انتخابات بلديات تركيا اليوم.. العدالة في المقدمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
انتخابات بلديات تركيا اليوم.. العدالة في المقدمة
اردوغان والعلم.jpg


توقعات بفوز العدالة بزعامة أردوغان في الانتخابات البلدية التركية

إسطنبول- سعد عبد المجيد:

تبدأ اليوم الأحد عملية التصويت الجماهيري في الانتخابات العامة البلدية ب تركيا ؛ المتنافَس على مقاعدها آلافٌ من المرشحين من عدد 19 حزبًا سياسيًّا، تمثل اتجاهات سياسية مختلفة للفوز برضا عدد 48 مليون ناخب وناخبة، ولنيل سلطة 93 ألف مقعد بلدي ومختار في عدد 81 محافظة، وسط توقعات وتخمينات من مراكز دراسات الرأي العام التركية بفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بالمركز الأول، يليه الحزب الجمهوري، ثم الحركة الوطنية المعارض بالبرلمان.

خريطة الأحزاب السياسية المتنافسة

يمكن تقسيم توجهات الأحزاب السياسية المتنافسة على مقاعد البلديات في عدد 81 محافظة تركية إلى ثلاثة اتجاهات رئيسة؛ هي المحافظ الديمقراطي، والعلماني، والقومي.

ففي اتجاه المحافظ الديمقراطي تبرز أحزاب العدالة والتنمية الحاكم AKP بزعامة طيب أردوغان والسعادة المعارض SAADET (خارج المجلس) بزعامة نعمان قورطولمُوش والحزب الديمقراطي DP المعارض (خارج المجلس) بزعامة سليمان صُويّلو، وهي تحمل فكر التنمية الداخلية والانفتاح على الخارج، وتدعيم الدولة المدنية والقانون والإنسان قبل الدولة.

قورطولمُوش يتبنى سياسية معارضة لحزب العدالة

وفي اتجاه العلمانية التغريبية نطالع أحزاب اليسار العلماني مثل الجمهوري CHP (المعارضة البرلمانية) بزعامة دنيز بايقال واليساري الديمقراطي DSP (برلماني) بزعامة ذكي سزر وعدد آخر من الأحزاب اليسارية الصغيرة، وهي في توجُّهها تدعو للحفاظ على الجمهورية العلمانية والأتاتوركية التغريبية، والدولة أولاً ثم الإنسان، وتهمل التاريخ والتراث العثماني والإسلامي.

أما اليمين العلماني فيمثله الوطن الأم المعارض ANAP من خارج المجلس، بزعامة صالح أوزون، وهذا اليمين يتفق مع اليسار في ثوابت الجمهورية العلمانية، ولكنه مختلف في توجه الانفتاح واحترامه للتاريخ العثماني والعادات والتقاليد.

وفي الاتجاه القومي التركي هناك حزب الحركة الوطنية MHP المعارض البرلماني بزعامة دولت باغجلي والاتحاد الكبير (برلماني) BBP بزعامة محسن يازجي أوغلو وحزب تركيا المستقلة المعارض (خارج المجلس) BTP بزعامة حيدر باش، وهم يتوجهون ناحية تركيا المستقلة ذات السيادة والقرار، ويدعمون الدولة التركية وتاريخها، ويدعون لوحدة مع العالم التركي، علاوةً على حزب المجتمع الديمقراطي DTP المعارض (برلمان) بزعامة أحمد ترك، ويمثل القومية الكردية، وتوجه يدعو للدولة الديمقراطية العلمانية التي تحترم الفروق العرقية والثقافية وحقوق الإنسان.

البطالة.. الحجاب والقرآن.. البنية التحتية

تنوع وعود الأحزاب التركية هل يحسم الفائز بالانتخابات البلدية؟!

طبقًا لمطبوعات وخطب ومناقشات المرشحين في الحملة الانتخابية التي استمرت قرابة شهر ونصف الشهر تدور المحاور الرئيسة للأحزاب السياسية المشاركة، وعددها 19 حزبًا سياسيًّا، حول قضايا البطالة وعشوائيات البناء والتخطيط الحضري، ومشاكل النقل والمواصلات والطرق وحركة مرور السيارات وانتقال المواطنين والبنية التحتية في المدن الصناعية والكبيرة، وكذا قضية الفساد الإداري في وقت تشتد فيه التهم وتتبادل المسئولية بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والحزب الجمهوري المعارض؛ حول حرية أو قيود دورات كيفية تعليم قراءة القرآن الكريم للأطفال وارتداء الحجاب للطالبات داخل معاهد التعليم والجامعات، علاوةً على قضية توزيع المساعدات للفقراء والمحتاجين وقت الحملة الانتخابية.

ففي الوقت الذي لا يتحدث الحزب الحاكم أو يقدم فيه أي وعود علنية صريحة تتعلق بإطلاق حرية الحجاب بالمدارس والجامعات استنادًا لموقفه الثابت في دعم الحجاب معنويًّا؛ فإن الحزب الجمهوري (يسار الوسط العلماني) يحاول جذب أصوات المحجبات- يمثلن أكثر من نصف عدد الناخبات- بدعم بعض مرشحيه للمحجبات لكن دون وعد انتخابي بحريته داخل المعاهد والجامعات أو ترشيح أي محجبة على قوائمه، وكذا تأييده دورات تعليم كيفية قراءة القرآن الكريم؛ لدرجة أن عثمان نوري المنتمي للطريقة القادرية الصوفية ومرشح الحزب بمنطقة سلطان بايلي بإسطنبول وَعَد بفتح الجمهوري جامع آيا صوفيا للصلاة مجدَّدًا، وهو المغلق بقرار أتاتورك عام 1937م.

أما في مسألة البطالة التي تمثِّل هاجسًا رئيسيًّا للشباب (25% من الشباب عاطلون، وفقًا لإحصائية تركية) وللمجتمع بجميع المحافظات خصوصًا في أعقاب الأزمة المالية العالمية وضربها قطاعات السيارات والإنشاءات والنسيج والملابس ب تركيا ، فعيَّنت الحكومة 30 ألف مدرس ومعلمة في الشهور القليلة الماضية ودفعت لآلاف العاطلين رواتب بطالة لمدة سنة، وخفضت ضريبة الاستهلاك الخاصة من 18% إلى 8% لمدة ثلاثة أشهر في القطاعات الإنتاجية المذكورة لمساعدة المصانع على عدم طرد العمال،

وقدمت مليار دولار قروضًا للورش والمصانع الصغيرة بفائدة منخفضة، وامتنعت عن طباعة البنكنوت دون مقابل إنتاجي في مجمل عدد 44 إجراءً تدبيريًّا لمواجهة الأزمة المالية، وفقًا لما أعلن أردوغان بتاريخ 17/3/2009، لكن كل هذا لم يمنع أحزاب المعارضة جميعها من استخدام مشكلة البطالة القديمة- الجديدة وشروط صندوق النقد الدولي لإقراض تركيا في حملتها الضارية ضد حكومة العدالة، حتى إن تأخر عثور فرق الإنقاذ على حطام مروحية سقطت يوم الأربعاء 25/3 برئيس حزب الاتحاد الكبير BBP محسن يازجي أوغلو ورفاق له استُخدمت من أحزاب المعارضة ضد الحزب الحاكم، على الرغم من قيام رئيس الحكومة بزيارة للمحافظة التي سقطت فيها المروحية ولقائه بالمسئولين وبعائلة السياسي المفقود وتعليقه لقاءات الحزب الجماهيرية بسبب الحادث المثير لشكوك لدى الرأي العام.

المواصلات والمساعدات الإنسانية

البنى التحتية.. ملعب فسيح للأحزاب المتنافسة في الانتخابات البلدية

في كتاب انتخابي للجمهوري وعد كمال قيليطش دار أوغلو مرشح بلدية إسطنبول بتقديم راتب 600 ليرة (325$) شهريًّا للعائلة التي تعيش تحت خط الفقر (محدد بقيمة 207 ليرة تركية) وضمان اجتماعي لكل عائلة وخبز وغازات تدفئة ومواصلات رخيصة.

شعبية حزب العدالة والتمنية التركى فى تزايد مستمر.jpg

الحزب الحاكم وبلدية إسطنبول العامة وعدد من البلديات الفرعية لأحزاب المعارضة والمستقلين أجَّلوا جميعًا تنفيذ مجموعة من المشروعات الخدمية في مجال الطرق والمواصلات والأنفاق ونقل الركاب لشهر الانتخابات (مارس) وهي عادة انتخابية بتركيا، ترمي لتجديد ذاكرة الناخب عند ذهابه للصندوق بإنجازات عملية قريبة العهد، وتكرر نفس الشيء في محافظة أسكي شهر بتسيير قطار كهربائي سريع مع العاصمة أنقرة في مارس الحالي وللمرة الأولى في محاولة لانتزاع أحد معاقل اليسار العلماني مثلما وزَّع والي محافظة طونجلي (الكردية) ثلاجات وغسالات مجانية للعائلات ومواد بناء لعدد 1100 عائلة بمدينة ديار بكر في شهر مارس 2009، وهما أهم معاقل حزب المجتمع الديمقراطي (الكردي).

واستمر مليح جوكشة عمدة العاصمة في توزيع المساعدات الإنسانية (خبز وحطب التدفئة ومواد غذائية) المجانية للحفاظ على مقعد العدالة، ومؤيَّدًا من طيب أردوغان، وقدم مجيد أوزجان عمدة محافظة مرسين من الجمهوري كوبونات مخفضة لغازات المطبخ.

التوقعات تضع العدالة في المقدمة

انتخابات البلدية.. ورقة الربح الكبرى للأحزاب؟!

إذا كان هناك عدد 81 محافظة بتركيا شهدت جميعها حملة الانتخابات فإن 16 محافظة كبرى منها تشتد فيها المنافسة بين الحزب الحاكم والمعارضة، على رأسها محافظات إسطنبول وأنقرة وإزمير وقونيا وديار بكر وأسكي شهر وآنطاليا عنتاب وأضنا وإدرنة، وفي بعض البلديات الفرعية بإسطنبول (شيشلي- قاضي كوي- سلطان بايلي- مال تبة- باقيركوي- بايليك دوزو- بيوك جكمجة- باقيركوى) وأنقرة (شانقايا- يني محله) وعلى أساس أن الفوز في المحافظات الستة عشر الكبرى والفرعيات المذكورة يعني عمليًّا الفوز في الانتخابات والتمهيد من خلال خدماتهم للجماهير بالفوز في الانتخابات العامة البرلمانية في عام 2011 م وتأثير البلديات على أول انتخابات مباشرة لرئيس الدولة في عام 2014م ويقول مصطفى قيلنش (رجل أعمال) إنه لولا الأزمة المالية العالمية لن يكون ممكنًا بقاء الجمهوري في الساحة أو تحقيق فوز يذكر بالبلديات، ومن ثم لا ينتظر حصول العدالة على نسبة فوق 60% كما حدث في عام 2004 م.

وقال وهبي أوراقجي المرشح المستقل لمنطقة بايليك دُوزو- كان رئيسًا لها بالدورة السابقة عن العدالة بإسطنبول- إنه واثق من فوزه وحب الجمهور له بسبب خدمات واسعة قدمها للمنطقة في خمس سنوات، بينما أعرب يوسف أوزون مرشح العدالة والتنمية بنفس الدائرة عن أمله في الفوز بها بتأثير جماهيرية العدالة والتنمية، لكن ولي الدين قوتشوق مرشح الحركة الوطنية في نفس البلدية يشعر بالثقة نتيجة لخدمات وخبرة 15 سنة.

وتشير دراسات الرأي العام في الأيام السابقة للتصويت من مراكز تركية متخصصة مثل "صونار" و"آر. جي" و"أجسوس" و"كوندا" إلى تقدم الحزب الحاكم على الأحزاب المنافسة، وتتوقع فوزه بنسبة بين 39- 47% على مستوى تركيا يليه الحزب الجمهوري بنسبة بين 22- 26%، ومن بعده حزب الحركة الوطنية المعارض بنسبة بين 13- 15%، ويتوقع أن يكون حزب المجتمع الديمقراطي في الترتيب الرابع بنسبة تقارب 5.5% إذا تمكن من الاحتفاظ بمعاقله في محافظات شيرناق وهكارى وديار بكر وطونجلى بشرق تركيا؛ حيث الكثافة الكردية واحتمال تحقيق أحزاب السعادة والديمقراطي والوطن الأم والاتحاد الكبير المعارضة فوزًا محدودًا في بعض البلديات الفرعية في المحافظات الريفية.

المصدر

للمزيد عن علاقة الإخوان بتركيا

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أعلام من تركيا

أخبار متعلقة

وصلات خارجية


وصلات فيديو