حسين أبو عياش
إعداد : موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)
مقدمة
خص الله تعالى الجهاد في سبيله بأجور عظيمة وهبات جسيمة ، وجعل المجاهدين في أعلى المنازل ، وجعل الشهداء منهم أحياء، ولسبعين من أهلهم شفعاء فطوبى لمن حصل على هذا الأجر.
وحينما بدأت عيون الصهاينة تنظر إلى فلسطين لجعله وطن قومي لهم يجمع شتاتهم من شتى بقاع العالم، وحصلوا من بريطانيا على وعد بذلك عام 1917م، انتفض الشعب الفلسطيني يقام هذه الغريزة الضالة في الفكر الصهيوني ويناهز عن أرضه التي عاشت عربية ولم تكن يوما وطنا لليهود.
وفي عام 1936م انتفض المجاهد عز الدين القسام للتصدي للأعمال البريطانية التي تمهد الطريق أمام الصهاينة للانقضاض على جسد فلسطين واقتطاعه من جسد الأمة الإسلامية وطرد أهلها وتمكين الصهاينة منه، حتى قوبلت هذه الثورة بالعنف الشديد سواء من الإنجليز أو الصهاينة، وتعرض المجاهدين للعنت والاضطهاد الشديد، لكنهم ظلوا مثابرين حتى استشهد عز الدين القسام، لكن لم تفتر همم المجاهدين فظلوا في سجال مع الإنجليز والصهاينة حتى ضاعت فلسطين بسبب تراخي الأمة الإسلامية عن نجدتها عام 1948م.
لكن ظل من جاهد مع القسام على وفاء لوطنه حتى رحل أخر مجاهد في هذه الثورة وهو المجاهد حسين أبو عياش.
ولد المجاهد حسين عبدالحليم أبو عياش "أبو علي" في قرية عيلوط قضاء الناصرة في فلسطين المحتلة في عام 1921 تقريبا.
شاهد كل ما يجري على وطنه من محاولة القتل والتعذيب والاضطهاد من قبل الإنجليز والصهاينة، فانضم للمجاهدين في ثورة عز الدين القسام عام 1936م ليتصدوا لهذه المحاولات غير أن ضعف الإمكانيات وقلة العدد والسلاح أدى للقضاء على هذه المجموعة واستشهادهم مع قائدهم عز الدين القسام ولم ينج إلا القليل.
ظل شاهرا سلاحه في وجه العصابات الصهيونية وشارك في حرب فلسطين عام 1948م حتى حدث النكبة واستولى الصهاينة على فلسطين، وهجروا معظم الفلسطينيين.
رحلة عذاب
في سنة 1948 هُجر من قريته عيلوط بعد أن دمرت العصابات الصهيونية منازل آل أبو عياش ومختار البلدة وإعدام أكثر من خمسين رجلاً بينهم أولاد عمه.
هُجر إلى لبنان واستقر في قرية البازورية بالذات واستقبله أهلها بالترحاب والسعة وحسن الضيافة وأمنوا له ولعدة عائلات من فلسطين المأمن والسكن.
جهاده
بعدما هجر بمدة قصيرة تبين خداع الدول العربية والتي وعدت المهجرين بالعودة إلى فلسطين وعندما تكشفت النوايا ووضحت المؤامرة تحرك الحاج أبو علي وبدأ يجهز نفسه بما لديه من سلاح قديم وسعى للقيام بعمليات عسكرية ضد المحتل الإسرائيلي.
في العشرين من مايو 1951 نفذ أول عملية عسكرية وقام بتنفيذها أربعة فدائيين هم: المرحوم أبو علي عياش والشهيد أبو فايز حمدان والمرحوم سعد المحمد والمرحوم حسن محمد فياض.
وكان الهجوم على مستعمرة صلحا حيث فاجأ المقاومون المستوطنين الصهاينة بوابل من الرصاص الفدائي وأوقعوا بينهم قتلى وجرحى وكانت أول عملية وانطلاقة الثورة الفلسطينية سنة 1951.
أهم العمليات التي شارك بها المجاهد أبو عياش
- عملية تفجير مضخة وخزان بئر عوبا
- عملية تفجير مبنى الحاكم العسكري الصهيوني في بلدة ترشيحا في الجليل الأعلى.
- تفجير سكة قطار حيفا
- بالإضافة إلى هذه العمليات كان المرحوم وإخوانه يقومون بقطع كثير من الطرقات ونصب الكمائن لآليات العدو وقطع الطرق الرئيسية والفرعية مكبدين العدو الصهيوني الخسائر في الأرواح وكان الحاج يبقى هو ورفاقه مدة أسبوع داخل فلسطين المحتلة وينامون في الجبال لينفذوا أكثر من عملية.
- كان مقر ومخبأ أسلحتهم وتدريبهم في الكلية الجعفرية بعد أن أمن لهم سماحة السيد عبد الحسين شرف الدين غرفة سرية داخل المدرسة لتخطيط العمليات والتدريب وكان له الفضل الكبير بمساندة هؤلاء المجاهدين وتأمين الحماية لهم.
وفي سنة 1965 تعرف على الشهيد الراحل أبو عمار والشهيد القائد أبو جهاد الوزير والشهيد أبو علي اياد وبدأ العمل مع هؤلاء القادة بالعمليات العسكرية داخل فلسطين المحتلة.
وفي سنة 1975 بعد أن بلغ من السن مُبلغاً وأصبح غير قادر على الحركة المطلوبة عين من قبل فصائل م.ت.ف على رأس عدد من وجهاء المخيمات الفلسطينية لحل كل المشاكل وإصلاح ذات البين وكان بيته مفتوحاً للجميع ولمساعدة المحتاجين من نفقته الخاصة، وأصبح مرجعاً لكل من أراد الاستفسار والمعرفة عن الحركة الفلسطينية الأولى من جهة ومن جهة ثانية أصبح أبو علي عياش من الرجال القلائل جداً الذين عاصروا تلك الحركة وكان مقصداً أيضا لمحطات التلفزة لإجراء المقابلات معه ومنها محطات أجنبية وعربية.
اعتقاله
اعتقل الحاج أبو علي عياش عدة مرات في سجون المخابرات الشمعونية هو ورفاقه وفي احد المرات اعتقل هو ورفاقه وبقوا لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر دون أن يعرف احد عنهم شيئاً، وبعد مراجعات حثيثة أجراها كل من المرحومين الأستاذ محمود رملاوي أبو صفوان والحاج إبراهيم رملاوي أبو حسن مع الإخوة في سوريا استطاع الإخوة السوريون الضغط على النظام الشمعوني عبر الاتصال بقائد الجيش اللبناني وكان يومها اللواء فؤاد شهاب رحمه الله وكان رجلاً ذو توجه وطني حيث تم إطلاق سراح المرحوم ورفاقه ومن بين المحققين الذي حقق مع الحاج أبو علي يومذاك هو أنطوان لحد.
سنة 1982 وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وتجميع الناس في أثارات البص اعتقلوه ووضعوه في دبابة خاصة وقالوا له: "نحن نفتش عنك منذ زمن"، ونقل إلى سجون الأرض المحتلة وبعدها إلى معتقل أنصار وكان أكبر المعتقلين سناً وبعد مطالبة الصليب الأحمر بإطلاق سراحه بسبب تقدمه بالسن وبسبب مرضه الشديد أطلق سراحه عام 1983.
في سنة 1984 عادت المخابرات الإسرائيلية واعتقلته لمدة 15 يوم تعرض فيها للتعذيب وبعدها حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرّات عبر عملائها.
أعمال وطنية
- في سنة 1985 عيّن مسئول اللجنة الشعبية لمخيم البص.
- في سنة 1987 انتخب من قبل أبو عمار وأبو جهاد الوزير عضو مجلس وطني في تونس.
من أقواله : "والله لو أعطوني برج إيفل لا يساوي عندي جلسة تحت شجرة زيتون في ارضي".
وفاته
بعد كفاح مع المرض فاضت روحه لله في يوم 1/ 10/ 2011م، وشيعت جنازته بعد صلاة الظهر مباشرة في جبّانة صور وتُقبل التعازي للرجال والنساء في منزله الكائن في مخيم البص – خلف شركة الكهرباء.
وقد توافد أبناء مخيمات صور للمشاركة في حفل تأبين المناضل المجاهد حسين أبوعياش (أبو علي عياش) في قاعة النادي الثقافي الفلسطيني في مخيم البص يوم الاثنين 3/10/2011.
وتقدم الحضور أمين سر حركة فتح إقليم لبنان أبو أحمد زيداني، ومفوض الإعلام والثقافة في حركة فتح الساحة اللبنانية رفعت شناعة، ومسئول شؤون اللاجئين في سفارة فلسطين في لبنان سليم أبو خضرا ممثلاً السفير عبد الله عبد الله ، والمسئول السياسي لحركة حماس في منطقة صور أبو خالد جهاد طه، وممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية ،وممثلو الأحزاب اللبنانية، وممثلو الجمعيات والاتحادات والمكاتب الحركية ، والاونروا وحشد من الفعاليات اللبنانية والفلسطينية، وأصحاب الفضيلة.
بعد ترحيب من الأستاذ محمود عاطف...تلا خالد طه آيات من الذكر الحكيم ثم كانت الكلمة لأبناء شهداء رفاق درب أبي علي ألقاها الأستاذ فايز حمدان قال فيها "عرفناك أبا علي إنسان الموقف، القاعدة تطلق كلمتك الحرة وتمشي .أبو علي الإنسان ندرة في أيامنا الصعبة، إنْ خُلقاً وصدقاً وجهاداً ووفاءً لفلسطين وشعب فلسطين وكرامة الأمة العربية، إنك كنت الوافي والأوفى لأبي علي آثار سيكون لها الوشمات على صفحات الآتي من الزمان ، الأوسع من المكان ".
ثم أعقباتها كلمة حركة حماس ألقاها عضو قيادتها في لبنان جهاد طه قال فيها:
- " عندما نودع المجاهدين الأبطال نعلم أن هذا هو زمن وعهد الرجال ، لا نطلقها كلمات جوفاء ، بل إن كلماتنا هي ترجمة استباقية لما سيأتي بعدها ، لأن المقاومة التي غرسها المجاهد الراحل أبو علي وإخوانه الشهداء ستبقى مثمرة بل ستزداد ثمراتها بإذن الله" .
وأضاف:
- "يا من جئتم اليوم لتقسموا على عهد الرجال، ولتستلموا عهدة أبي علي في المقاومة لتواصلوا الطريق ، أنتم رأس مال هذا العهد وأنتم الحصن الحصين والسد المتين الذي تحطمت وستتحطم عليه كل مكائد الصهاينة المجرمين.
- " وأشار طه إلى أن جرائم الاحتلال ومخططاته لتصفية القضية الفلسطينية لن تفلح في تحقيق أهدافها، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في العودة والمقاومة " بأشكالها كافة ، فهو حق كفلته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية". مشدداً على أن " المصالحة والوحدة الوطنية هي خيارنا الاستراتيجي".
ألبوم صوره
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مواقع إخبارية |
الجناح العسكري . الجناح السياسي |
الجناح الطلابي الجناح الاجتماعي
|
