قراءة في حادثة المنشية بعد مرور 64 عاما

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قراءة في حادثة المنشية بعد مرور 64 عاما


إعداد: إخوان ويكي

عبد الناصر بعد إطلاق الرصاص في المنشية

كثيرا من الأحداث حدث في العالم غيرت مجرى التاريخ، بل أحدثت تغيرات إجباريه على الدول والحكومات، وغيرت سياسات واستراتيجيات، بل غيرت مصير كثيرا من الشعوب، مثل الحرب العالمية الأولى والتي وقعت في الفترة من 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918م بعدما خلفت ملايين القتلى

وكانت بسبب اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي، وأيضا الحرب العالمية الثانية والتي وقعت في الفترة بين 1939 - 1945م بسبب اجتياح ألمانيا لدولة بولندا، وايضا خلفت ملايين القتلى وغيرت مصائر شعوب كثيرة.

وهكذا الأحداث التي تركت أثار على الواقع الحياتي والسياسي، ومن هذه الأحداث حادثة المنشية التي وقعت يوم 26 أكتوبر 1954م في حي المنشية بالإسكندرية وأثناء احتفال عبد الناصر وبعض أنصاره من الضباط بتوقيع اتفاقية الجلاء

حيث ترتب عليها العمل على القضاء على الإخوان المسلمين بزجهم في السجون ومصادرة أملاكهم بل وعزل محمد نجيب – رئيس الجمهورية – والعديد من ضباط الجيش، وأيضا فرض الهيمنة العسكرية على الواقع الحياتي، وتغيير البنية الاجتماعية في الوطن العربي، حيث ضياع العديد من أراضي العرب في حروب خاسرة مع إسرائيل.

لكن لابد لنا من قراءة متأنية لهذا الحدث التي تمر ذكراه الـ 64 هذه الأيام، والتي تتشابه مع كثير من الأحداث التي تمر بها مصر والوطن العربي.

أولا: منذ وقوع ثورة 23 يوليو وقد سعى العسكر إلى عسكرة المجتمع، ومحاولة الهيمنة على الحكم بسن القوانين المفوضة لهم، وحل الأحزاب والحركات، والصدام مع المطالبين بالحريات وارساء قواعد الديمقراطية، والاعتقالات والمحاكمات العسكرية للمدنيين المتتابعة دون وجود خطر حقيقي لإجراء هذه المحاكمات بهذه الطريقة

مما كان واضحا أن العسكر لن يتراجعوا ولن يسلموا السلطة بسهولة سواء لمدنيين أو عسكرين غيرهم، سواء جرت انتخابات أو لم تجرى، وهذا ما ذكره محمد نجيب في مذكراته ومعظم العسكريين الذي شاركوا عبد الناصر انقلاب 52م.
ثانيا: بعدما قدم محمد نجيب استقالته في أوائل عام 1954م اعتراضا على ممارسات عبد الناصر وزملاءه معه، وعدم احترام تعهدهم بالعودة لثكناتهم، حتى كانت انتفاضة مارس من نفس العام والتي خرج فيها الشعب وبعض أسلحة الجيش اعتراضا على استقالة محمد نجيب، مما دفع عبد الناصر ورفاقه إلى الاستجابة لمطالب الشعب بعودة نجيب للسلطة والإفراج عن قيادات الإخوان بل قام عبد الناصر بزيارة المستشار حسن الهضيبي لتهنئته بالخروج.
ثالثا: من الواقع أن جميع الاتفاقيات لا تتم دون علم رئيس الجمهورية غير أن اتفاقية الجلاء تم التوقيع عليها من قبل رئيس الوزراء عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وعبد اللطيف البغدادي وغيرهم، مما يدل أن نجيب كان معزول قسريا من قبل العسكر.
رابعا: الاحتفال الذي تم في ميدان المنشية كان لتكريم الضباط – وفق ما جاء في جريدة الأهرام والجمهورية – غير أن محمد نجيب لم يكن ضمن المكرمين أو الحضور، وكان يظهر في الصورة عبد الناصر أنه الحاكم للبلاد، مما يدل أن هناك شيء يعد له مسبقا.
خامسا: من المعروف في أبجديات الحراسة أن الصفوف الأولى تكون لأنصار الرئيس وكبار المسئولين وقيادات الجيش والشرطة، وليس – كما جاء في الأهرام والأخبار والصحف – أن المجرم الذي أطلق الرصاص كان في الصف الثاني أو الثالث، وأنه كان يبعد عن المنصة 15 متر ..والسؤال كيف وصل محمود عبد اللطيف لهذا المكان؟ وكيف جلس في هذا المكان الهام دون أن يلفت له الانتباه؟
بل أيضا من المتعارف عليه أن الحراسة تضع في اعتبارها أنه ربما هناك معاون للجاني ربما يطلق الرصاص لو فشل الأول، لكن كان واضحا ان الحراس اطمئنوا حينما ألقوا القبض على عبداللطيف وأنهم كانوا متقنين أن الأمر قد انتهى، ولذا ظل عبد الناصر يخطب دون خوف وقد أيقن أن كل شيء قد تم وفق ما رسم.
سادسا: اظهرت كل الصحف ثاني يوم الحادثة نوع المسدس الذي اطلق منه عبداللطيف الرصاص، غير أن لم يتوافق مع نوعية الرصاص الفارغ الذي وجدته النيابة في مسرح الحادثة، مما دفعهم لاختلاق قصة خديوي آدم - الذي كان يقف في أخر صف خارج الميدان وبمعجزة التدافع وصل للقرب من المنصة ليعثر دون غيره على المسدس الذي اطلق منه الجاني
ومن المعروف أنه في هذه الأحداث يتدافع الجميع للخارج وليس للداخل، والأعجب أنه لم يستمع لنصح أحد بأن يسلم المسدس للبوليس وصمم أن يسلمه لعبد الناصر شخصيا، وكأن خديوي خبير في أنواع الأسلحة ليدرك أن هذا هو المسدس الذي أطلق منه الرصاص، ثم سار من الإسكندرية إلى القاهرة على قدميه ليسلم المسدس لعبد الناصر في مجلس قيادة الثورة قبل أن يختفي نهائيا.
والعجيب أنه كان له ابن عم يعمل في الإسكندرية فلماذا لم يأخذ منه أجرة الطريق، أو القفطان الذي باعه – كما ذكرت الأهرام يوم الأربعاء (7 من ربيع الأول 1374هـ - 3 من نوفمبر 1954م) - واشترى بثمنه طعام، لماذا لم يستقل به مواصلات؟.
سابعا: كيف أدرك من قاموا بالقبض على محمود عبد اللطيف أنه من الإخوان المسلمين؟ كما ذكرت الصحف أنه تم القبض على شركاء ثلاث كانوا معه، بعدها اختفى ذكرهم، الأغرب وأنه وما زال عبد الناصر يخطب تم القبض على آلاف من قيادات الإخوان وشبابهم، فهل اصدرت النيابة قرارها بأن الإخوان هم القتلة؟ ولماذا قبض على هذا العدد في أول يوم إلا أن يكون الأمر معد مسبقا؟
ولماذا محمود عبد اللطيف خاصة دون غيره من قبض عليه خاصة انه ليس من اهل الإسكندرية، فلماذا سافر ليحضر حفل عبد الناصر في الإسكندرية؟ ولماذا لم يرسل الإخوان أحد من النظام الخاص بالإسكندرية ليقوم بالمهمة طالما كانوا عازمين على ذلك – كما قال النظام - ؟ ولماذا اعدم عبد القادر عودة وهو ليس من النظام وكان المسالم في مكتب الإرشاد؟ وما تهمته التي اعدم بسببها؟.

أسئلة كثيرة ستظل تتكرر وتسأل كل عام إذا حلت هذه الذكرى حتى يكتب التاريخ الحقيقي ويذكر الأسباب الحقيقية وراء ما حدث في هذه الحادثة التي كررها العسكر في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ولم يقوم بمثل تمثيلية المنشية.

للمزيد عن حادثة المنشية ومحكمة الشعب

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

ترجمة لبعض المتهمون في القضية

.

تابع ترجمة لبعض المتهمون في القضية

أحداث في صور

وصلات فيديو

.

أقرأ-أيضًا.png
ملف الإخوان وجمال عبد الناصر