مخابرات الإخوان بين حماية الدعوة ومحاربة المحتل
مقدمة
شهد نهاية القرن التاسع عشر تغييرات كبيرة في القارة الأوربية حيث شهدت العديد من الثورات وعلى رأسها الثورة الفرنسية التي أحدثت تغيرات جذرية في بنية المجتمعات الأوروبية والتي نتج عنها ثورة صناعية كبيرة شهدتها معظم دول أوروبا والتي بدورها دفعتها للبحث عن موارد جديدة تكفي حاجة مصانعها وأماكن أخرى لتسويق ما تنتجه مصانعها ولذا وقعت أعينها على دول الشرق الأوسط والأقصى حيث وفرة المواد الخام وتنوع المناخ والموقع الفريد الذي تفردت به كثير من الدول، ثم قناة السويس التي ربطت بين المشرق والمغرب وقصرت المسافات.
اندفع الغرب متصارعا مع بعضه لفرض نفوذه على دول المشرق مستعينا بجنوده والسلاح المتطور الذي انتجه، وداس على الإنسانية بكل قيمها من أجل نفسه فاستخدم كل وسائل الإضطهاد والتنكيل والقتل ضد سكان البلاد التي غزاها، بل بلغ به الحال أن استخدمهم لخدمته في قتال شعوبهم.
فرضت هذه الأوضاع الجديدة حالة من الاستياء لدى الغيورين على دينهم ووطنهم وأعراضهم فشكلوا – سواء بجهود فردية أو جماعية- جماعات لمحاربة المحتل سواء سياسيا أو عسكريا، وانضوى الكثير منهم تحت رايات العمل الجماعي ووضح ذلك في مصر في الحزب الوطني تحت قيادة مصطفى كامل ومحمد فريدن وجماعة الإخوان المسلمين التي انطلقت من مفهوم شامل للدين الإسلامي والعمل السياسي. كما برز ذلك في غيرها من البلاد مثل جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، وجماعة عمر المختار في ليبيا، والحركة الوطنية بالمغرب وغيرها.
فرضت هذه التجمعات وتحت ظل المحتل أن تتفن هذه الجماعات في رصد ومعرفة وكشف ما يدبره المحتل الغربي وأعوانه الخونة من الشعب، فكونوا جهاز مخابرتي لهم من أجل تأمين أنفسهم وكشف نقاط الضعف لدى المحتل الأجنبي.
الجاسوسية بين القدم والدولة الإسلامية
تُعدّ الجاسوسية مهنة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل مجتمعات البشرية المنظمة منذ فجر الخليقة .. وقد مثلت ممارستها بالنسبة له ضرورة ملحة تدفعه إليها غريزته الفطرية للحصول على المعرفة ومحاولة استقراء المجهول وكشف أسراره التي قد تشكل خطراً يترصد به في المستقبل .. ولذلك تنوعت طرق التجسس ووسائله بدءاً من الاعتماد على الحواس المجردة ، والحيل البدائية ، والتقديرات التخمينية ، والانتهاء بالثورة التكنولوجية في ميدان الاتصالات والمعلومات.
ويذكر التاريخ أن تحتمس الثالث أول من وضع هذا العلم حينما كان محاصرا ليافا واستعصت عليه. ويميز هذه المخابرات صفة السرية حتى أن تحتمس الثالث أطلق عليها اسم العلم السري، لأن نشاط المخابرات يجب أن يمارس في سرية تامة، كما يظل الجهاز طي الكتمان (1)
وحينما جاء الإسلام حرم التجسس لقوله سبحانهه وتعالى "ولا تجسسوا" (الحجرات)، ويقول صلى الله عليه وسلم:"ولا تحسسوا، ولا تجسسوا" (البخاري ومسلم) وقال "لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته" (أبو داود وأحمد).
لكن التجسس الذي قصد الإسلام تحريمه هو التجسس على الحرمة الشخصية بهدف إحداث ضرر أو فتنة بين أبناء المجتمع المسلم. حيث يقول محمد بن سعد الغامدي (تجسس ممنوع: ويُقصد به تتبع عورات الناس وأسرارهم، والكشف عن معائبهم؛ بدافع الفضول وإشباع غريزة حبِّ الاستطلاع، دون أن يكون له غرض مباح؛ من جلب منفعة راجحة، أو دفع مفسدة متوقعة، سواء أكان ذلك بالتطلُّع، أو التنصت والاستماع) (2)
ويقتصر التجسس على الأعداء (على مختلف ألوانهم ومشاربهم وتوجهاتهم وأيديولوجياتهم) الذين يحاكون المؤامرات للمسلمين من باب معرفة ما يدبرونه والعمل على إفشاله. وهو ما يسمى بالتجسس المشروع، فوالذي يراد به كل تجسس يهدف إلى مصلحة الدولة الإسلامية في تعاملها مع أعدائها، أو تطهير المجتمعات من أهل الشر والفساد، وملاحقتهم والتضييق عليهم.
وهذا القسم من أقسام التجسس يتفاوت حكمه التكليفي من الوجوب إلى الإباحة، حسب ما تقتضيه المصلحة والضرورة، فهناك ما هو تجسس واجب: (وهو ما يكون طريقًا إلى إنقاذ نفس من الهلاك، أو القضاء على الفساد الظاهر؛ كاستدراك فوات حرمة من حرمات الله... ووجه وجوبه أنَّ ذلك من ضمن وسيلة النهي عن المنكر).
وهناك ما هو تجسس مباح، وهو ما عدا ذلك من الصور التي استثناها الشرع من التحريم، ولا تصل إلى درجة الوجوب، كالتجسس على الأعداء لمعرفة عددهم وعتادهم وغيرها، مصداقا لقوله تعالى:" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ" (الأنفال) (3)
كما اتفق فقهاء المسلمين على أنَّ التجسس والتنصت على الكفار في الحرب مشروع وجائز لمعرفة عددهم، وعتادهم، وما يخطِّطون له، ويدبِّرون من المكائد للمسلمين، وهو الأمر الذي يكون بعلم الإمام، وتحت نظره ومعرفته. (4)
والسيرة النبوية مليئة بأحداث التجسس على الأعداء – سواء كانوا كفار أو يهود أو حتى منافقين داخل صفوف المسلمين - حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم مارسها بنفسه في غزوة بدر حينما خرج يستطلع أخبار قريش وسأل الأعرابي عن مكان جيش قريش، وعددهم وكم يذبحون من الأبل.
بل في غزوة الأحزاب انتدب النبي بعض أصحابه لاستطلاع خبر جيش الأحزاب بقوله:
- " من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا. ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا. ثم قال: إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريًّا، وإنَّ حواريَّ الزبير" (رواه البخاري).
بل أرسل أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان إلى معسكر المشركين وأمره بألا يحدث في القوم أمرا ويأتيه بأخبارهم فقط، وبالفعل نفذ ما طلب منه وعاد بجميع المعلومات. ولم تقتصر المخابرات الإسلامية في صدر الإسلام على جانب واحد بل عملت على جمع المعلومات في الجوانب الاقتصادية وعسكريا، وكان الجانب النفسي من أهم الجوانب التي عملت فيها المخابرات الإسلامية سواء قبل الحرب ببث الرعب وسط الكفار من قوة المسلمين. (5)
ولقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم كل وسائل المخابرات التي تستخدم حاليا (مالم يكن إثم) سواء من تورية أو استخادم رموز، أو السرية التامة حتى أنه كان يأمر قائد مخابراته بعدم فض الكتاب إلا بعد خروجه من المدينة بمسافة كبيرة حتى لا ينتشر الخبر.
بل إن صحابته استخدموا هذا النمط في سياستهم ولا أدل من قول سيدنا عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص: (وإذا وطئت أرض العدو فأذك العيون بينك وبينهم، ولا يخف عليك أمرهم. وليكن عندك من العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه، فإن الكذوب لا ينفعك خبره وإن صدقك في بعضه، والغاش عين عليك وليس عيناً لك) (6)
وهو النظام الذي أخذ به الإمام الشهيد حسن البنا من أجل تأمين مسيرة دعوته خاصة مع كثرة الأعداء سواء محتل انجليزي أو القصر أو الأحزاب السياسية أو الحركات الكارهة للإخوان كالشيوعيين وغيرهم.
لماذا شكل الإمام البنا جهاز مخابرات
ظهرت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م وظلت فترة قاربت العشر سنوات في طور التعريف وبناء هيكلها وإيجاد قواعد لها في المجتمع الداخلي والخارجي. وحينما أعلنت عن نفسها ودخولها معترك السياسة العملية بعد المؤتمر الخامس اتجهت إليها الأنظار، خاصة نظر الدول المحتلة كبريطانيا وألمانيا وأمريكا – الناشئة والحالمة بسيادة العالم- وكانت كل دولة تعمل وفق مصالحها واستقطاب من يخدم تواجهاتها سواء بالمال أو الإرهاب.
وذلك في ظل الفكر المتأصل عند كثير من السياسية البريطانيين أن الإسلام يمكن استغلاله. يقول ديفيد فرومكين: القادة البريطانيين كانوا يعتقدون دوما أن الإسلام يمكن التلاعب به واستغلاله بشراء قياداته الدينية أو الاحتيال عليهم. (7)
كان حسن البنا يدرك ما يرنوا له المحتل من محاولة طمس معالم القضية المصرية، واستنزاف قادة البلاد في مفاوضات لا طائل منها، ومن ثم وجد أن تربية الأفراد على معاني الجهاد وعلى حرب العصابات ربما تشكل وسيلة ضغط على المحتل وتخيفه على أفراده وجنوده وتدفعه للرحيل من الأراضي التي يسيطر عليها. بالفعل لم يجد حسن البنا أجدى من هذه الوسيلة (لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) خاصة مع عدو لا يفهم سوى لغة القوة.
شكل الإمام البنا جهاز النظام الخاص سواء من بعض المدنيين أو العسكريين أو ممن انضم لهم من الأمنيين من أجل إحداث حراك مخيف ضد المستعمر البريطاني ومجابهات التحركات الصهيونية التي تسعى للسيطرة على فلسطين وتشكل تهديد مباشر على الجبهة الشرقية لمصر وعلى بقية الدول العربية والإسلامية.
لم تكن هذه الأنظمة الثلاثة بعيدة عن بعضها لكن كان كثيرا ما يستفاد من بعضها البعض خاصة العسكريين الذين كانوا على دراية وعلم بالأمور العسكرية مثل علم الطبوغرافيا وعلم المساحة وعلم التخابر والتعامل مع جميع الأسلحة، وعلم الاستطلاع وغيرها.
يصفه الأستاذ محمد مهدي عاكف – أحد رجالات النظام الخاص – بقوله: إن أعضاءه كانوا مدربين على استخدام الأسلحة المختلفة، لكن الهدف منه لم يكن قتل الأبرياء أو المخالفين لـ"الإخوان"، ولكن "التصدي للاحتلال الإنجليزي ومقاومته" (8)
لم يكن النظام الخاص هو نظام الجوالة فالاثنين مختلفين في طريقة تكوينهما وأهدافهما وأفرادهما إلا أن النظام الخاص ارتكز على الأفراد المنتقين والمميزين من الجوالة. فقد اتفق الأستاذ أحمد عادل كمال ومحمود الصباغ (بعض قادة النظام) أن النظام الخاص كان شيء والجوالة شيء أخر ولكل فرقة لها مهامها وإن أخذت الجوالة الشكل العسكري فكانت المفرزة للنظام لكنها لم تكن جزء من النظام الخاص.
قسم المعلومات (المخابرات)
اتسع النظام الخاص وتشعب وانتشر في العديد من المحافظات المصرية، ومع هذا الاتساع اشتمل النظام على العديد من الأقسام ومنها قسم المخابرات، وحسب ما ورد في أوراق قضية السيارة الجيب كان التشكيل الإداري لقسم المخابرات يتكون من:
- رئيس القسم (يشرف على توجيه أعمال القسم بناء على توجيهات القيادة).
- وكيل القسم (يباشر تنفيذ توجيهات رئيس فرع المخابرات ومسئول أمامه عن نشاط القسم).
- الوحدات (تتكون الوحدة من عدة مجموعات أفرادها منبثون بين الهيئات والحركات، لاستقاء الأخبار وموفاة رئيس الوحدة بها وتوصية الأفراد وأمراء المجموعات كل فى اختصاصه).
- الأفراد (حيث قاموا على جمع المعلومات من الحركات المناوئة للدولة مثل المحتل البريطاني وأعوانه، وبعض الأحزاب التي كانت تولى المحتل ومعرفة اخبار البوليس السياسي الذي كونه المحتل لخدمته، وأيضا الشيوعيين الذين حملوا العداء لكل الحركات الإسلامية).
- الأقاليم – ويلزم للقسم مكتب فى كل إقليم، وينظم مكتب الإسكندرية على غرار مكتب القاهرة"أ.هـ (9)
لم يتحدث أحد عن بداية هذا القسم؟ ومتى أنشأ؟ والأسباب التي دفعت البنا لتكوينه؟، لكن بالبحث وجدنا أوراق لم تنشر هي مذكرات عبد الحكيم عابدين – السكرتير العام للجماعة - ذكر أن الإنجليز حاولوا اغتيال حسن البنا – المرشد العام - عام 1941م عن طريق قيام سيارة من سيارات الجيش البريطاني بصدم الإمام الشهيد وقتله بحيث يظهر الأمر وكأنه حادث سيارة عادي
لكن الإخوان علموا بهذه المؤامرة عن طريق أحد الإخوان الذي كان يعمل مع أحد أعوان الإنجليز وهو عبد اللطيف سيد أحمد - من إخوان بني سويف - وأبلغ الأستاذ عبد الحكيم عابدين بذلك والذي قام بدوره بإذاعة الخبر بطريقة غير رسمية حتى انتشر بين الناس أن الإنجليز يسعون لاغتيال الأستاذ حسن البنا مرشد الإخوان عن طريق سيارة مما منع الإنجليز من الإقدام على تنفيذ مخططهم. (10)
ويبدو أن هذا أول عمل من أعمال المخابرات داخل الجماعة والتي دفعت الإخوان لتشكيل هذا القسم التابع للنظام الخاص. وكعادة الدكتور عبد العظيم رمضان التهويل والتفزيع حينما يتحدث عن الإخوان في محاولة لتشويه صورتهم حتى أنه ضخم مهام النظام الخاص
حيث يقول:
- وقد جهز التنظيم الخاص بجهاز مخابرات إخواني على جانب كبير من المهارة ، بحيث تكون القيادة على علم بكل صغيرة وكبيرة عن خصومها وأصدقائها على السواء، وكان نطاق جهاز المخابرات واسعا يمتد ليشمل جميع الأحزاب المصرية الموجودة فى ذلك الحين : الوفد والسعديين والأحرار الدستوريين والكتلة الوفدية والحزب لوطني ومصر الفتاة وحزب العمال ، وحزب الفلاح الاشتراكي وجبهة مصر والشبان المسلمين
- والشبان المسيحيين، والجماعات الشيوعية فضلا عن النقابات والجمعيات المختلفة . وكانت هناك مخابرات فى كل وزارة ، وفى الجامعة والأزهر والمدارس . وكانت تقدم تقارير عن القائمين بالأعمال فى أقسام البوليس وقواتها ، والمحال الصناعية اليهودية والأجنبية والمصرية. (11)
حيث ألقى الدكتور زكريا سليمان بيومي توضيحا أكثر على مهام قسم المخابرات بالإخوان المسلمين في رسالة الدكتوراة حيث قال: كذلك ظهر في البداية كنظام استخبارات لجمع معلومات عن التنظيمات الشيوعية والاستعداد لمحاربتها، فضلا عن أن البنا قد فسر سرية تكوينه داخل الجماعة بالاستعداد للتخلص من الجيش البريطاني العائد من العلمين (12)
وتقول هالة مصطفى:
- كان النظام الخاص له أجهزته التابعة له وأهمها جهاز للمخابرات مهمته تجميع المعلومات حول الأحزاب والهيئات السياسية والأخرى لخدمة أغراض الجماعة. (13)
هل أنكر الإخوان وجود هذا الجهاز؟
منذ وقوع الإنقلاب العسكري في مصر عام 2013م والنظام الإنقلابي متعاونا مع النظام الإماراتي خاصة والسعودي في تشوية الحركة الإسلامية بجميع أطيافها في جميع دول العالم والعمل على محاربتها والتربص بها وتحريف تاريخها من أجل إبعاد الناس عنها.
ومن أجل ذلك أنشأوا مئات المراكز البحثية في مختلف الدول، واستخدام مراكز القوى مستعينين بالمال، وإنشاء مئات القنوات الإعلامية، وشراء ذمم مئات الصحفيين والباحثين والأعلامين والسياسيين من أجل ذم الإخوان المسلمين خاصة والحركات الإسلامية الوسطية في العالم عامة.
حيث كتبوا عن النظام الخاص لدة الإخوان وأقسامه ومنها قسم المخابرات حتى أن بعض ربطها بأمور الشرع الحنيف وأن الإخوان ارتكبوا المحرمات التي نهى عنها الإسلام بالتجسس على الأحزاب وغيرهم. مستخدمين في ذلك كل وسائل التخويف لإفزاع الشعوب وتخويفهم من الإخوان المسلمين.
ومن أجل ذلك كتبوا مقالات كثيرة، ودشنوا كتب عديدة، وتعددت الراويات خاصة التي جسدت هذا الجهاز بالإخطبوط الذي كان يسيطر أو حاول يسيطر على كل مفاصل الدولة، وقرأنا قصص لبعض الصحفيين وصلت لحد الأسطورة والخيال، مع التركيز على الأخطاء الجسيمة لأحداث التاريخ وتزيفيها.
والسؤال: هل أنكر أو نفى الإخوان المسلمين وجود جهاز مخابراتي في عهد الإمام البنا ؟؟؟؟
لم ينكر الإخوان قي فترة حسن البنا أن لديهم نظام خاص أو جهاز مخابرات (المعلومات) يعمل لصالح دعوتهم، فيؤكد محمود عساف هذا الأمر بقوله: كنت أمينا للمعلومات مع الإمام الشهيد حسن البنا منذ أوائل عام 1944 حتى آخر عام 1948 . وكنت – وكان جميع من يعملون معه متطوعين – لا يتقاضى أحد منهم أجرا إلا الرضا النفسي باعتباره خادما للدعوة الإسلامية.
ويضيف:
- أتاح لي عملي بالقاهرة أن أعمل متطوعا بالمركز العام للإخوان المسلمين، وأن أكون قريبا من الإمام، الذي عهد إلى فيما بعد، بأمانة المعلومات. (14)
ولقد صرح أحمد عادل كمال أكثر من مرة على ذلك الأمر حيث قال:
- كان عند الإخوان معلومات وافية عن الأنشطة الداخلية والظاهرة للأحزاب وكذا الجماعات الوطنية السرية التي بدأت تظهر مع نهاية الحرب العالمية الثانية خاصة بمنطقتي القاهرة والإسكندرية. (15)
بعض من كتب عن مخابرات الإخوان
لم يخالف الإخوان المسلمين تعاليم دينهم والوقوع في المحظور كالتجسس الممنوع الذي حرمه الشرع والذي يمارسه أفراد ومؤسسات تحت نظرية (الغاية تبرر الوسيلة) وهو الأمر الذي يرفضه الإخوان ولا يربون أفرادهم عليه.
لكن الحذر واليقظة والفطنة والتحري والاستعلام عن المعلومات وتفقدها من خصوم الدعوة (خاصة في عهد الإمام البنا) حيث المحتل وجيوشه والبوليس السياسي الخادم له، والأحزاب السياسية المشرعنة لسياسته الاستعمارية، وكثير من الحركات المحاربة للإسلام كالبهائية والبابية والشيوعية كان لابد من معرفة ما يدبرونه ضد الوطن وضد رجالات الحركة الإسلامية.
ولهذا فقد كتب كثير من الكتاب سواء خصوم أو أصدقاء للإخوان والحركات الإسلامية مثل:
- رسالة دكتوراه للدكتور زكريا سليمان بيومي بعنوان في الحياة السياسية المصرية (1928- 1948) وهي الرسالة التي حصل بموجبها على الدكتوراه في التاريخ الحديث ونالت تقدير مرتبة الشرف الأولى بكلية الآداب جامعة عين شمس في ذو الحجة 1398هـ- نوفمبر 1978م.
- ريتشارد ميتشل في رسالته بعنوان الإخوان المسلمون، وقام بترجمتها عبد السلام رضوان، وأيضا
- الدكتورة هيام عبد الشافي عبد المطلب في رسالتها بعنوان مصر وحرب فلسطين 1948م والتي نالت عليها درجة الماجستير بعين شمس عام 2000م.
- الدكتورة آمال محمد كامل بيومي السبكي بعنوان التيارات السياسية في مصر (1919 – 1952)، دار المعارف القاهرة، 2002م.
- كما كتب عنها كثير من المؤرخين كعبد العظيم رمضان في كتاب الإخوان المسلمون والتنظيم السري.
- الأستاذ خالد محمد خالد في كتابه قصتي.
- الدكتورة هالة مصطفى في كتابها الإسلام السياسي في مصر (من حركة الإصلاح إلى جماعات العنف)، المنشور في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
- محمود كامل العروسي: في كتابه أشهر قضايا الاغتيالات السياسية من سنة 1906 إلى سنة 1982م.
- علي عشماوي في كتابه التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين. ولا نهمل المؤرخين الإخوان كمحمود عبد الحليم في كتابه الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ.
- ومن أهم الكتب كتاب الدكتور محمود عساف: مع الإمام الشهيد حسن البنا.
- وأحمد عادل كمال في كتابه النقط فوق الحروف.
- ومحمود الصباغ في كتاب حقيقة التنظيم الخاص للإخوان المسلمين.
- ومذكرات الأستاذ محمد مهدي عاكف – مرشد الإخوان السابق - والتي نشرت بصحيفة الحرية والعدالة.
- ومذكرات عبد الحكيم عابدين السكرتير العام للإخوان الأسبق.
- وعباس السيسي: في كتابه في قافلة الإخوان المسلمين.
- بالإضافة لوثائق حكم محكمة السيارة الجيب وأيضا حيثيات الحكم فيها، وصحف المرحلة التي تحدثت عن السيارة الجيب.
- كما تناولها الكتاب الغربيين ومنهم مارك كورتيس في كتابه التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين والذي قام بترجمة كمال السيد، ونشر بالمركز القومي للترجمة، 2012م.
بعض نشاط قسم المخابرات
لقد قام قسم المعلومات (المخابرات) داخل جماعة الإخوان المسلمين بالعديد من النشاطات ومنها:
جمع المعلومات عن اليهود المصريين الموالين للصهاينة
تواجد عدد من اليهود بمصر من فترات طويلة، ونالوا مكانة عالية في السياسة المصرية حتى كان منهم بعض الوزراء مثل يوسف أصلان قطاوى باشا وزير مالية مصر ثم وزير المواصلات و عضو مجلس النواب حتى وفاته، لكن حينما بدأت الحركة الصهيونية تعمل في بسط نفوذها على فلسطين، انضم عدد كبير من يهود مصر لهذه الحركة،فكتب عمر التلمساني يستوضح أمرهم وعلاقتهم بالصهيونية
فقال:
- طالما حذَّر الإخوان المسلمون الطائفة اليهودية بمصر من الانغماس في سوءات الصهيونية الشائنة التي تريد إنجلترا أن تفرضها فرضًا على أهل فلسطين، وطالما نبهوهم إلى أن يعرفوا أنهم مصريون قبل كل شيء، وأن غالبية الشعب المصري الساحقة تربطها وأهل فلسطين صلات من الدم والدين واللغة، وأن أي عمل يقوم به يهود مصر مؤازرة لمن يريدون اغتصاب فلسطين من أهلها يعتبر موجهًا إلى المصرين أنفسهم
- وما أعتقد أن أقلية ضئيلة وجدت من كرم الوفاء وطيب الإقامة مع أغلبية ساحقة ترضى لنفسها أن تتنكر لهذا الكرم وتجحد هذا الجود، وهذا الفيض من الأموال الذي حصلوا عليه بفضل سماحة خلق المسلمين في مصر. (16)
وخوفا من تحركات اليهود شكل جهاز مخابرات الإخوان لجمع المعلومات عنهم، حيث يذكر عادل كمال ذلك بقوله: قام النظام الخاص بعملية حصر وجرد لليهود بمصر إذ لم يكن ولاؤهم للحركة الصهيونية محل شك. (17)
بل قام أحمد عادل كمال بعمل تقرير عن اجتماعات لليهود المناصرين للصهيونية وتقديمه للمرشد العام، وقدر لذلك التقرير أن يسقط فى يد الشرطة والنيابة العامة بعد ذلك فى قضية السيارة الجيب (18)
التعرف على مكائد الأحزاب للدعوة
لم يكن هناك شك في التنافسية بين الأحزاب بعضها البعض، بل بين الحركات والجماعات بما فيهم الإسلامية، خاصة إذا انشغلوا بالعمل السياسي التنافسي، ولذا منذ أن انخرط الإخوان في العمل السياسي بطريقة علنية، وشاركوا في الانتخابات أصبحت لهم تنافسية حتى مع أكبر حزب شعبوي –وقتها- وهو حزب الوفد ...
ولذا لم يسلم أى حزب أو جماعة من العداء مع الطرف الأخر، حتى وصل الحال للقتل فيما بينهم، مثلما قام الوفد بقتل حسن عبد الرازق باشا وإسماعيل زهدي بك من حزب الأحرار الدستوريين بعدما انشق الأحرار عنهم وذلك أثناء خروجهم من النادي السعدي في 17 تشرين الثاني - نوفمبر 1922م، حتى أن سعد باشا زغلول قال قولته: لا أستطيع مراقبة أفراد حزبي جميعًا (19)
وكان هذا حجة للإخوان لتشكيل هذا الجهاز للتعرف على ما يدبر للجماعة ورجالاتها، خاصة بعدما تزايد محاولات اغتيال البنا، فأثناء عرض قضية مصر على مجلس الأمن عام 1947م أذنت الحكومة للإخوان بعمل مظاهرة لتأييد النقراشي فيعرض القضية وهناك حاولت الشرطة قتله وأصيب في ساعده بطلق نادري لكنه نجا.
وعندما وقف المرشد العام يتحدث في الشركة العربية للمناجم والمحاجر لتوديع كتيبة من الإخوان قبل سفرها إلى فلسطين وقع انفجار في المكان الذي كان مقررًا أن يتحدث منه قبل وصوله بدقائق وتبين أن قنبلة زمنية وضعت في هذا المكان.
كما خططت الحكومة لاغتياله في رحلة الحج على أن يظهر أن بعض اليمنيين هم من قاموا بقتله لكن الحكومة السعودية أجهضت الأمر، بل قام الأمباشى احمد حسين جاد بعدة محاولات لكنها فشلت قبل أن ينجح بتنفيذها مع آخرين ليلة 12 شباط - فبراير 1949م (20)
بل في بعض فترات الخلاف بين الإخوان وحزب مصر الفتاة حاول بعض أفراد الحزب بتكليف من أحمد حسنين – رئيس الحزب - من قتل البنا لكن النظام الخاص قبض على المنفذين. (21)
بل إنه لم يسلم من الشيوعيين الذين حاولوا اغتياله لموقفه منهم أكثر من مرة، ومنها ما حدث في طنطا حينما كشف فرج النجار –الجاسوس المزدوج للإخوان لدى الشيوعيين - من كشف مخططهم في طنطا وعمد على إفشاله قبل أن يكشف ضابط البوليس السياسي أمر فرج النجار من كونه أحد رجال الإخوان المسلمين عام 1949م (22)
ويقول ميتشيل:
- كما أن مخابرات الجماعة أمدت الحكومة بمعلومات مفيدة خلال حملات التفتيش المستمرة عن الشيوعيين المعروفين والمشتبه فيهم، وبوجه خاص في الدوائر العمالية والجامعية (23)
ولقد استوجب النظام بعض الصفات المهمة التي يجب أن تتوفر في فرد المخابرات، وهي كما ذكر عبد العظيم رمضان:
- الصحة الجيدة، والمهارة، والتنظيم الذاتي، والذكاء، والقدرة على " التذؤب مع الذئاب" كما تناولت طرق إعدادهم إعدادا رياضيا وفنيا وتدريبهم على الكهرباء واللاسلكي والتصوير والاختزال والتمثيل وعمل المكياج وتغيير الزي وقيادة وسائل المواصلات وكان الإعداد يشمل أعمال الفدائيين وحرب العصابات والتدريب على قنابل مولوتوف وتخريب المواصلات والسكك الحديدية، واستخدام المفرقعات والألغام والأسلحة النارية وغيرها وهم برنامج طموح كما هو واضح.
- وكان الهدف أن يتمكن هذا الجهاز السري من الحصول على بيانات مفصلة عن منشآت الحكومية من وزارات ومحافظات ومديريات وأقسام ومراكز ونقط البوليس والسجون ومكاتب التلغراف والتليفون والبريد وغيرها وعن المواصلات من سكك حديدية وترام وطرق زراعية وخطوط الأوتوبيس (24)
ويضيف زكريا سليمان:
- وكانوا يتلقون تدريبا عسكريا عنيفا على استخدام البنادق والمسدسات والقنابل وبث الألغام ويشترط في العضو كذلك أن يكون ممن فهموا الإسلام فهما شموليا صحيحا وأن يكون عاقلا قد تجاوز العشرين من عمره. (25)
كما استخدم الإخوان بطبيعة الحال جهاز المخابرات في حرب 1948 و 1952م، فحينما سأل الضاغ محمود لبيب - قائد منظمة شباب فلسطين - في شهادته أمام النيابة:
- س: وهل كانوا يتدربون على المخابرات أيضًا؟
- ج: نعم على كل شيء يفيد الجيش المهاجم، فمثلاً لازم يعرف ما هو عدد رجال العدو ومن يناصرونه في داخل البلاد. (26)
أهم أعمال قسم المخابرات
لقد استوقفتني معلومتان هامتان توضح مدى تغلغل هذا الجهاز في العديد من مفاصل الدولة حيث حصلوا على معلومات هامة عادت على الجماعة بالفائدة. فكيف حصل ذلك؟ وهل مهارة هذا الجهاز كانت مؤهلة للعب هذا الدور الكبير؟
كان أهم معلومة استطاع جهاز مخابرات الإخوان الحصول عليها هو تداعيات قرار حل الجماعة الذي أصدره النقراشي باشا –الحاكم العسكري آنذاك- في 12 كانون الأول - ديسمبر 1948م، حيث لم يستطيع أحد أن يقدم للمحكمة دليل على تزوير هذه الوثائق بما فيها المندوب السامي البريطاني، وقد قامت صحيفة المصري بنشر تفاصيل هذا الأمر.
فبعدما سقطت السيارة الجيب وأثناء التحقيقات والعرض على المحكمة تقدم المحامي شمس الدين الشناوى –عن المتهمين - بوثيقتين يوضحان انعقاد اجتماع ثلاثي الأطراف بين سفير أمريكا وبريطانيا وفرنسا في فايد في 10 تشرين الثاني - نوفمبر 1948م واتفقوا على تكليف النقراشي باشا بحل جماعة الإخوان المسلمين، وجاء في الوثيقتين:
الموضوع: اجتماع سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا فى فايد فى (10 نوفمبر 1948)
رقم القيد : (1843 / أى /48)
التاريخ: 13/11/1948
إلى رئيس إدارة المخابرات رقم (13)
فيما يختص بالاجتماع الذى فى فايد فى (10) الجارى بحضور سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا، أحظركم أنه ستتخذ الإجراءات اللازمة بواسطة السفارة البريطانية فى القاهرة، لحل جمعية الإخوان المسلمين التى فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة فى القاهرة قام بها أعضاؤها. إمضاء
ج.و . أوبريان ماجور
وفى (20 نوفمبر 1948) أرسل رئيس إدارة المخابرات (أ) فى قيادة القوات البرية البريطانية فى الشرق الأوسط الكولونيل أ.م. ماك درموث إلى إدارة المخابرات "ج.س3 فى القيادة العليا للقوات البريطانية فى مصر"
الموضوع: الإخوان المسلمون
رقم القيد: (1670/ أ ن ت / 48)
إلى إدارة : ج.س.3
القيادة العليا للقوات البريطانية فى مصر.
- إلحاقا بمذكرتكم رقم (734 / أ ن ت / ب/ 48) المؤرخ نوفمبر (1948) رسميا من سفارة صاحبة الجلالة.
- لقد أخطرت هذه القيادة البريطانية فى القاهرة أن خطوات دبلوماسية ستتخذ لأقناع السلطات المصرية بحل جمعية " الإخوان المسلمين" فى أقرب وقت مستطاع.
فيما يختص بالتقارير التى كانت قد رفعت من الرعايا الأجانب المقيمين فى مصر، فقد أرسلت إلى وزارة الخارجية للعلم.
عن الدعوة عدد 1
رئيس إدارة حرف (أ)
30/1/ 1951
قيادة القوات البرية البريطانية فى الشرق الوسط
إمضاء
كولونيل أ.م. ماك درموت. (27)
وقد ذكرت صحيفة المصري أن مستر " تشابمان أندروز" الوزير المفوض بالسفارة البريطانية قابل سعادة عبد الرحمن حقى باشا وكيل وزارة الخارجية منذ يومين وابلغه أن السفارة البريطانية فى القاهرة علمت بأمر الوثيقة، وطلب منه ان يمثل أمام المحكمة للطعن بالتزوير
فأجابه أن وزارة الخارجية ليست جهة الاختصاص والأمر بوزارة العدل، وعلى أثر ذلك توجه مستر جراهام المستشار القانونى للسفارة البريطانية إلى وزارة العدل حيث قدم مذكرة للسفارة أشار فيها إلى رغبتها فى تسوية هذه المسألة بطريقة ودية، وأعلنت الوزارة أنها تدرس الأمر.
وعندما تحدث المحامي مع هيئة المحكمة كان ردها أنها تعتبر هذه الوثيقة صحيحة حتى يصلها من الجهات الرسمية ما يثبت تزويرها. وبالفعل تقدم موري جرهام - المستشار القانوني للسفارة - بالطعن على الوثيقة لدى وزارة العدل، وقال: أن هذه الوثيقة إن وجدت تكون مصطنعة، ولقد خاطبت الوزارة النيابة والمحكمة. غير أن الصحفي محسن محمد استطاع الحصول على نسخة من هذا الوثيقة بعدما أفرجت بريطانيا عن الوثائق بعد ثلاثين عاما ونشرها في صحيفة المسلمون. (28)
ويقول مارك كورتيس:
- وفي كانون الأول - ديسمبر 1948م، عقب ادعاء السلطات اكتشاف مخابئ أسلحة سرية لدى الإخوان ومؤامرة للإطاحة بالنظام، تم حل التنظيم، وهو قرار من الواضح أن البريطانيين طالبوا الحكومة المصرية بأن تتخذه للقضاء على نشاطهم المعادي للبريطانيين. (29)
كما كشف الإخوان كثير من العملاء الذين كانوا يتقربون منهم ويتجسسوا عليهم، يقول عادل كمال:
- وأكثر من هذا كان الأستاذ حسن البنا يعرف اتصال بعض الأعضاء بالبوليس السياسي وكان أسلوبه في ذلك أن يتركه دون أن يشعره بانكشاف أمره،وكان منطقه في ذلك أنه يمكن استخدام ذلك العميل فى تسريب شىء يريد تسريبه، كما أن الجماعة هدفا لعديد من الجواسيس فمن عرفناه منهم فبقاءه تحت أعين الجماعة أفضل من طرده واتخاذ مجهول غيره بواسطة أعداء الجماعة. (30)
المراجع
- موقع المجد: مقال بعنوان تاريخ الجاسوسية، 21 مارس 2008م
- محمد بن سعد الغامدي: عقوبة الإعدام دراسة فقهية مقارنة لأحكام العقوبة بالقتل في الفقه الإسلامي، مكتبة دار السلام، 1992 صـ470.
- محمد معين الدين بصري: أحكام السماع والاستماع في الشريعة الإسلامية، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1995، صـ353.
- علي بن ذريان فارس الحسن الجعفري العنزي: بهجة الأسماع في أحكام السماع في الفقه الإسلامي، دراسة تاصيلية مقارنة ، رسالة ماجستير، مكتبة المنار الإسلامية ، الكويت ، ط 1 ، 1427 هـ / 2006م، صـ376.
- شيماء الصراف: نظام الاستخبارات في الدولة الإسلامية، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، المجلد 11، العدد 21، محرم 1417 ه / مايو 1996م، صـ56.
- خلود مسافر نعمة الله جنابي: العيون والطلائع في صدر الاسلام وخلافة العمويين، الدار العربية للموسوعات، القاهرة، 2010، صـ34.
- David Fromkin: A Peace to End All Peace 1914- 1922،1989.
- مذكرات عاكف، جريدة الحرية والعدالة، الثلاثاء 20 جمـادى الأولى 1434 هـ / 2 أبريل 2013م.
- ملف تحقيقات قضية السيارة الجيب: صـ 1954.
- أمين إسماعيل: مجـلة الدعوة الأسبوعية – السنة الثانية - العدد 52 – 16 جـمادى الأولى 1371هـ / 13 فبراير 1952م. وجمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، جـ4، صـ313.
- عبدالعظيم رمضان: الإخوان المسلمون والتنظيم السري، روزاليوسف، القاهرة، طـ 1، 1983م، صـ 42.
- زكريا سليمان بيومي: في الحياة السياسية المصرية (1928- 1948) رسالة دكتوراه في التاريخ الحديث نالت تقدير مرتبة الشرف الأولى كلية الآداب جامعة عين شمس ذو الحجة 1398هـ- نوفمبر 1978م.
- مصطفى، هالة: الإسلام السياسي في مصر (من حركة الإصلاح إلى جماعات العنف)، مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ط1، 1992م، ومحمود كامل العروسي: أشهر قضايا الاغتيالات السياسية من سنة 1906 إلى سنة 1982، الزهراء للإعلام العربي, 1989م.
- محمود عساف: مع الإمام الشهيد حسن البنا، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، القاهرة، 2013م، صـ 30، 50.
- أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، الزهراء للإعلام العربي، طــ 1، 1986م، صـ 165.
- النذير، العدد (24)، السنة الثانية، 14 جمادى الثانية 1358هـ، ص(15).
- أحمد عادل: مرجع سابق، صـ 152.
- قضايا الإخوان المسلمين قضية السيارة الجيب (الحيثيات والحكم)، دار الفكر العربي، 1951م، 1370هـ (إخوان ويكي)، ملف تحقيقات النيابة قضية السيارة الجيب، صـ 1937 – جـ 6.
- Donald M.Reid : Political Assassination In Egypt 1910 -1954,p627.
- محسن محمد: من قتل حسن البنا، دار الشرق، القاهرة، 1987م.
- أحمد عادل كمال: مرجع سابق، صـ 166.
- فرج النجار.. المطارد الحر: موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون (إخوان ويكي)
- ريتشارد ميتشيل: الإخوان المسلمون، ترجمة عبد السلام رضوان، مراجعة فاروق عفيفي عبد الحي، تقديم صلاح عيسى، مكتبه مدبولي، القاهرة، 1977م، صـ198.
- عبدالعظيم رمضان: التنظيم السري، مرجع سابق.
- زكريا سليمان بيومي: مرجع سابق، صـ 100.
- هيام عبد الشافي عبد المطلب: مصر وحرب فلسطين 1948م، دار العالم العربي، القاهرة، 2010م- 1431هـ.
- عادل كمال، مرجع سابق، صـ 245- 247، نقلا عن صحيفة المصري فى عددها الصادر فى 2/2/1951م.
- المرجع السابق، ومجلة الدعوة في عددها الأول، بتاريخ 30 يناير 1951م.
- مارك كورتيس: التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين، مرجع سابق، صـ 104.
- أحمد عادل كمال: مرجع سابق، 164.