الإمام البنا وحادثة مقتل الخازندار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام البنا وحادثة مقتل الخازندار

بقلم: المهندس / حلمى عبد المجيد

الإمام حسن البنا

وقعت هذه الجريمة فى 22 فبراير 1948 واتهم فيها طالبان من المنتسبين للإخوان أخذا على القاضي الخازندار أنه حكم في قضية وطنية وأخرى تعذيب خادمة أحكاماً متبانية وظالمة وظلم الوطنيين بأحكام قاسية وحكم على التى عذبت الخادمة عذابا شديدا بحكم مخفف، وطبيعي أن ذلك تهور شباب فالمحاكمات تخضع لقوانين وأصول لا يتخطاها القاضي، وبعد بضعة أيام من وقوع هذا الحادث استدعيت لمقابلة الأستاذ المرشد الإمام البنا وانتظرت معه حتى استكمل حضور المدعوين الدكتور عبد العزيز كامل والدكتور حسين كمال الدين والأستاذ عبد الرحمن السندي ، وبدأ المرشد غاضبان قائلا :

أريد أن تحكموا أنتم الثلاثة بينى وبين عبد الرحمن السندي فى قضية قتل الخازندار، ثم وجه السؤال : ياعبد الرحمن من الذي أمر بقتل الخازندار، فرد عبد الرحمن بأعصاب هادئة : فضيلتكم، قال المرشد باستغراب !! أنا ؟ كيف ؟

قال: عندما حكم على الوطنيين بأحكام قاسية مع الاشغال الشاقة وحكم على السيدة التى عذبت الخادمة وتركت بها عاهات بحكم تافه مع إيقاف التنفيذ؟ حضرت إليكم وقلت ألا يستحق هذا القاضى القتل فلم ترد فضيلتكم والصمت معناه الموافقة وطبيعى أنه لا يجب أن نأخذ منكم الموافقة الصريحة ولكن تكفينا الإشارة، فضرب الإمام البنا كفا على كف وقال : من علمكم هذا؟

قال: هذا المتبع، فصرخ الإمام المرشد قائلا : فليتبع ما يتبع فلا شأن لنا بذلك وأنا أريد أن أشنق وأسال بين يدي الله، فإذا لم أكتب أمرا صريحا واضحا يحاسبنى عليه القانون ولن أكتب لا ينفذ أي شيء ودم هذا الرجل فى عنقك يا عبد الرحمن بهذا الفقه المغلوط الذى تقوله وأشهد الله وأشهد إخوانك أننى برىء كل البراء مما ارتكب وماذا أفعل ، حاودى وشى من المستشار حسن الهضيبي زمان القضاة والمستشارين الذين معنا فى الدعوة والذين يقومون بالدعاية لنا فى أوساط القضاء.

وكانت هذه هى المرة الاولى التى أسمع فيها اسم المستشار حسن الهضيبي، أما الثانية فكانت أثناء محنة الإخوان التى اشتدت سنة 1949 والتعذيب الذى انتشر وحكايات العسكرى الاسود وماشابه ذلك وكنت فى ذلك الوقت هاربا من الاعتقال وكنت مسئولا عن القاهرة فحضر لى أحد إخوان الروضة ومعه مسودة منشور يريد كتابته على الآلة الكاتبة وأخبرنى أن الذى كتب المنشور هو المستشار حسن الهضيبي وأنه سيوصله بطريقته الخاصة ليوضع على مكتب الملك فاروق وقرأت المنشور وأذكر أنه كان مكتوبا بأسلوب راق وموجه لجلالة الملك من أحد المواطنين المخلصين لعرش جلالته يشرح فيه ماسمع من وسائل التعذيب التى تتم مع الإخوان وموضوع العسكرى الاسود وخلافه ثم يشفق على سمعة الملك العالية فى كل الاقطار أن يشوهها تسرب مثل هذه الأخبار للخارج ويرجو الملك سرعة إنهاء هذا العهد الذي يمس سمعته العالية وكتب المنشور وعلمت أنه وضع فعلا على مكتب الملك بواسطة أحد خاصة الملك الذى تربطه علاقة وثيقة بالمستشار الهضيبي ويشاء الله أن يتم فى نفس الوقت شكوى للملك من وكيل الخاصة الملكية محمود يوسف باشا الذى تربطنى به مصاهرة وبلدياتى وذلك بأنه بسبب القبض على ابن أخته عبد الرحمن عثمان الطالب بكلية الحقوق والذى يقيم مع ابنه أحمد محمود يوسف الذى كان طالبا بالمدارس الثانوية وكان عبد الرحمن يساعده فى دروسه فتم تفتيش المنزل بطريقة استفزازية وقطعت المراتب وبعثرت الكتب والملابس وما إلى ذلك من الأساليب المعروفة وسمع الملك القصة من وكيل الخاصة الذى شعر بالاهانة وهو رجل الملك وفى نفس الوقت قرأ المنشور الموجود على مكتبه فأصدر مرسوما ملكيا بإقالة وزارة إبراهيم عبد الهادي قبل العيد مباشرة وسماه هدية الملك للشعب فى العيد فجعل العيد عيدين، هذا هو المستشار حسن الهضيبي الذى أشفق المرشد من مقابلته بعد حادثة مقتل الخازندار ولم يكن يعلم ما تخبىء الأقدار للدعوة من خير فيخلف المستشار حسن الهضيبي الامام حسن البنا ليصبح المرشد الثانى للإخوان ويؤدى دورا هاما فى تاريخ الدعوة لم يكن لغيره أن يستطيع أداءه فى ظروف قل أن يثبت فيه الأبطال، وحقا إنها دعوة الله يرعاها ويهىء لها من يقود كل مرحلة من مراحلها.

للمزيد عن النظام الخاص

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات فيديو