علماء مصر ودعاتها على مائدة إفطار المرشد العام
- عاكف: العلماء صمام الأمان للدعوة وعليهم الدفاع عنها
- عسكر: العلماء هم أولو الأمر للأمة الإسلامية ويجب طاعتهم
- د. منصور: أمراض شعوبنا كثيرة والدعاة هم أطباؤها
- د. البر: المفسدون يريدون تشويه صورة العلماء لقتل القيم
كتب- عبد الجليل الشرنوبي:
دعا علماء مصر ودعاتها إلى ضرورة العمل على نشر دعوة الإسلام ونشر تعاليم الدين الصحيح الذي يقوم على الوسطية.
جاء ذلك خلال حفل الإفطار الذي نظَّمه فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين للعلماء والدعاة اليوم، وحضره من علماء الأمة ودعاتها د. عبد الرحمن البر أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وفضيلة الشيخ سيد أبو عجور رئيس مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، والنائب الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية سابقًا، ود. ماهر منصور عبد الرازق أستاذ الحديث وعلومه، ود. رجب أبو مليح محمد أستاذ الفقه المقارن، والدكتور حجازي إبراهيم ثريا كلية أصول الدين بالدقهلية، والشيخ محمد المصري الإسكندرية، ود. عطية فياض الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، وعماد محمد عبد الله باحث وإمام بقسم الدعوة بجامعة الأزهر الشرقية، والسيد محمد مدبولي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالإسماعيلية، ود. عبد الرحمن محمد علي عويس أستاذ التفسير وعلومه، إضافةً إلى عدد من الدعاة، منهم حسن محمد عبد اللاه، ومحمد الحريري، وعبد العزيز رجب، ورضا محمود أحمد، وعادل حسن، وشبل عسكر، وأحمد حسنين.
ومن الإخوان شارك في الحفل كلٌّ من الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة، والدكتور محمود غزلان، والدكتور محمد مرسي، والدكتور محمد بديع، والدكتور محمد سعد الكتاتني، والأستاذ جمعة أمين عبد العزيز، والحاج لاشين أبو شنب، والدكتور محيي حامد، والمهندس سعد الحسيني، والدكتور محمد عبد الرحمن أعضاء مكتب الإرشاد، والأستاذ مسعود السبحي سكرتير المرشد العام، كما شارك في الإفطار عدد من الشعراء منهم مصطفى زكي مقلد، وسيد درويش، ومحمد جودة.
في بداية الإفطار أكد فضيلة المرشد العام أن دعوة الإخوان دعوة ربانية قائمة على شرع الله، واستدعى فضيلته أحداثًا من ذاكرته عندما كان شابًّا، قائلاً: "يحضرني في هذه المناسبة ذكرى ونحن شباب في المركز العام ويطل علينا علماء وفقهاء، أمثال الشيخ شلتوت ودراز والعسال والقرضاوي، وبشير إبراهيم من الجزائر، وأمين الحسيني من فلسطين، والصواف من العراق".
وأضاف أن دعوة الإخوان تحتضن العلماء، مؤكدًا أن العلماء هم من يحمون هذه الدعوة، وهم من يجعلوها تسير راسخةً بمنهجها الراقي الإسلامي الأصيل، مؤكدًا أن مسئولية العلماء كبيرة؛ لأن يد الشر تريد أن تضع أمتنا في غير مكانتها، مستهدفين أخلاقها وعقيدتها ودينها.
ثم تحدث النائب الشيخ سيد عسكر قائلاً: إنني حين أقف بين العلماء والدعاة لأتحدث؛ أشعر بأنني أبيع الماء في حارة السقايين، مشيرًا إلى أن الدعوة إلى الله تشريف وتكليف، وليست أحدهما فقط، بل هما معًا، فمن اختاره الله لحمل أمانة الدعوة فقد شرَّفه ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ (فصلت) فهذا تشريفٌ لا ينفي التكليف، وهذه هي منزلة العلماء، وعندما تُذكر كلمة "أولو الأمر" في أي موضع فالعلماء في المقدمة، حتى وإن فهم الناس غير ذلك؛ لأن الأمراء أولو أمر، وقبلهم العلماء؛ لأن الله قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: من الآية 59)، لكن حال النزاع يكون التحكيم ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ وبالتالي فإن الحكم ساعة الاختلاف يكون لمن أدرى برأي الله والرسول؛ لأن منزلة العلماء فوق منزلة الأمراء.
وأضاف عسكر أن دلائل النبوة أكثر من أن تحصى، وفي هذا السياق الذي نحياه أذكِّركم بأن من دلائل النبوة ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا إن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الإسلام حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان- وهذا واقع حاليًّا- فلا تفارقوا الكتاب.. ألا إنه سيولَّى عليكم أمراءُ- لم يقل ستولون أمراء أو تختارون أمراء- إن أطعتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم- هذا واقع موجود في عالمنا الإسلامي كله- قالوا: فماذا نصنع يارسول الله؟ قال: كما فعل بأصحاب عيسى ابن مريم.. نُشروا بالمناشير، وحُملوا على الخشب، وايم الله لموتٌ في طاعة الله خيرٌ من حياة في معصية الله"، ومن سيقوم بمهمة الجمع بين الكتاب والسلطان؟! إنهم العلماء الذين عليهم أن يتصدَّوا لتحمُّل مسئولياتهم أمام الله لإعادة الأمور إلى نصابها.
وأوضح عسكر أن هذا المعنى حفَّظه الإخوان لهم وهم صغار؛ لنتفهم مهمة العلماء وطبيعة مسئوليتهم.
كما تحدث فضيلة الدكتور ماهر منصور، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية تعاني أمراضًا مزمنةً، تتمثَّل في التشرُّد والتشرذم، إضافةً إلى الخوف والفرقة والفقر، وحدَّد منصور سبب هذه الأمراض بأنها ترجع أولاً إلى تنحية الأمة كتاب الله، وحبها للحياة وكراهية الموت، وترك الجهاد، وكفرها بواجبها في الدعوة إلى الله، مضيفًا أن واجب الطبيب الماهر أن يشخِّص، وأن واجب الأمة أن تنصاع إلى أمر أطبائها، وأطباؤها هنا هم الدعاة والعلماء.
وأضاف أن الله عز وجل أمر بطاعته وطاعة الرسول وأولي الأمر؛ بعطف طاعة أولي الأمر على طاعة الرسول، وما أحوجنا إلى أن نعيش واقع الأمة، وأن نبيِّن للناس أن دين الله كل لا يتجزأ، ومخطئٌ من يتصور أن الإسلام دين شعائر فقط، وأن الإسلام دين عبادة، بل هو كلٌّ متكامل، ونحن بحاجة إلى قوة سياسية وإعلامية وإيمانية واقتصادية؛ حتى نبيِّن للناس عظمة هذا الدين، مؤكدًا أن هذه مسئولية الدعاة، فهبُّوا لها حتى لا تأخذ الأمة من الدين ما يتفق مع هواها وتترك ما لا يتفق مع هواها، مشيرًا إلى أن الأمة بحاجة إلى أن تعود للقرآن في شهره، ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم لتنجو.. ﴿فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا.. (124)﴾ (طه).
كما ألقى فضيلة الدكتور عبد الرحمن البر كلمةً، رحَّب فيها بعلماء الأمة مؤكدًا أن الأمانة الملقاة على عاتق العلماء كبيرة ومسئولية عظيمة؛ لأن الجسم إذا أصابه فيروس فإنه يستنفر جهاز المناعة، وأمتنا لا بد لمناعتها أن تستيقظ، وأنتم يا علماء الأمة مناعةُ الأمة في توقيت تعاني أمتنا فيه من الاستبداد والقهر والفقر والظلم، ولذلك فإن مهمة الداعية أن ينتقل من واقعٍ لا يرضاه الله إلى واقع يرضاه؛ مما يعني أنها مهمةٌ تنتقل بالأمة إلى الحركة والعمل.
وأضاف الدكتور البر أن الدعوة ليست وظيفةً فحسب، بل هي رسالة لإثارة أعصاب الداعية لتدفعه للحركة، مستدلاًّ ببحث تمَّ تقديمه لمجلس الوزراء، يؤكد أن الأخلاق الكريمة تم استبدالها، وأن المفاسد واللا مبالاة شاعت، وهو ما يوجب علينا أن نكون على مستوى التحدي، ولا نحبط، ولا تحبطنا إجراءات المفسدين والظالمين، بل نتحرك من منطلق التحدي وحمل الرسالة، ونحيا بها في واقعنا، ولا تكون مجرد كلمات تقال في فضائية أو على منبر، بل روح جديدة تسري في بدن الأمة.
وأضاف البر أن من أكثر السهام التي توجَّه إلى الأمة هو محاولة المفسدين أن يقتلوا جهاز المناعة في الأمة، ويشوِّهوا صورة الدعاة، ويقدموا صورةً سيئةً ومشوَّهةً للدعاة، وساعاتها يتصورون أنهم سيطروا على جهاز مناعة الأمة، إلا أن هذا لن يحدث وواجبنا كدعاة أن ندافع عن الأمة ونذود عن صورتنا وعن دورنا وأن نصدِّر الأمل للجميع، وأن نربي طلابنا على ذلك وننشر قيم العدالة والحرية والأخلاق الفاضلة.
وفي نهاية الإفطار ألقى الشاعر محمد جودة قصيدته "أنا العاشق"، أهداها إلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وإخوانه، ثم اختتم الدكتور إسماعيل علي أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر الحفل بالدعاء.
المصدر
- خبر: علماء مصر ودعاتها على مائدة إفطار المرشد العام موقع اخوان اون لاين