الإخوان المسلمون واسترداد التبة 86

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون واسترداد التبة 86


مقدمة

مجاهدي الإخوان المسلمون نتاج تربية الإمام البنا

كانت هذه المعركة من أهم المعارك التي خاضها الإخوان في حرب فلسطين؛ حيث جاءت عقب قرار حل الجماعة في ديسمبر عام 1948م، واعتقال الحكومة قيادات وزعماء الإخوان وعلى رأسهم المجاهد الشيخ محمد فرغلي قائد قوات الإخوان المسلمين في فلسطين والذي عاد إلى القاهرة لحشد المزيد من متطوعي الإخوان لدعم جبهة الجيش المصري الذي مُني بهزائم متتالية.. بعد الهدنة التي كانت وبالاً على الجيوش العربية بينما استغلها اليهود في دعم خطوطهم وتقوية صفوفهم.


تقع التبة 86 على بعد 2 كيلومتر شرقي طريق الأسفلت الرئيسي بين غزة ورفح وتتحكم في ملتقى الطرق والمدقات الفرعية المفضية إلى الطريق الرئيسى وترتفع إلى ما يقرب من 27 مترًا.


وفوجئ الجيش المصري بهجوم اليهود على التبة مساء يوم 22 ديسمبر مدعومًا بقصف عنيف استطاعوا على أثره اقتحام التبة والسيطرة عليها، وأتموا احتلالها مع فجر 23 ديسمبر، وكان نجاحهم في احتلال هذا الموقع يعني عزل حامية غزة وتمثيل مأساة الفالوجا مرة أخرى.


استغاثة الجيش بالإخوان

الجيش المصري في التبة

وحاول الجيش استرداد التبة في نفس اليوم فبدأت في السادسة صباحًا يوم 23/12/48 معركة تولى قيادتها في البداية اللواء محمد نجيب (والذي سرعان ما أُصيب) فتقدمت سريتان من الكتيبة الثالثة مشاة تعاونهما الدبابات ثم تقدمت السرية الرابعة من الكتيبة السابعة مشاة لتطويق التبة من الشمال، واستمر تراشق النيران حتى الساعة العاشرة دون جدوى.

اتصل الأميرالاي محمود رأفت قائد القوات المصرية بقطاع دير البلح بالمجاهد كامل الشريف قائد معسكر الإخوان بالبريج، وطلب منه التوجه إلى قيادة القطاع فورًا ومعه ما يمكن حشده من مقاتلي الإخوان (كانت قوة الإخوان بالبريج عبارة عن 4 فصائل؛ حيث كانت القوات الرئيسية للإخوان تعمل في قطاع القدس- صور باهر تحت قيادة المجاهد محمود عبده).

ورغم ما كان يخيم على مجاهدي الإخوان من حزن بسبب حل جماعتهم وإحساسهم بالغدر والخيانة من جانب الحكومة المصرية، إلا أنهم ضربوا أروع الأمثلة في إعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، وسطَّروا للتاريخ أن فلسطين هي قضيتهم الأولى، وأن دماءهم فداءٌ لها، وأن غايتهم هي إرضاء رب العالمين وليس الوصول إلى جاهٍ أو سلطان أو تحقيق مكاسب سياسية، وخصوصًا بعد أن جاءهم خطاب عاجل من المرشد العام الإمام الشهيد حسن النبا جاء فيه: "أيها الإخوان لا يهمكم ما يجري في مصر فإنَّ مهمتكم هي مقاتلة اليهود وما دام في فلسطين يهودي واحد فإن مهمتكم لم تنتهِ".

وعكس ما توقع الجيش تقدم مجاهدو الإخوان وروح الإيمان تملأ قلوبهم وروحهم المعنوية ترتفع في ثقة في أن نصر الله آت لا محالة.

واستجاب الإخوان للنداء وتمَّ تجهيز قوة قوامها 35 مجاهدًا قادها المجاهد حسن دوح والمجاهد عبد الهادي ناصف، وانطلقت إلى قيادة القطاع ثمَّ إلى موقع المعركة.

ويضيف الأخ فوزي فارس قائلاً: إنه بمجرد أن وصلت قوة الإخوان المسلمين إلى دير البلح تقدم قائدها حسن دوح إلى قائد القطاع العسكري ليتلقى منه الأوامر، بينما أخذ بقية الإخوان المسلمين يتلون على أبناء الجيش ما حفظوه من آيات القتال في كتاب الله ويتذكرون أحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- في فضل الشهادة في سبيل الله ثم أخذ أفراد القوة بعد ذلك سنة من النوم، واستيقظوا مستبشرين بهذا النعاس الذي ذكرهم بقول الله تعالى ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ(11)﴾ (الأنفال).


استئناف المعركة ودور الإخوان في استرداد التبة

مشاة الإخوان في بدء الهجوم على التبة

وفي الثانية بعد الظهر بدأ الإخوان المسلمون في اقتحام التبة، وكان تسليحهم مكونًا من المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية بالإضافة إلى مدفعي هاون من عيار 81 ميللي، وانقسموا إلى مجموعتين اتجهت إحداهما بقيادة الأخ حسن دوح لاقتحام خنادق شمال التبة، تقدمها المجموعة الثانية بقيادة الأخ عبدالهادي ناصف لاقتحام خنادق جنوب التبة، وكان الإخوان المسلمون يسترون تقدمهم بإطلاق قنابل الدخان، وقد نجحت المجموعتان في تحقيق هدفهما حيث تمكَّنت مجموعة الأخ عبدالهادي ناصف من الوصول إلى جنوب التبة واحتلال بعض خنادقها، كما نجحت مجموعة الأخ حسن دوح في احتلال بعض خنادق التبة الشمالية، ولكن بعد استشهاد بعض أفراده.. وكان نجاح الإخوان المسلمين في اقتحام التبة هو الذي مهد لنجاح الهجوم المضاد الرئيسي الذي قام به الجيش.

ثم بدأ الجيش هجومه في الثالثة بعد الظهر بالسرية الثالثة من الكتيبة السابعة مشاة، ونجح الهجوم في اقتحام التبة وأخذ العدو في التراجع، وتقدم الإخوان إلى الخنادق وقد ركَّب كل منهم السونكي في بندقيته واستعدوا بالقنابل اليدوية في أيديهم، وبعد أن أسكتوا نيران العدو تمامًا ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير.


نتائج المعركة وتكريم المجاهدين

وبلغ قتلى اليهود في هذه المعركة الذين تركت جثثهم ملقاة على التبة أو في الخور 500 قتيل.

واستشهد من الإخوان في هذه المعركة 5 شهداء:

- الشهيد: سيد منصور

- الشهيد: عبدالحميد بسيوني خطاب

- الشهيد: حسن العزازي

- لا نعرفهم ولكن الله يعرفهم

- لا نعرفهم ولكن الله يعرفهم

كما جُرح آخرون من بينهم الإخوان عويس عبد الوهاب وسيد عيد.

- والطريف المحزن أن كثيرًا من الإخوان الذين جُرحوا في المعركة قد تمَّ نقلهم إلى القاهرة للعلاج، ولكن البوليس السياسي أشار بنقلهم من المستشفيات إلى معتقل الطور ليشاركوا إخوانهم المعتقلين هناك!!.

- وبعد هذه المعركة تقدَّم القائد العام اللواء فؤاد صادق إلى الحكومة طالبًا منح نياشين رفيعة المستوى للإخوان، ولكن الحكومة ماطلت، غير أن القائد الشجاع أصرَّ فصدرت النشرة العسكرية في مايو 1949م تحمل أسماء (15) جنديًّا من الإخوان تحت اسم جماعة المتطوعين المصريين.


شهادات المؤرخين حول المعركة ودور الإخوان فيها

- يقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف في كتابه الموسوعي "النكبة نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود- ص389": "لقد أبلى الإخوان المسلمون في هذه المعركة (معركة التبة 86 ) بلاءً حسنًا وكان يقودهم فيها كامل إسماعيل الشريف، ولقد سقط من الإخوان المسلمين ومن الجنود النظاميين عدد كبير من الشهداء".


- ويقول محمد شوقي زكي في كتابه: "الإخوان المسلمون والمجتمع المصري": "وهناك موقف آخر تنحني له الرؤوس إجلالاً ذلك هو موقف الأبطال المجاهدين من الإخوان في حرب فلسطين بعد قرار الحل فقد ظنت القيادة أنهم سوف يتخاذلون عن معونة الجيش، وخاصةً أنَّ الأزمة كانت قد أخذت بخناق الجيش، ولكن الإخوان أظهروا روحًا عالية ووطنية مثالية واستماتوا في القتال والدفاع في جميع المواقع بعد الحل، وخاصة عندما هددت جيوش اليهود حدوده الشرقية".


الشعراء ومعركة التبة 86

يقول الشاعر الإسلامي د. جابر الحاج في وصف بطولة الإخوان في هذه المعركة:

من فوق أعلى تبة وقف اليهـود

صبوا قنابلهم ورقصـوا كالقرود

والجيش وقف محاولاً صد الوقود

الجند بهتوا والقيادة في شـرود

وهنا أتى الإخوان صـفًا كالأسود

صـلوا ركـعتين وكـبروا

وقرءوا وردهم واستغفروا

وسـألوا ربهم واستنفروا

وعضوا في السلاح وشمروا

لأعـلى التبة اتجهـوا

قنابلــهم بأيديهـم

وواجـبهم يناديهــم

وصدق العزم يهـديهم

ورب العرش يحمـيهم

فكانوا قاب قوســين

إلى حصن يحاذيهم

أمام الحصن زاد دعاؤهم

ووقفوا ينشدون نشيدهم

ربنـا يا ربنـا يا ربنـا

لولاك ما جـئنا ولا كـنا هـنا

في قـلة جـئنا إليك فقـونا

مكر اليهـود بمالهم فامـكر لنا

وتناصروا بعتادهم فانصر بنا

وتجمعوا في الشر فانصر خيرنا

طردوا الضعاف وبالغوا في قهرنا

سفكوا الدماء وأفسدوا في دارنا

قتلوا النسـاء وذبحوا أطـفالنا

ولقـد تفرقنا وتعلم ضعــفنا

انصر بنا يا ربنا وانصر لنا

تسـاقطت القـنابلُ مـن قريب

على رأس اليهود فروعتهم

جروا شـرقًا وغـربًا في ذهول

حـيارى والقنابل مزقتهم

وجاء الجيش يصعد فوق حصن

بأعلى تبة لهم كم أيأستهم

فكـم صـب اليهـود النار منها

ومن ضرب عليهم أمنتهم

فحطـم حصـنها الإخـوان ليلاً

وباد بها اليهود وما بكتهم

رجـال الله لا خـوفٌ عليهـم

فغــايتهم بإخلاص وقتهم

الشاعر: د. جابر الحاج - ديوان: محنة الشقيقتين– 55-58



للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية