الإمام الشهيد حسن البنا والقضية الفلسطينية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام الشهيد حسن البنا والقضية الفلسطينية

بقلم المرشد العام الرابع للإخوان المسلمين / الأستاذ محمد حامد أبوالنصر

مظاهرت فلسطين

لما كانت جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر حركة إسلامية في العالم فقد كانت مرتبطة عقيديًا بجميع الشعوب الإسلامية، تعيش معها في مظالمها وما تتحمل هذه الشعوب من اضطهاد وتنكيل فقد كان من الطبيعي أن يعلن الإخوان المسلمون تضافرهم مع إخوانهم الفلسطينيين، فقامت الثورة الفلسطينية القوية في عام 1936 وتجاوبت معها الشعوب الإسلامية في كافة أنحاء الأرض، وخرجت المظاهرات السلمية تعلن ذلك في قوة وحرارة ففي مصر كان الإخوان المسلمون وهم القوة الشعبية الوحيدة في ذلك الوقت التي أدركت أبعاد الصراع مع العدو الصهيوني فخرجت المظاهرات في أغلب محافظات القطر المصري وكان أبرزها تلك المظاهرات التي اشتعلت في الإسكندرية والتي قبض في أثنائها على الأخ الحاج عباس السيسي وجمع كبير من إخوانه، وكذلك حدث في مظاهرات الإسماعيلية أن قبض على الأخ المرحوم الشهيد يوسف طلعت وبعض إخوانه.

ومن ذلك الوقت أصبحت القضية الفلسطينية القضية الرئيسية في مشوار جهاد الإخوان المسلمين المقدس.

وكانت هذه الحركة صدى لما حدث في فلسطين الشقيقة فقد قام المجاهدون الفلسطينيون وأعلنوا الإضراب الذي استمر ستة أشهر فعطلت فيها مرافق البلاد والمدارس، وجابت المظاهرات السلمية أنحاء البلاد مطالبة بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإقامة حكومة وطنية وقد حاول الإنجليز قمع هذه الحركة بالقوة ولكن تحولت هذه الحركة إلى ثورة لاهبة واستعصم المجاهدون بالجبال الوعرة.. وارتكب الإنجليز في هذه الفترة من الجرائم الوحشية ما يندى له جبين الإنسانية.. فدمروا المنازل، وأحرقوا القرى، وتركوا المدن نهبًا مباحًا..

تنحية الجهاد

ولكن لم تزد هذه الأعمال النار إلا اشتعالا ولم تزد الشعب إلا تمسكًا بحقوقه والدفاع عنها.

فعمد الإنجليز إلى أسلوب جديد وطالبوا ملوك العرب وأمراءهم بالتدخل لإنهاء الحرب والحالة المضطربة في البلاد فاستجاب الملوك والأمراء وأصدروا نداءات للمجاهدين يطلبون فيها إنهاء الثورة، ويعدون المجاهدين بالتدخل الحاسم لحفظ حقوق العرب المشروعة في فلسطين، وللأسف الشديد انخدع الأخوة الفلسطينيون بهذه النداءات فأعلنوا نهاية الثورة، وتألفت لجنة مشتركة لبثت في فلسطين فترة طويلة ثم قدمت تقريرها عام 1937 الذي أشارت فيه لأول مرة إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين فثار الفلسطينيون من جديد.

رد الإخوان على الكتاب الأبيض

العنف البريطاني في فلسطين

وأصدرت الحكومة البريطانية ما أسمته بالكتاب الأبيض الذي بيَّن سياسة الإنجليز في فلسطين، وخيب أمل الفلسطينيين والعرب جميعًا..

فكتب الإمام الشهيد حسن البنا خطابًا وجهه إلى رفعة رئيس الوزراء وقتئذ المرحوم محمد محمود باشا بتاريخ 2ربيع الثاني سنة 1358هـ (الموافق 21من مايو سنة 1939) بدأ بالفقرة الآتية بعد أن حمد الله وأثنى عليه:

أما بعد..

"فقد نشرت الصحف نص الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة الإنجليزية عن فلسطين، وقرأ الإخوان المسلمون ذلك الكتاب المشئوم في ألم واستنكار وثورة..

أما الألم فلتلك النكبات المتلاحقة التي تحل بفلسطين الأبية المجاهدة ذلك الجزء العزيز الغالي من الوطن الإسلامي العام..

وأما الاستنكار فلذلك التحدي الصريح لشعور المسلمين، وتلك الإهانة القاسية لزعمائهم ورؤساء حكوماتهم.

ولقد كان للحكومة المصرية من هذه الإهانة الحظ الأوفر إذ ساهمت في محادثات لندن والقاهرة بأكبر نصيب..

وأما الثورة فسأكون يا صاحب المقام الرفيع صريحًا معكم في بيانها إلى أبعد حدود الصراحة..

ثم قال الإمام الشهيد رحمه الله:

فمنذ قامت الثورة الإسلامية بفلسطين والإخوان المسلمون يساهمون مع جنود تلك الثورة الرائعة الكريمة بأموالهم.. – وإن قلت – وجهودهم وإن انحصرت في نطاق ضيق، وكنا نحاول دائمًا أن نهدئ من ثائرتهم آملين أن تصل الحكومات العربية إلى حل لقضية الإسلام والعروبة يحقق للمسلمين آمالهم وللعرب حقوقهم، ولقد شجعنا على انتهاج سبيل التهدئة ما كنتم تصرحون به رفعتكم من أن مصلحة القطر الإسلامي الشقيق تقتضي سير المفاوضات في جو هادئ، ولقد كنا متوقعين برغم ذلك طوال تلك الفترة العصيبة من أن الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة هي لغة الثورة والقوة والدم، ولكن تحاشينا أن نتعجل الحوادث حتى لا يكون لأحد حجة علينا إن اضطرتنا الحوادث فيما بعد إلى أن نسلك السبيل الذي ترضاه ضمائرنا.

والآن وقد جاهر الإنجليز واليهود في كل أنحاء العالم حتى يهود أمريكا التي تتخذ الحياد شعارًا لها في كل مشاكل العالم الآن.

وقد جاهر الإنجليز واليهود المسلمين بالعداء فأصبح لزامًا على كل أخ مسلم أن يؤدي واجبه بما يرضي الله ورسوله وبما يحفظ للإسلام كرامته وللدين قداسته ولذلك الجزء الطاهر من أرض الوطن الإسلامي حريته" كما جاء في فقرة أخرى من الخطاب:

يا صاحب المقام الرفيع:

"إن الدماء التي خضبت أرض فلسطين.. إن آلاف الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل المثل الإسلامي الأعلى.. إن شباب العرب الذين أرسل بهم الإنجليز إلى المشانق مئات إثر مئات.. إن الشيوخ الذين أنزل بهم المستعمرون ألوانًا وحشية من التعذيب الذي أعاد إلى الأذهان صور محاكم التفتيش في أسوأ عهودها..

إن المسجد الأقصي الذي انتهكت حرمته واعتدى الجنود الإنجليز على قداسته..

إن كرامة زعماء المسلمين وملوكهم وأمرائهم الذين تدخلوا في هذه القضية فلم يسمع لهم مشورة ولم يطع لهم قول بل كرامتكم أنتم شخصيًا وقد كنتم محل أمل كبير في ذلك..

إن كل أولئك ليهيب بك أيها المسلم أن تبذل في سبيل الله ما وهبك الحق تبارك وتعالى من روح ومال لتكون جديرًا بالاسم الذي تحمل وباللواء الذي ترفع وبالزعيم الذي أنت به مؤمن، ويجعل من الواجب على الحكومة المصرية وقد لحقت بها تلك الإهانة البالغة أن تحافظ على كرامتها – وكرامتها من كرامة الشعب – وليس يكفي أن تعلن أنها لا توصي أبناء فلسطين بقبول الكتاب الأبيض، فهناك وسائل كثيرة أقلها استقالة الحكومة حتى لا تتعاون مع الإنجليز في الوقت الذي تلعب فيه السياسة الإنجليزية ببقة غالية من الوطن الإسلامي العزيز.

كما أرسل الإمام الشهيد في نفس التاريخ خطابًا إلى السفير البريطاني في مصر يندد فيه بالسياسة الإنجليزية في فلسطين ويشجب الكتاب الأبيض ويعلن الثورة الإسلامية على تصرفات الإنجليز ويطلب إليه رفع الاعتراض على هذه التصرفات إلى حكومته بلندن.

دور الجيوش

ومما زاد الطين بلة أن جاءت الجيوش العربية فقضت قضاء تامًا على الشعب الفلسطيني ووصفته بالتجسس والخيانة والعمل لصالح الأعداء، وكان ذلك بفعل دعايات الإنجليز واليهود.. وهكذا أخرج الشعب الفلسطيني المكافح من مسرح الحرب وقضى عليه أن يظل بعيدًا عن الميدان، ويحرم حتى من حق الدفاع عن وجوده وكيانه.

تاريخ جهاد الإخوان

وأستأذن القارئ الكريم لنرجع سويًا إلى تاريخ بدء اشتراك الإخوان المسلمين مع إخوانهم الفلسطينيين في جهادهم للعدو على أرض فلسطين المقدسة..

ففي ثورة 1936نجح عدد من شباب الإخوان الفدائي في التسلل إلى داخل فلسطين والاشتراك مع الثوار في جهادهم وبخاصة في مناطق الشمال حيث عملوا مع المجاهد العربي الكبير "الشيخ عز الدين القسام".

وحين تشكلت المنظمات العسكرية العربية وأخذت تمارس تدريبها قام خلاف بين قادة "النجادة" و"الفتوة" وفطن الإخوان المسلمون للخطر الكبير الذي ينطوي عليه هذا الخلاف فقاموا بمحاولات كثيرة للتوفيق بين وجهات النظر المتعارضة انتهت باختيار المجاهد الكبير المرحوم "الصاغ محمود لبيب" وكيل الإخوان المسلمين للشئون العسكرية منظمًا لهذه التشكيلات، وأخذ يباشر تنفيذ برامجه ولكن لم تمض إلا فترة وجيزة حتى فطنت الحكومة البريطانية إلى هذا الخطر فأوعزت إلى الحكومة المصرية بمطاردة دعاة الإخوان وشبابهم، وأمر الصاغ محمود لبيب بمغادرة البلاد.

ولما أصبحت الحرب ضرورة ملحة، التقى سماحة المرحوم السيد أمين الحسيني مفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العليا بفضيلة الإمام الشهيد حسن البنا وتشاوروا في هذا الأمر وكان أن طلب الإمام الشهيد اجتماع الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين وحضر بالنيابة عن سماحة المفتي الشيخ محمد صبري عابدين سكرتير الهيئة العربية العليا الذي قام خطيبًا في هذا الاجتماع وشرح الظروف القاسية التي تمر بها فلسطين وحاجة المجاهدين إلى السلاح والرجال والمال وتقرر في هذه الجلسة إنشاء المعسكرات لتدريب الإخوان الراغبين في الجهاد على أرض فلسطين، وأخذ فريق آخر يجمع المال اللازم لهذه المعركة، كما قام الفريق الثالث بجمع الأسلحة التي يمكن الحصول عليها، وأذكر أنني قد كُلفت بشراء الأسلحة من الصعيد وقد تعاونت فعلا مع بعض العرب القاطنين في الصحراء الغربية وجمعت الكثير من البنادق والرشاشات وآلاف الطلقات، وقد واجهتني الحكومة في هذا الأمر ولكن حينما تقدمنا للقضاء وقد عرف سمو المقصد وأن هذا السلاح من أجل فلسطين أفرج عن الحاج محمد جمعة رحمه الله شيخ عرب بني شعران بمنفلوط وعن السلاح أيضًا وقيل إن السلاح سُلم للهيئة العربية العليا.

برقية من الإمام البنا

وفي هذه الأثناء أرسل الإمام الشهيد برقية إلى زعماء الدول العربية الذين اجتمعوا في "عالية" بلبنان قال فيها إنه على استعداد لدفع عشرة آلاف مجاهد كدفعة أولى إلى فلسطين.

موقف مخزي للنقراشي

وبعد انسحاب الإنجليز في مايو 1948 من فلسطين ظن الإخوان أن عهد التضييق والإرهاب قد انتهى بانسحاب الإنجليز، ولكن أثبتت الحوادث أن سياسة الإنجليز باقية، فعندما طلب الإخوان من حكومة النقراشي السماح بإدخال فوج من المجاهدين ليرابط في الجزء الشمالي من فلسطين في صحراء النقب رفض هذا الطلب، وأصروا على عدم السماح لهم بذلك.

ثم طلب بعض الإخوان من حكومة النقراشي السماح لهم بالقيام في رحلة علمية إلى سيناء فوافقت حكومة النقراشي بعد إلحاح وتسللت تلك المجموعات بعد ذلك إلى فلسطين سرًا، وكان هذا الفوج في صحراء النقب.

وعلمت حكومة النقراشي بذلك فطلبت من الإمام الشهيد سحب قواته من النقب ولكن الإمام رفض، فقطعت الحكومة عن مجاهدي الإخوان الإمدادات والتموين وقامت بمراقبة الحدود بشدة.

جهاد الإخوان في سنة 1948

إحدي فصائل الإخوان المتطوعين فى حرب فلسطين عام 1948

وعندما دخل الجيش المصري فلسطين اشترك الإخوان في معظم العمليات الحربية التي قام بها جيشنا الباسل ورغم ذلك لم تخفف حكومة النقراشي القبضة على دخول فلسطين واضطر العديد من الإخوان الدخول إلى فلسطين سيرًا على الأقدام.

ونجح الإخوان في التسلل عبر الحدود واستطاعوا أن يحملوا لواء الجهاد الشعبي ونجحوا في إدخال عدد كبير من خيرة شبابهم من مصر وسوريا وشرق الأردن.

ففي الوقت الذي كانت فيه القوة الأولى ترابط في النقب كانت القوة الثانية بقيادة الأخ الأستاذ المجاهد محمود عبده شفاه الله وعافاه تنتقل إلى معسكر "قَطَنَة" بسوريا وتلحق بها قوة كبيرة من الإخوان المسلمين في شرق الأردن وكذلك تلحق بهم قوة من إخوان سوريا بقيادة "الشيخ مصطفى السباعي" رئيس الإخوان في سوريا.

وبينما جيشنا العزيز الباسل يسير خطواته الناجحة إلى النصر ومعه المجاهدون من الإخوان المسلمين، إذ بالحكومة المصرية التي يرأسها النقراشي باشا تمد هذا الجيش العظيم بالأسلحة الفاسدة مما أضعف شوكتهم وحزم أمره لوضع خطة للتخلص من الحكم الفاسد في مصر الذي يتمثل في الملك فاروق في ذاك الوقت وحكومات الأقلية، وازداد الأمر سوءًا والجهاد ضياعًا بإعلان النقراشي باشا الهدنة، وكان هذا أقصى ما يطلبه اليهود ليتمكنوا من إعادة تكوين صفوفهم وإقامة دولتهم الظالمة.

حل الإخوان

الإمام البنا يستعرض كتائب الإخوان فى حرب فلسطين

وصدر قرار حل جماعة الإخوان المسلمين .. وسُحب الإخوان من ميادين القتال..

وأرسل الإمام الشهيد للإخوان في فلسطين خطابًا قال فيه:

"إنه لا شأن للمتطوعين بالحوادث التي تجري في مصر، وما دام في فلسطين يهودي واحد يقاتل فإن مهمتهم لم تنته".

وزاد من خوف الإنجليز ما أذاعه المرشد العام عن عزمه على إعلان التعبئة الشعبية والجهاد المقدس.. كل هذه الأسباب جعلت بريطانيا وزميلتيها الاستعماريتين فرنسا وأمريكا تضغط على النقراشي وتأمره بحل الإخوان المسلمين والتضييق عليهم.

وهكذا استجاب النقراشي لمطالب الاستعمار وحل جماعة الإخوان المجاهدة وقبض على قياداتها، وأودع السجون والمعتقلات أفرادها وكان خاتمة المطاف أن قرر خليفته في رئاسة حكومة السعديين إبراهيم عبد الهادي باشا اغتيال الإمام الشهيد وبذلك أسدل الستار الأسود على قضية فلسطين، وسجّل الله تعالى بهذا الاغتيال موقف الإمام الشهيد من هذه القضية والعمل على دحر الأعداء، وذلك بفضل التربية التي أولاها الإمام الشهيد لجماعته فحبب إليهم الجنة ونعيمها وزكى فيهم روح الكفاح والنضال والجهاد في سبيل الله، وبهذه المناسبة نذكر أنه بينما كان الإمام الشهيد في جولة يتفقد مواقع المعركة على أرض فلسطين إذ رأى فتى صغيرًا يحمل بندقيته من بين يديه وتبدو عليه روح الجهاد والصرامة فسأله الإمام:

ما اسمك يا فتى؟ فقال:

قيس فقال له مدعبًا: وأين ليلاك؟ فقال: ليلاي في الجنة، فسر الإمام من إجابته ودعا له بخير.

وبعد..

إننا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن حربنا مع اليهود لم تنته بعد، ولم تكن الجولة الأولى منها إلا مقدمة لحرب طويلة المدى.. فإسرائيل خطر كبير على كيان الوطن العربي والإسلامي لا يقلل من خطورته ما ينشره دعاة التردد والهزيمة من وجوب الإسراع بوقف حركة الجهاد التي انتفضت من جديد ثم عقد الصلح مع إسرائيل حتى تنتهي حالة التوتر ونحني رءوسنا أمام الأمر الواقع فاليهود يعملون لتقويض أركان دولنا وإقامة إمبراطورية يهودية تمتد من النيل إلى الفرات.

• والعجب أن الخطة التي رسمها المستعمر لإبعاد الشعب عن مسرح القتال ومعالجة قضيته بنفسه هي الخطة التي سارت عليها الجيوش العربية المنقذة فلم تكد تدخل فلسطين حتى بادرت بحل المنظمات العسكرية ونزعت السلاح تدريجيًا من المجاهدين!.

• لقد قال أحد القواد اليهود للأخ الأستاذ كامل إسماعيل الشريف وهو واحد من مجاهدي فلسطين: "لقد نجحنا في إخراج الشعب الفلسطيني من المعركة وهو الذي مارس قتالنا خلال أعوام طوال، أما أنتم أيها العرب فلن نأبه لكم ولن يصعب علينا إلقاؤكم في البحر متى جاء الوقت المناسب".

والحل:

لقد أعد أحد المجاهدين الإخوان عدة مذكرات للمسئولين في الجيش المصري نادى فيها بوجوب تجنيد القوة الشعبية الفلسطينية لإرهاق العدو وإرغامه على قتال طويل المدى بواسطة عصابات عربية صغيرة تنتشر في صحاري فلسطين فتدمر الجسور والطرق، وتحرق المصانع والمعامل، وتغير على المستعمرات الزراعية.

• إن الوسيلة الوحيدة لإرهاق إسرائيل وتدمير قواها، واستنزاف ماء حياتها لن تكون إلا بحرب عصابات يقوم بها الشباب الفلسطيني الناقم المغيظ الذي يتحرق شوقًا لملاقاة أعدائه وتنغيص عيشهم كما نغصوا عليه حياته.

• هذه أيها القارئ الكريم صورة من ماضي جهاد الفلسطينيين ومن معهم من إخوانهم المسلمين.. صفحة ناصعة قوية، لو سارت إلى نهايتها لكان النصر المبين، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وهكذا قام في هذه الآونة أناس يطالبون بتهدئة هذه الانتفاضة المقدسة التي انبعثت من جديد لتزيح العدو عن هذه القضية، ولتعطي درسًا قاسيًا لأعدائها بضرورة الدفاع عن النفس والكرامة والوطن، ويا حبذا لو استفاد العرب من هذا الماضي ولمسوا نتائج المفاوضات والمهادنات والدبلوماسية الكاذبة الخادعة.

نقول لو شعر الجميع بهذا الماضي القريب المرير لأعانوا هؤلاء المجاهدين بالمال والرجال والسلاح، ولأعادوا الطريق الكريم الذي سلكه الإمام الشهيد حسن البنا لعودة فلسطين وهو الطريق الوحيد الأمثل الذي يأتي بأطيب الثمرات إن شاء الله تعالى..

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة العنكبوت الآية 69].

المصدر : مجلة لواء الإسلام السنة الحادية عشر العدد 42، رجب 1408هـ / 19/2/1988م.

للمزيد عن الإمام حسن البنا

Banna banner.jpg


للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية