التشابه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٤٣، ١٩ أبريل ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مع أن الإمام البنا - رحمه الله - رجح مذهب السلف في الأسماء والصفات بقوله :

(ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع حسماً لمادة التأويل والتعطيل ، فإذا كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان وأثلج صدره ببرد اليقين فلا تعدل به بديلا). وكذلك قال في (الأصل العاشر) : ( نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ). ثم قال : (حسماً لمادة التعطيل) إلا أن بعض ضعاف النفوس يحاولون تصيد بعض الألفاظ وإليك بعضها والرد عليها.

قولهم إنه جعلها من التشابه
الإمام حسن البنا

ينكر هؤلاء على الإمام البنا قوله في الأصل العاشر في (رسالة التعاليم) :

(معرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة، وما يلحق بذلك من التشابه نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه : "والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا (ال عمران : 7) .

يلاحظ :

1 - أنه قال : (نؤمن بها كما جاءت).

2 - من غير تأويل يعني رفض مذهب الخلف الذين يؤولون الصفات .

3 - ولا تعطيل كما قال الجهمية (وسبق أنه رفض قول المشبهة كما أسلفنا) .

4 - أنه قال وما يلحق بذلك من التشابه ولم يقل من المتشابه كما قرأها البعض ثم أنه وضح ماذا يقصد بالتشابه في التسمية في رسالة العقائد أي بين صفات الخالق وصفات المخلوقات ، فقال موضحا ذلك بعنوان :

بين صفات الله وصفات الخلق

(والذي يجب أن يتفطن له المؤمن أن المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات الله .تبارك وتعالى. يختلف اختلافا كليا عن المعنى الذي يقصد بهذا اللفظ عينه في صفات المخلوقين ، فأنت تقول ، الله عالم والعلم صفة لله تعالى ، وتقول ، فلان عالم والعلم صفة لفلان من الناس ، فهل ما يقصد بلفظه العلم في التركيبين واحد؟ حاشا أن يكون كذلك ، وانما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناه كماله ، ولا يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه ، وكذلك الحياة، وكلت لك السمع ، وكذلك البصر وكذلك الكلام ، وكذلك القدرة والإرادة . فهذه كلها مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق من حيث الكمال والكيفية اختلافا كليا ؟ لأنه تبارك وتعالى لا يشبه أحدا من خلق ! فتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق . ولست مطالبا بمعرفة كنها ، لم إنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ولوازمها في حقك . والله نسأل العصمة من الزلل وحسن التوفيق ).

هذا وممن صرح بمثل هذا القول جملة من العلماء منهم الإمام أحمد والإمام البغوي ، والإمام ابن تيمية وإليك بعضا من أقوالهم :

1– قال الإمام أحمد-رحمه الله : ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه ، ق أجمل الله الصفة فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء ، وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه ، قال فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير ولا يبلغ الواصفون صفته ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ، ولا نتعدى ذلك ولا يبلغ صفته الواصفون –نؤمن بالقران كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه ، فهذا كله يدل على أن الله – سبحانه وتعالى يرى في الآخرة والتحديد في هذا كله بدعة، والتسليم فيه بغير صفة ولا أحد إلا ما وصف به نفسه –سميع بصير لم يزل.متكلما عالما غفورا - عالم الغيب والشهادة علام الغيوب فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد وهو على العرش بلا حد كما قال تعالى :" ثم استوى على العرش " كيف شاء المشيئة إليه والاستطاعة إليه لجس كمثله شيء وهو خالق كل شيء وهو سميع بصير بلا حد ، ولا تقدير- ولا نتعدي القرآن والحديث - تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة -).

لاحظ قوله : (نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته)

2 -قال البغوي : ( فأما أهل السنة فإنهم يقولون الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف ، يجب على الرجل الإيمان به ، ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل ، ثم ذكر قول مالك ) .

وقال : وروي عن سفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان بن عيينه وعبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات أمروها كما جاءت بلا كيف.

3 - قول ابن تيمية : ( ما يجيء في الحديث نعمل بمحكمه ، ونؤمن بمتشابهة لأن ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر فيه ألفاظ متشابهة ي!به معانيها ما نعلمه في الدنيا- كما أخبر أن في الجنة لحمأ ولبنا وعسلا وخمرا ونحو ذلك ، وهذا يسبه ما في الدنيا لفظا ومعنى ، ولكن ليس هو مثله ولا حقيقته ، فأسماء الله تعالى وصفاته أولى ، وإن كان بينهما وبين أسماء العباد وصفاتهم تشابه لا يكون لأجلها الخالق مثل المخلوق ولا حقيقته كحقيقته ).

4- يقول الشيخ حافظ بن أحمد حكمي مؤلف كتاب (معارج القبول) : (ولا يلزم من اتفاق التسمية اتفاق المسميات فإن الله تعالى قد سمى نفسه : سميعا بصيرا وأخبرنا أنه جعل " الإنسان سميعا بصيرا " ، وسمى نفسه الرؤوف الرحيم وأخبر أن نبيه " بالمؤمنين رؤوف رحيم " وسمرت نفسه الملك فقال : مالك يوم الدين " ، " ملك الناس " ، وسمى بعض خلقه ملكا فقال : " وقال الملك أتوني به استخلفه لنفسي " ، وهو العزيز بعض عباده عزيزا وغير ذلك ، فلا يلزم من اتفاق التسمية اتفاق الأسماء ومقتضياتها ، فليس السمع كالسمع ، ولا البصر كالبصر، ولا الرأفة كالرأفة ، ولا الرحمة كالرحمة ، ولا العزة كالعزة ، كما أنه ليس المخلوق كالخالق ) .

وهذا هو نفسه كلام الأستاذ البنا .

هذا ورغما عما قدمناه فقد صرح كثير من العلماء بأن آيات الصفات من المتشابه ، ومنهم الإمام ابن تيمية - رحمه الله - وآخرون.

قال ابن تيمية-رحمه الله -: فالمتشابه من الخبر مثل ما أخبر به في الجنة من اللحم واللبن والعسل والماء والحرير والذهب . فإن بين هذا وبين ما في الدنيا تشابه في اللفظ والمعنى، ومع هذا فحقيقة ذلك مخالفة لحقيقة هذا . وتلك الحقيقة لا نعلمها نحن في الدنيا ، وقد قال الله تعالى: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" (السجدة : 17)

وفي الحديث الصحيح يقول الله تعالى : (أعددت لعبادي الصائمين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر) فهذا الذي وعد الله به عباده المؤمنين لا تعلمه نفس هو من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله ، وكذلك وقت الساعة لا يعلمه إلا الله ، وأشرا طها ، وكذلك كيفيات ما يكون فجها من الحساب والصراط والميزان والحوض والثواب والعقاب لا يعلم كيفيته إلا الله ، فإنه لم يخلق بعد حتى تعلمه الملائكة، ولا له نظير مطابق من كل وجه حتى يعلم به ، فهو من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.

ويقرر الإمام الشاطبي - رضي الله عنه - في كتابه القيم (الموافقات ) فيقول : ( الخلاف الواقع فيما أمسك عنه السلف الصالح فلم يتكلموا فيه بغير التسليم له والإيمان بغيبه المحجوب أمره عن العباد من الأمور المتشابهة كمسائل الاستواء والنزول والضحك ، والبدء والتقدم والوجه ، وأشباه ذلك ).

وقوله :

" يد الله فوق أيديهم " (الفتح : 15).

وقوله تعالى: " وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " (النساء : 171) .

هذا رأى جمهور المفسرين.


للمزيد عن الإخوان والعقيدة

كتب متعلقة

ملفات ورسائل متعلقة

مقالات متعلقة

مقالات متعلقة

وصلات فيديو