباب والمحمدي عبد المقصود، وشارك فيها عددٌ من قيادات الإخوان المسلمين في حلوان بينهم الدكتور وائل فاروق .

وعبَّرت المشارِكات عن غضبهن إزاءَ ما يحدث من مجازر بشعة ضد الشعبَين الفلسطيني واللبناني، مندِّداتٍ بمواقف الحكومات العربية الانهزامية والمتخاذلة عن نصرة هذَين البلدَين العربيَّين، وطالبْن الجماهير والشعوب العربية من المحيط إلى الخليج بالتبرع والمقاطعة والدعاء.

كما نظم المكتب الإداري بمحافظة حلوان لقاءً هو الأول من نوعه بعد ثورة 25 يناير تحت عنوان "لقاء الأخوات المسلمات بمحافظة حلوان.. مرحبًا قافلة الداعيات"، استمع فيه أعضاء المكتب الإداري لآرائهن حول تطوير الجماعة، كما تلقى نتائج ورش عمل متعددة على مدار اليوم تناولت آراء الأخوات حول القضايا الاجتماعية والسياسية والإدارية التي تخص الجماعة.

شارك في المؤتمر د. وائل طلب مسئول المكتب الإداري بالمحافظة وأعضاء المكتب، ومن أخوات المحافظة شاركت كلٌّ من: بسمة أحمد مرشحة الإخوان لمجلس الشعب 2010م على مقعد "كوتة المرأة"، ومسئولات عمل الأخوات التربوي والدعوي بالأحياء والشُعَب بمحافظة حلوان من أطفيح والصف وحلوان وحدائق حلوان والمعصرة وغيرها.

وشددت الحاضرات على أهمية مراعاة الفئات المهمشة داخل المجتمع مثل:

أبناء المطلقات والسجناء والمرأة المعيلة، وتطرقت المتحدثات إلى ضرورة أن يبنى البرنامج رؤية أكثر وضوحًا لعلاج مشكلة الفقر، وكذلك إفراد مساحة أكبر لمشروع التعليم، وتوسيع دائرة الاهتمام بالبعد الأفريقي. (18)

إخوان حلوان والعمال

لطبيعة التغيرات التي حدثت في حلوان بعد ثورة 23 يوليو وبناء العديد من المصانع بها لتكون درع بشري موالي يحمي نظام عبد الناصر، غير أنه مع الأيام ووفاة عبد الناصر وعودة الإخوان حيث استطاعوا أن يتشروا فكرتهم داخل صفوف العمال، ولذا نالوا ثقتهم في كثير من الأمور.

ففي شعبة المشروع الأمريكي في حلوان نظَّم الإخوان المسلمون مؤتمرًا جماهيريًّا شارك فيه ألفان من أهالي المنطقة، احتفالاً بعيد العمال في مايو 2011م، حيث أكد فيه الدكتور محمد البلتاجي -أمين عام مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب 2005م - أن مصر بدأت تعود إلى شعبها بعد أن غابت عنه أكثر من 30 عامًا من القهر والظلم والفساد على جميع الطبقات.

وأضاف علي فتح الباب ، عضو الكتلة، أن هناك حقوقًا وواجبات على العمال، يجب عليهم أن يعملوا وينهضوا بمصانعهم وبأنفسهم، مشددًا على فرصة العمال في إثبات حقوقهم، واختيار مَن يمثلهم في الانتخابات النقابية القادمة.

وقدَّم الشيخ المحمدي عبد المقصود، عضو الكتلة، الشكر للعمال على جهدهم في نهضة مصر ورفعة البلاد، مؤكدًا ضرورة أن يقدروا ظروف المرحلة التي تعيشها البلاد، ويدفعوا عجلة الإنتاج إلى الأمام بعيدًا عن المطالبات الفئوية. وعلى هامش الاحتفالية افتتح الإخوان المسلمون بحلوان مقرَّ شعبة المشروع الأمريكي وأطلس؛ لخدمة المجتمع، حيث يعتبر أول افتتاح شعبة رسمية للإخوان المسلمين بالقاهرة في حضور رموز الإخوان في المحافظة.

إخوان حلوان وخدمة أهل حلوان

نشط الإخوان في خدمة أهالي حلوان، ففي منطقة عرب غنيم ومنشية جمال عبد الناصر في حلوان، نظَّم الإخوان المسلمون في مايو 2011م حملةً لتوزيع أنابيب الغاز على أهالي المنطقة؛ مساهمةً منهم في حل أزمة الأنابيب، وبيعها بسعر التكلفة، وقام وفدٌ من إخوان بحلوان بالتنسيق مع رئيس الحي لإنجاح الحملة، واستطاعوا توزيع حوالي 300 أنبوبة على مدار يومين.

وفي حفل إفطار الإخوان السنوي الذي أقيم يوم السبت 7/10/2006م، أكد إخوان حلوان ضرورة تكاتف جميع جهود المصلحين من أبناء الوطن المخلصين لإنقاذ مصر من المؤامرة الأمريكية التي تهدف إلى محاولة فصلها عن باقي الأمة العربية

ودعا الدكتور وائل فاروق طلب، الذي ألقي كلمة الإخوان المسلمين، جميع أهالي حلوان "الدائرتين 24و25" إلى التعاون مع نائبي الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب عن الدائرتين حتى تعود سيرة حلوان من جديد لتكون مرة أخرى حلوان الاستشفاء، موضحًا أن حلوان الآن تحتاج لمجهود خرافي فهي الآن بلا صحة ولا تعليم ولا بنية أساسية وأن هذا الأمر يحتاج إلى تضافر جميع الجهود.

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قاما نائبي الإخوان عن حلوان علي فتح الباب والمحمدي عبدالمقصود بإنشاء سبعة مقرات في دائرة واحدة تعمل لفترتين الأولى من العاشرة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا وهي خاصة بالمرأة والفتيات والفترة الثانية تبدأ من الساعة الثالثة ظهرًا وحتى العاشرة مساءً وهي خاصة بالرجال، وأنه خلال هذه الدورة تلقت المقرات أكثر من 3000 طلب تم الرد على 2500 منها وأننا حرصنا على أن تغطي هذه المقرات جميع أنحاء الدائرة حتى تكون حلقة الوصل بيننا وبين المواطنين. (19)

ولقد نظم الإخوان المسلمون بحلوان عام 2011م معرضًا للملابس الجاهزة لمساعدة أهالي المنطقة للاستعداد للعيد، خاصةً مع ما تشهده الأسواق من ارتفاع شديد في أسعار الملابس لتزامن مواسم الصيف والعيد والمدارس.

شهد المعرض إقبالاً حاشدًا من أهالي حلوان؛ حيث توافد المئات على المعرض في يومه الأول واكتظ الشادر- الذي أقامه المنظمون أمام محالِّ التوحيد والنور بالمنطقة- بالمواطنين منذ اليوم الأول، رغم الإعلان عن مد فترة المعرض ثلاثة أيام.

يأتي المعرض كفاعلية رابعة أقامها الإخوان لخدمة أهالي المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ حيث سبقه معرض سلع تموينية ورمضانية ومعرض للمعلمات. كما نظم الإخوان المسلمون بالتعاون مع "حزب الحرية والعدالة" بحلوان، حفلاً لتكريم أبطال حرب أكتوبر في مساكن الضباط بحدائق حلوان بجوار مسجد الرحمن أمس، وتكريم رموز العمل الخيري بالمنطقة.

شارك في الحفل د. جاد المولى إمام وخطيب مسجد عباد الرحمن بمساكن الضباط، اللواء محمد الزهيري أحد المشاركين في حرب أكتوبر، والعميد عادل فرغلي الرئيس السابق لدار المهندسين بكورنيش النيل وعضو المؤتمر العام "بحزب الحرية والعدالة"، والمقدم أحمد الراوي رئيس جمعية الميسونة بمساكن الضباط، والشيخ المحمدي عبد المقصود عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمون عام 2005.

وكان لنواب الإخوان دور فعال حيث نجح النائبان المحمدي عبد المقصود عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة بمجلس الشعب وطارق سيد عضو مجلس الشورى عن الحزب عام 2012م في فضِّ الاشتباك الذي حدث بين بعض البلطجية وأهالي مساكن حلوان ومساكن الضباط، عندما اعتدى بعض البلطجية على أراضي الدولة في المنطقة وقاموا بإنشاء كشك من الطوب أمام كوبري المشاة بين حدائق حلوان ومساكن الضباط، ما أثار غضب الأهالي الذين توجهوا على الفور إلى المسئولين في حي المعصرة وسكرتير المحافظ للمنطقة الجنوبية.

وتقاعس المسئولون حسب رواية شهود العيان من الأهالي عن علاج الموقف؛ ما اضطرهم للتحرك خوفًا على أولادهم وبناتهم، ما جعل البلطجية يقومون بالاعتداء على الأهالي بالأسلحة والمولوتوف وهو الأمر الذي قوبل من الأهالي بالرد بالحجارة؛ ما خلَّف تكسيرًا لبعض المحال وتعطيل حركة المترو على الخط الأول حلوان- المرج.

وعلى الفور تحرَّك نواب الحرية والعدالة بالاتصال بالقيادات الأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية بحدائق حلوان لتمكين القيادات الأمنية من العمل على تثبيت الأمن، كما طالبوا القيادات الأمنية بالإسراع بإحضار تصريح إزالة للعشوائيات التي تم بناؤها من قبل هذه المشكلة لعدم تكرار هذه المشاكل، وتم الاتفاق مع اللجان الشعبية بعمل دوريات للعمل مع الجيش والشرطة في تثبيت الحالة الأمنية.

وفي مايو 2009م استجابت لجنة الإدارة المحلية في مجلس الشعب لطلب علي فتح الباب عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونائب دائرة التبين و15 مايو بتعديل القرار الجمهوري رقم 338 لسنة 2008م، والذي كان يقضي بتوطين الخنازير والقمامة التي يتم نقلها من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية إلى منطقة 15 مايو.

وقد أشار فتح الباب إلى أنه يوجد بجنوب 15 مايو أكبر منطقة لتجميع القمامة وتدويرها للاستفادة منها في عدة أغراض؛ ولكن الزبالين جامعي القمامة يأخذون ما يحتاجونه، والباقي يلقونه في الشوارع؛ مما يؤدي إلى تلويث البيئة.

وأكد أنه يعترض على مبدأ تربية الخنازير على القمامة ما دام بالإمكان تدوير القمامة، والاستفادة منها كما تفعل دول العالم، وأعلن رفضه أن تكون 15 مايو مركزًا لتجميع قمامة القاهرة الكبيرة؛ لأن هذه الفكرة تزيد من تلوث البيئة بالمدينة، وطالب بتدوير القمامة في كل منطقة من مناطق القاهرة الكبرى.

وقد أكد فتح الباب أن تدوير القمامة سيسهم في تشغيل الآلاف من الأيدي العاملة في هذه المصانع، والحصول على العديد من المنتجات، ومنها: السماد العضوي، والغاز، والكهرباء، والقضاء على حظائر الخنزير، في ظل احتمال نقل عدوى مرض إنفلونزا الخنازير إلى الإنسان. وطالب النائبُ بالتوسع في إنشاء مصانع في كافة المحافظات لتدوير القمامة للقضاء على مقالب القمامة المنتشرة في كل مكان، وتسبب تلوثًا للبيئة.

كما وافقت اللجنة على طلب النائب بشأن إغلاق حظائر الخنازير بمنطقة 15 مايو، والتخلص منها بشكلٍ كاملٍ، وعدم السماح بتجميع القمامة فيها مرة أخرى، فضلاً عن الموافقة على إنشاء مصانع لتدوير القمامة، والاستفادة منها في إنتاج السماد العضوي اللازم للأراضي الزراعية، وتصنيف بقية المخلفات اللازمة للأغراض الصناعية المختلفة، وكبديل عن توفير فرص عمل فيها للمواطنين

اعتقالات ومحن

لم يسلم إخوان حلوان من الاعتقالات والابتلاء منذ دخلت دعوة الإخوان إليهم في عهد الأستاذ البنا، ورأينا كيف اعتقل الكثير منهم في عهد عبد الناصر وراح منهم شهداء في مذبحة طرة.

وفي عهد مبارك لم يسلم إخوان حلوان من اضطهاده، ففي انتخابات 2005م اعتقل عدد من إخوان حلوان غير أن محكمة جنح التبين و15 مايو بمحافظة حلوان قضت ببراءة 5 من إخوان محافظة حلوان كان قد تمَّ اعتقالهم بعد أن وجَّهت لهم تهم رفع شعارات دينية، وتكدير الأمن والسلم العام، ودعم المهندس جمعة البدري، مرشح الإخوان على مقعد "الفئات" بدائرة الصف والتبين و15 مايو، خلال فترة الدعاية الانتخابية للانتخابات البرلمانية السابقة.

وأكدت المحكمة- في حيثيات حكمها- أن شعار "الإسلام هو الحل" الذي اتهمت النيابة المعتقلين الخمسة برفعه؛ هو شعار لا يهدد السلم والأمن، ولا يسيء إلى الوحدة الوطنية، ولا يتعارض معها نهائيًّا. والصادر لصالحهم حكم البراءة هم: نادر الشرقاوي، وعبد الرحمن نادر الشرقاوي، وأحمد عبد السلام، وسيد محمود، وأسعد محمد.

وبعد انقلاب 3 يوليو كانت حلوان من أكبر الأماكن التي تعرضت للعنف من قبل الشرطة والجيش والبلطجية، وتم اعتقال المئات من إخوان حلوان وغيرهم من الشعب.

المراجع

  1. ماجد عزت إسرائيل: مدينة حلوان عبر التاريخ، طـ1، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2018م، صـ7.
  2. ماجد عزت إسرائيل: المرجع السابق، صـ18- 19.
  3. جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية: السنة الخامسة، العدد 4 – 2من ربيع الثاني 1356هـ - 11 يونيو 1937م.
  4. مجلة الإخوان المسلمون: السنة الثالثة، العدد 59 ،4جمادى الآخرة 1364هـ - 17 مايو 1945م، صـ18.
  5. ريتشارد ميشيل: الإخوان المسلمون دراسة أكاديمية، ترجمة عبدالسلام رضوان، صـ 483
  6. مجلة النذير الأسبوعية: السنة الثانية، العدد 23 ، 10 – 7جمادى الآخرة 1358هـ - 25 يوليو 1939م، صـ8.
  7. مجلة الإخوان اليومية: العدد 186 السنة 6 - 4 ربيع الثاني 1367 هـ 14/2/1948 صـ11.
  8. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الأولى، العدد 6 ، 27 ربيع الأول 1352 هـ - 1933م.
  9. المرجع السابق: السنة الخامسة، العدد 8 – 1 جمادى الأولى 1356هـ - 9 يوليو 1937م.
  10. مجلة النذير الأسبوعية: السنة الثانية، العدد 35 ، 10 رمضان 1358هـ - 24 أكتوبر 1939م، صـ2.
  11. مجلة الإخوان المسلمين: السنة الثالثة، العدد 58 ، 20 جمادى الأولى 1364هـ / 3مايو 1945م، صـ22.
  12. منبر الشرق: العدد 480 29 محرم 1367 12/12/1947م، صـ6.
  13. جريدة الإخوان اليومية: العدد 172 السنة 1/ 2 محرم 1366, 26/11/1946م، صـ5.
  14. الإخوان المسلمون العدد (4)، السنة الأولى، 29رمضان 1361ه/ 10أكتوبر 1942م، صـ24.
  15. توفيق إكليمندوس: تنظيم الضباط الأحرار.. حقيقة النشأة والتأسيس
  16. محمد عبدالحليم حامد: مئة موقف من حياة المرشدين لجماعة الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1993م.
  17. عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر: حسام تمام، دار الشروق، القاهرة، 2010م.
  18. أخوات حلوان يشاركن في تطوير الجماعة: إخوان أو ن لاين
  19. حسونة حماد: فتح الباب والمحمدي: نبذل قصارى جهدنا لتعود حلوان مكانًا للاستشفاء