من هؤلاء المتهمون؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

من هؤلاء المتهمون؟

وضعوهم في قفص الاتهام، وسلطوا عليهم زبانية التعذيب، وحكموا عليهم بالإعدام والسجن، ورغم ذلك اعترفوا- هم أنفسهم- بطهارتهم وبراءتهم، وبخسارة مصر الفادحة بفقدهم..!!


ها هو صلاح نصار- رئيس نيابة أمن الدولة العليا- أثناء مرافعة النيابة يعترف ويقول: "إن من بين المتهمين أربعةً من الشباب العلماء، معيدون فى مؤسسة الذرة، وإن خسارة الدولة بعد وجودهم في القفص يساوي ما قدمته مصر من أموال في بناء السد العالي".


محمد عبد المعطى إبراهيم الجزار- معيد بمؤسسة الطاقة الذرية، وأحمد عبد الحليم السروجي- معيد بقسم الطبيعة بمؤسسة الطاقة الذرية، وصلاح محمد خليفة- معيد بقسم الكيمياء بمؤسسة الطاقة الذرية، ومحمد المأمون يحيى زكريا- موظف بمؤسسة الطاقة الذرية.


الدجوي نفسه يعترف بقيمة هؤلاء الشباب النابغين

فيخاطب الأخ صلاح خليفة- المعيد بقسم الكيمياء بمؤسسة الطاقة الذرية- (محاولاً استقطابه والتأثير عليه): "لقد قرأت التقارير التي جاءتنا من المؤسسة التي تعمل بها، وقد أعجبني أنك شابٌّ عصامي، لك أبحاث علمية ناجحة، قد سجلتْها لك المجلات العالمية، كما أن لك أبحاثًا تعتز بها المؤسسة، ولقد رفعتَ رأس مصر عاليًا ونؤمل لك في مستقبل باهر".


يقول الأستاذ شوكت التوني المحامي

"لقيت كثيرًا منهم في السجن الحربي، ورأيتهم كلهم في قاعة الجلسة من وراء القضبان الحديدية، وكان أول ما راعني هذا الشباب الغضُّ وهذه الكهولة الراضية التي ينير الإيمانُ وجوهَ أصحابها، وهذه الشيخوخة الباسمة بسمةَ الشجاعةِ وعدم المبالاة.. كم كان جميلاً هذا الشباب الباسم المتجلِّد.. وأجمل ما فيهم هذا الرضا بالموقف، وهو موقف نكِد، وعدم الخوف من المصير، والمصير مجهول مخيف، مرهوب مرعب، ومعلومه إعدام وسجن مؤبد، وحرمان من الشباب وأيامه، والآمال في زمانها وزمانه".


"لقد وقف هؤلاء الرجال وسط قدر الله وهم راضون، وقال لي زميل فاضل: "ألا ترى أن هؤلاء الأبطال يمثِّلون أساطير الإغريق وهم يشمخون، بينما أجسادهم مخددةً بأخاديد من آثار السياط، وأجسامهم الشابة الغضة قد طعمت فيها أنياب الكلاب الجائعة، نومهم أرقُّ من التعذيب، ونهارهم ضنى من الإيذاء، فلا نومَ ولا راحةَ ولا أملَ في عدالة، وهم مع ذلك راضون مبتسمون، مرفوعو الرأس، معتدلو الهامة والقامة.. لقد كانوا يمثِّلون حقلاً من زهور الشباب، وثمار العلم قلما تجد له مثيلاً"، فقلت له: لا صلةَ لهؤلاء بأساطير الإغريق، ولا أبطال القرون الوسطى، إنهم جاءوا من أصلاب أولئك الذين كانوا يدفنون في رمضاء مكة، وتثقل صدورهم بالأحجار الضخمة الثقيلة الحماة بجمرات النار، وحرقة الوقدة اللاذعة من شمس البطحاء، وهم صابرون صامدون.


إنهم جاءوا على سنة النبي محمد- عليه الصلاة والسلام- هو وأصحابه وهم يقاسون الجوع والظمأ في شعب بني هاشم في جبال فاران جبال مكة التي تزهق من حرها النفوس، لا ساتر من وابل، ولا ظل من زمهرير الحر والقر.

إنهم جاءوا من أصلاب الذين قال عنهم قائد الفرس حين لامه الملك بقوله "كيف تهزمون وأنتم على عدد وعدة لا مثيل لهما.. تلبسون الدروع والخوذ، ومعكم السيوف والسهام والرماح من صُلب لا تلين قناته، تحميكم حصون منيعة وقلاع منيفة، تحتكم الخيل الفارهة التي تضرب الأرض كأنها القدر وأمامكم شعب من الحفاة العراة الظمأى الجياع؟!".. فقال له القائد: "كيف يا مولاي ننتصر على قوم يحبون الموت؟!".


هذا نموذج لأحد المتهمين من شباب الإخوان المسلمين

أ.د. محمد بديع سامي (أحد أعظم مائة عالم مصري).

من مواليد المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في 7 من أغسطس 1943م، وقد حصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة القاهرة في يناير 1965م, ثم عُيِّن معيدًا بطب بيطري أسيوط في إبريل 1965م، ثم ألقي القبض عليه في أغسطس 1965م, وحُكِم عليه بالسجن خمسةَ عشر عامًا، قضى منها 9 سنوات، فُصِل في أثنائها من الجامعة، وأعيد إلى الجامعة بقرار جمهوري في 4/4/1974م, وبعد الإفراج عنه حصل على الماجستير عام 1976م من جامعة الزقازيق، ثم حصل على الدكتوراه عام 1979م من الزقازيق تم إعارته إلى اليمن عام 1982م لإنشاء المعهد البيطري العالي في صنعاء، واستمر هناك لمدة أربع سنوات، وتم ترقيته إلى أستاذ مساعد أثناء وجوده في اليمن.


عاد من اليمن عام 1986م, ونقل إلى طب بيطري بني سويف عام 1986م, ثم تم ترقيته إلى أستاذ عام 1988م، ثم شغل موقع رئيس قسم الباثولوجي عام 1989م بطب بيطري بني سويف، ثم عُين عام 1990م وكيلاً للكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، ثم شغل موقع أمين عام نقابة الأطباء البيطريين لدورتين متتاليتين في الفترة من 1989 حتى 1995م، ثم أمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية، فرئيس مجلس إدارة الجمعية الباثولوجية والإكلينيكية سابقًا، ثم رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير المجلة العلمية بكلية الطب البيطري- بني سويف لمدة 9 سنوات.


وقد شارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية في ألمانيا والأردن، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وله نحو 32 بحثًا علميًّا، وقد تم تسجيل اسمه ضمن أعظم مائة عالم مصري في القرن الماضي في موسوعة عظماء العلماء العرب، الصادرة عن هيئة الاستعلامات المصرية، وحصل على جائزة من اليمن لجهوده في إنشاء المعهد البيطري العالي.


المصدر : إخوان اون لاين