حامد عوضين سعفان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حامد عوضين سعفان الأب الروحي قسم الطلاب بالإخوان


حفل التاريخ بالكثير من الشخصيات التي كانت لها أعمال مجيدة ووطنية عظيمة إلا أن تاريخها ضاع مع مرور السنين حيث لم يدونوه هم أو يدونه بعض من عرفوهم، ومن هؤلاء الأستاذ حامد سعفان الذي كان رجلا وطنيا عرفته مصر والسودان كما عرفته ثورة 1919م، بل أنه يعد النواة الأولى لنشأة قسم الطلاب في جماعة الإخوان المسلمين عام 1933م. لم نستطع – رغم البحث الشديد – بلوغ معلومات كافية عن هذه الشخصية الوطنية إلا أنه كان لزاما علينا أن نلقى بالقليل من المعلومات التي تحصلنا عليه الضوء على هذه الشخصية.

ولد حامد عوضين سعفان بدولة مصر وعمل موظفا بوزارة المالية المصرية حيث نقل للعمل بالسودان كأحد الموظفين المصريين بعد ثورة 1919م حيث كان أحد رجالاتها الوطنيين الذين أرقوا المستعمر الانجليزي بأعمالهم، وما أن انتقل حتى سار على نفس المنهج في السودان فسخر قلمه في التنديد بتصرفات المحتل وعمل على وحدة وادي النيل متمثلة في السودان ومصر، كما شارك في تأسيس جمعية اللواء الأبيض بالسودان في أكتوبر 1923م ليلة المولد النبوي بمنزل الأسطى رمضان بالخرطوم بحرى، وقد شاركه فيها كثير من السودانيين وبعض المصريين أمثال توفيق وهبي قاضى مركز أم درمان، أحمد المنياوى، عبدالحميد حافظ، أحمد المليجي. (1)

ويقول:

وقد أُنشئت الجمعية. وتألفت الهيئة التنفيذية للجمعية برياسة الملازم أوَّل علي عبد اللطيف وسكرتيريه المرحوم عبيد الحاج الأمين مترجم سابق بمصلحة السجون السُّودانية بالخرطوم، وعضوية صالح عبد القادر وحسن شريف وحسن صالح الموظفين يومئذ بمصلحة البوستة والتلغراف بالخرطوم.

ومن أعضاء آخرين منهم:

المرحوم المهندس السُّوداني محمد سر الختم بالرَّي المصري بالخرطوم، وعلي ملاسي ووهبة إبراهيم الموظفين بالبوسته والتلغراف، وعبيد صالح إدريس بالجمارك، والشيخ عمر دفع الله التاجر بأم درمان، ومحمد المهدي الخليفة نجل التَّعايشي، وعرفات محمد عبد الله، وعثمان محمد هاشم.

ولقد حوكم أعضاء جمعية اللواء الأبيض وآخرون بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم، وحكم بسجن علي عبد اللطيف لمدة سبع سنوات مضافة إلى ثلاث سنوات سبق الحكم بها عليه في يوليو سنة 1924، وبقية الأعضاء بين الحبس لمدة ثلاث سنوات وستة شهور، بينهم خمسة مصريون، حكم بحبس أحدهم — أحمد أمين مترجم الأورطة التاسعة السُّودانية — لمدة سبع سنوات، وبحبس أحمد المليجي وحامد عوضين سعفان وأحمد المنياوي وأحمد نجيب بمدد أخرى. وقد قضى أحمد أمين خمس سنوات في سجن الخرطوم بحري. وأمَّا الباقون فأُبعدوا إلى مصر عقب الحكم عليهم بنحو شهر. وأكثرهم الآن موظفون بالحكومة المصرية. (2)

كان حامد سعفان صاحب قلم حر فكتب في العديد من الصحف السودانية، بل بلغ به الأمر أن أشرف على تحرير صحيفة رائد السودان، والتي كان أصحاب امتيازها هم أصحاب مطبعة فيكتوريا من رجال الجالية اليونانية والتي استطاع الأديب عبد الرحيم قليلات عام 1912م أن يقنع صاولو خريستانثو صاحب المطبعة وصاحب رائد السودان أو سودان هارلد – والتي كانت تصدر بالإنجليزية واليونانية – بأن تصدر أيضا باللغة العربية، وتولى تحريرها الأستاذ عبد الرحيم قليلات السوري البيروتي الذي كان موظفًا بمصلحة البواخر بحكومة السودان إلى سنة 1915م

وأشرف عليها الأستاذ فؤاد الخطيب – مدرس الآداب العربية بكلية غوردن - غير أن السلطات الإنجليزية لم تعجب بمقالاته فأبعدوه قبل أن يتولى الإشراف جميل الرافعي ، ثم توفيق وهبي ثم حامد سعفان ولما اعتزل رئيس تحريرها خدمة حكومة السودان في سنة 1915 أسندت رياسة تحريرها إلى الأستاذ المرحوم "السيد حسين شريف" المتخرج من كلية غوردون، والذي كان يقول (شعب بلا جريدة كقلب بلا لسان) فتولاها إلى سنة 1919، ثم أغلقت هذه الصحيفة. (3)

وكان يشترك في تحرير رائد السودان طائفة من كبار الكتاب والأدباء أذكر منهم حضرات الأستاذ محمد توفيق، وهو الموظف بوزارة الخارجية الآن، والأستاذ محمد توفيق بدري الذي كان موظفًا بمصلحة المراجع العام بالخرطوم، ويقيم الآن في السودان بعد أن تقاعد بالمعاش، والأستاذ حامد عوضين سعفان الموظف بالمالية المصريَّة الآن وصاحب الأبحاث الممتعة عن السُّودان وغيرهم من حملة الأقلام الوطنيين والمصريين. (4)

حامد سعفان وقسم الطلبة في الإخوان

يعتبر الأستاذ حامد سعفان هو الشرارة الأولى لنشأة قسم الطلبة في جماعة الإخوان المسلمين، ويعد الأب الروحي للقسم حيث اتجه له عدد من طلاب الجامعات حينما فكروا أن يسير على المنهج الإسلامي في تكوين جمعية إسلامية وبالفعل نجحوا في تأليف رابطة أسموها "شباب الإسلام" وحاولوا الاتصال بالشخصيات الإسلامية والوطنية ليستنيروا برأيها ويهتدوا بأفكارها وينتفعوا بتوجيهاتها، وكانت من أوائل زياراتهم إلى شخصية من الشخصيات الوطنية التي جاهدت في ثورة 1919م وهو الأستاذ حامد سعفان الذي كان قد تعرض لأعنف الاعتقالات والاضطهادات من الإنجليز في السودان، وذاقت أسرته في مصر الأمرين وقد اعتزل الأحزاب والهيئات لا يأسًا من الإصلاح ولكن أسفًا على ضلال المناهج والزعماء.

وقد حلل الأستاذ حامد سعفان أخلاق الشعب المصري تحليلاً دقيقًا ورد أساس الفساد إلى سوء التربية التي تنتج أسوأ الأخلاق وأقبح الآثار التي أبرزها حب الذات وتنكب المثل العليا والمصالح العامة، وكان من مآخذ الأستاذ حامد سعفان على الهيئات القائمة شيوع روح الحقد والدسائس والمؤامرات داخلها، واستشهد بحزبه الوفد الذي بدأ بفكرة وطنية سليمة ثم انتهى إلى مصالح حزبية ومغانم شخصية وفوضى خلقية وسياسية

وقال لهم: ما أنتم يا بني

"ببدع هذا المجتمع المصري المريض فوصيتي إليكم أن تنضووا تحت لواء جماعة إسلامية بعيدة عن الأغراض الخاصة والروح الحزبية فتكونوا بذلك عنصرًا حيًا تتقوى بجهودكم الجماعة ويعتز الوطن"

ثم قال:

سأختصر لكم الطريق وأنصح لكم بالاتصال بالإخوان المسلمين، تلك الجماعة الناشئة الحية التي لمست من مجلتها روح الإسلام في حرارته الأولى واستروحت من أسلوبها نفحات الإخلاص والصدق والجهاد، ويكفي أن يعمل في ظل هذه الجماعة شخصية أجلها وأحترمها فوق علماء العصر وهو الشيخ طنطاوي جوهري رئيس تحرير مجلة الإخوان وهو عالم عظيم عرض الإسلام في كتبه وآرائه. (5)

ولا يعرف بعد ذلك تاريخ للرجل ولم تدل أى مصادر عن بقية حياته فعليه رحمة الله

المراجع

  1. وجدي زين الدين: ثورة 1919 تخلق الوعي القومي السوداني، موقع الوفد، الثلاثاء 12 فبراير 2019م
  2. عبد الله حسنين: السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية - الجزء الثاني، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، 2013م، صـ279.
  3. عبد الله حسين: الصحافة والصحف، وكالة الصحافة العربية (ناشرون)، الجيزة - مصر، 2018م، بدون رقم صفحة.
  4. السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية، مرجع سابق، صـ609.
  5. محمد عبد الحميد: مقال في جريدة الإخوان المسلمين اليومية – العدد 719 – 3 ذو القعدة 1367هـ - 6 سبتمبر 1948م.

للمزيد عن الإخوان في السودان

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

متعلقات أخرى

أهم أعلام إخوان السودان

وصلات فيديو