الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: رحل لسان فلسطينن»
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center> رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: رحل لسان فلسطينن</center>''' '''نابلس: سامر خويرة - هنادي دويكات '...') |
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''<center> رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: رحل لسان فلسطينن</center>''' | '''<center> رفقاء [[الرنتيسي]] في مرج الزهور: رحل لسان [[فلسطينن]] </center>''' | ||
[[ملف:د.عبد العزيز الرنتيسى.jpg|left|220px]] | |||
'''نابلس: سامر خويرة - هنادي دويكات ''' | '''نابلس: سامر خويرة - هنادي دويكات ''' | ||
معسكر «مرج الزهور» بأقصى جنوب لبنان أحد الأماكن التي أمضى فيها الشهيد عبد العزيز الرنتيسي عام 1993 فترة من حياته مبعداً عن الأراضي الفلسطينية، وضم هذا المعسكر عدداً من قادة حركة المقاومة الإسلامية | معسكر «مرج الزهور» بأقصى جنوب [[لبنان]] أحد الأماكن التي أمضى فيها الشهيد [[عبد العزيز الرنتيسي]] عام [[1993]] فترة من حياته مبعداً عن الأراضي الفلسطينية، وضم هذا المعسكر عدداً من قادة | ||
[[حركة المقاومة الإسلامية حماس]] الذين أكّدوا أن عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] الذي اغتالته إسرائيل السبت الماضي 17/4/ [[2004]] ) كان بحق «أميناً للجيل». | |||
يقول أحمد الحاج علي، أحد أبرز قيادات حماس في الضفة الغربية، وأحد رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: «سمعت عنه قبل الإبعاد فتعلقت به، وتمنيت من الله أن أقابله، وهذا ما تحقق بالفعل عندما أبعدت إسرائيل قيادات الحركة من الضفة والقطاع إلى جنوب | يقول أحمد الحاج علي، أحد أبرز قيادات [[حماس]] في الضفة الغربية، وأحد رفقاء عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] في مرج الزهور: «سمعت عنه قبل الإبعاد فتعلقت به، وتمنيت من الله أن أقابله، وهذا ما تحقق بالفعل عندما أبعدت إسرائيل قيادات الحركة من الضفة والقطاع إلى جنوب [[لبنان]]، فالتقيت به في المعسكر، وهناك بدت لي شخصيته القيادية بشكل واضح». | ||
وأضاف الحاج علي: | وأضاف الحاج علي: | ||
«لأن حماس تؤمن بالشورى فقد أجرينا فيما بيننا انتخابات لاختيار 25 شخصاً يديرون شؤوننا من كافة النواحي، وقد وقع الاختيار على أبي محمد | «لأن [[حماس]] تؤمن بالشورى فقد أجرينا فيما بيننا انتخابات لاختيار 25 شخصاً يديرون شؤوننا من كافة النواحي، وقد وقع الاختيار على أبي محمد عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] ليكون مسؤولاً للجنة الإعلامية للحركة». | ||
تدويل القضية | تدويل القضية | ||
ويشير الحاج علي إلى أن الرنتيسي كان يستقبل يومياً في خيمته بمرج الزهور عشرات الوفود الصحفية من كافة أنحاء العالم. وقال: «كان لا يكَلّ أو يمَلّ، ولديه القدرة على أن يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع أفكاره وثقافته، وكأنه يضع أمامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية، وكثيراً ما كنا نذهب للنوم بعد منتصف الليل، وتبقى خيمة الرنتيسي عامرة بالضيوف؛ فلم يكن ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث فقط». | ويشير الحاج علي إلى أن عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] كان يستقبل يومياً في خيمته بمرج الزهور عشرات الوفود الصحفية من كافة أنحاء العالم. وقال: «كان لا يكَلّ أو يمَلّ، ولديه القدرة على أن يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع أفكاره وثقافته، وكأنه يضع أمامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية، وكثيراً ما كنا نذهب للنوم بعد منتصف الليل، وتبقى خيمة عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] عامرة بالضيوف؛ فلم يكن ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث فقط». | ||
ويذكر الحاج علي -الذي كان مسؤولاً عن التبرعات التي تصل الى المعسكر- قصة الرنتيسي مع علبة البسكويت، قائلاً: «في إحدى الليالي الباردة جداً، وبعد منتصف الليل بقليل، سمعت صوت الرنتيسي ينادي علي: قم يا أبا علي، فتوجست في بادئ الأمر، وإذا به يحمل بين يديه علبة بسكويت». | ويذكر الحاج علي -الذي كان مسؤولاً عن التبرعات التي تصل الى المعسكر- قصة عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] مع علبة البسكويت، قائلاً: «في إحدى الليالي الباردة جداً، وبعد منتصف الليل بقليل، سمعت صوت عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] ينادي علي: قم يا أبا علي، فتوجست في بادئ الأمر، وإذا به يحمل بين يديه علبة بسكويت». | ||
وختم الحاج علي حديثه عن | وختم الحاج علي حديثه عن عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]]، واصفاً إياه بـ«أمين هذا الجيل»، وقال: «ندعو الله أن تمتلئ [[فلسطين]] بأمثال عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]]؛ فنحن بأمسّ الحاجة لقادة يبيعون أنفسهم لله، وهذا هو البيع الرابح». | ||
دويك: أول لقاء في 92 | دويك: أول لقاء في 92 | ||
أما الدكتور عزيز دويك، الذي كان يشاطر الرنتيسي خيمته في معسكر مرج الزهور بصفته اعلامياً ناطقاً بالانكليزية، فقال: «كان أول لقائي به ليلة الإبعاد في كانون الأول عام | أما الدكتور عزيز دويك، الذي كان يشاطر عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] خيمته في معسكر مرج الزهور بصفته اعلامياً ناطقاً بالانكليزية، فقال: «كان أول لقائي به ليلة الإبعاد في كانون الأول عام [[1992]]، سمعت صوته وهو يصيح رافضاً أن يتفرق المبعدون في ربوع [[لبنان]] أو غيرها من البلاد العربية، مُصرّاً على أن يكون المبعدون قبالة أرض [[فلسطين]] الغالية». | ||
وتابع دويك: | وتابع دويك: | ||
«من اليوم الأول للإبعاد استطاع الرنتيسي أن يجسد قضية | «من اليوم الأول للإبعاد استطاع عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] أن يجسد قضية [[فلسطين]]؛ وهو ما دفع قائداً مثل الرئيس السوري السابق [[حافظ الأسد]] إلى أن يقول لمن حوله: من أراد أن يتعلم السياسة فليذهب إلى مرج الزهور». | ||
وتابع دويك وقد تحشرج صوته: «كان الرنتيسي يؤمن بوحدة أرض | وتابع دويك وقد تحشرج صوته: «كان عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] يؤمن بوحدة أرض [[فلسطين]]؛ فقد قابله صحفي يوماً وسأله: هل تقبلون بدولة إسرائيل؟ فسأله: من أي البلدان أنت؟ أجاب الصحفي: «من سويسرا» فقال له: «وهل تقبل بدولة إسرائيل داخل دولة سويسرا؟ فرفض الصحفي بشدة، قائلاً: «لا لا لا». | ||
وتابع دويك: | وتابع دويك: | ||
«كان ردّ الرنتيسي للصحفي: كيف تريد لي أن أقبل ما ترفضه أنت؟». | «كان ردّ عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] للصحفي: كيف تريد لي أن أقبل ما ترفضه أنت؟». | ||
وأضاف قائلاً: | وأضاف قائلاً: | ||
سطر ٣٧: | سطر ٤٠: | ||
«أذكره أيضاً عندما أرسل إلى الشباب في السجن رسالة من داخل زنزانته التي أفُرد فيها لأنه رفض الوقوف لقائد السجن، وفي هذه الزنزانة حفظ كتاب الله عز وجل وتعلم تجويده، كما قام به الليل، وكان يشكر للبعوضة لدغتها، وقد اعتبرها - تفاؤلاً - جندياً من جنود الله؛ حيث كانت توقظه لدغتها لصلاة قيام الليل». | «أذكره أيضاً عندما أرسل إلى الشباب في السجن رسالة من داخل زنزانته التي أفُرد فيها لأنه رفض الوقوف لقائد السجن، وفي هذه الزنزانة حفظ كتاب الله عز وجل وتعلم تجويده، كما قام به الليل، وكان يشكر للبعوضة لدغتها، وقد اعتبرها - تفاؤلاً - جندياً من جنود الله؛ حيث كانت توقظه لدغتها لصلاة قيام الليل». | ||
وعن موقف الرنتيسي من السلطة قال دويك: «عندما تواردت الأنباء عن مجيء السلطة إلى أرض الوطن، وأن هذه السلطة ستصطدم بأبناء حماس رفع الآية الكريمة <لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ>، وقد كان لهذا الأمر أثره بالحفاظ على شمل فلسطين موحداً». | وعن موقف عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] من السلطة قال دويك: «عندما تواردت الأنباء عن مجيء السلطة إلى أرض الوطن، وأن هذه السلطة ستصطدم بأبناء [[حماس]] رفع الآية الكريمة <لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ>، وقد كان لهذا الأمر أثره بالحفاظ على شمل [[فلسطين]] موحداً». | ||
وتابع دويك: | وتابع دويك: | ||
«زار أطفال من البوسنة مرج الزهور، وقدموا نحو 120 دولاراً تعبيراً من الشعب البوسني لدعم هؤلاء المبعدين، فقام الرنتيسي وإخوانه المبعدون بتقديم كل ما يملكون من المال، وصل يومها إلى أربعة آلاف دولار أمريكي؛ كي يحملوها إلى شعب البوسنة المسلم؛ تعبيراً عن الشعور بمأساة هذا الشعب الذي قتل شر تقتيل». | «زار أطفال من البوسنة مرج الزهور، وقدموا نحو 120 دولاراً تعبيراً من الشعب البوسني لدعم هؤلاء المبعدين، فقام عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] وإخوانه المبعدون بتقديم كل ما يملكون من المال، وصل يومها إلى أربعة آلاف دولار أمريكي؛ كي يحملوها إلى شعب البوسنة المسلم؛ تعبيراً عن الشعور بمأساة هذا الشعب الذي قتل شر تقتيل». | ||
محاولة الاغتيال الأولى | محاولة الاغتيال الأولى | ||
وعن حب الدكتور الرنتيسي للشهادة قال دويك: «لم تكن الشهادة تغيب عن ناظريه مطلقاً»، كاشفاً عن سر لا يعرفه الكثيرون، وهو محاولة اغتيال تعرض لها الرنتيسي خلال وجوده في مرج الزهور. | وعن حب الدكتور عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] للشهادة قال دويك: «لم تكن الشهادة تغيب عن ناظريه مطلقاً»، كاشفاً عن سر لا يعرفه الكثيرون، وهو محاولة اغتيال تعرض لها عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] خلال وجوده في مرج الزهور. | ||
وتابع: | وتابع: | ||
سطر ٥٥: | سطر ٥٨: | ||
«سمع الجميع صوت الانفجار، وهبوا لإطفاء الحريق، وحاولوا البحث عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهما أثراً». | «سمع الجميع صوت الانفجار، وهبوا لإطفاء الحريق، وحاولوا البحث عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهما أثراً». | ||
ويختم دويك حديثه عن حبيبه الرنتيسي بالقول: «كان صقر فلسطين ولسانها وقلبها النابض إلى آخر لحظة من حياته». | ويختم دويك حديثه عن حبيبه عبد العزيز الرنتيسى|[[الرنتيسي]] بالقول: «كان صقر [[فلسطين]] ولسانها وقلبها النابض إلى آخر لحظة من حياته». | ||
== المصدر == | == المصدر == | ||
*'''مقال:'''[http://www.al-aman.com/archive.asp?issid=47&cid=1068&search=%C7%E1%D1%E4%CA%ED%D3%ED رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: رحل لسان فلسطينن]'''الدمان''' | *'''مقال:'''[http://www.al-aman.com/archive.asp?issid=47&cid=1068&search=%C7%E1%D1%E4%CA%ED%D3%ED رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: رحل لسان فلسطينن]'''الدمان''' | ||
{{روابط عبد العزيز الرنتيسي}} | |||
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | [[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | ||
[[تصنيف:روابط عبد العزيز الرنتيسي]] | [[تصنيف:روابط عبد العزيز الرنتيسي]] |
مراجعة ٢٣:١٥، ٢٨ مايو ٢٠١١
نابلس: سامر خويرة - هنادي دويكات
معسكر «مرج الزهور» بأقصى جنوب لبنان أحد الأماكن التي أمضى فيها الشهيد عبد العزيز الرنتيسي عام 1993 فترة من حياته مبعداً عن الأراضي الفلسطينية، وضم هذا المعسكر عدداً من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس الذين أكّدوا أن عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي الذي اغتالته إسرائيل السبت الماضي 17/4/ 2004 ) كان بحق «أميناً للجيل».
يقول أحمد الحاج علي، أحد أبرز قيادات حماس في الضفة الغربية، وأحد رفقاء عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي في مرج الزهور: «سمعت عنه قبل الإبعاد فتعلقت به، وتمنيت من الله أن أقابله، وهذا ما تحقق بالفعل عندما أبعدت إسرائيل قيادات الحركة من الضفة والقطاع إلى جنوب لبنان، فالتقيت به في المعسكر، وهناك بدت لي شخصيته القيادية بشكل واضح».
وأضاف الحاج علي:
«لأن حماس تؤمن بالشورى فقد أجرينا فيما بيننا انتخابات لاختيار 25 شخصاً يديرون شؤوننا من كافة النواحي، وقد وقع الاختيار على أبي محمد عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي ليكون مسؤولاً للجنة الإعلامية للحركة».
تدويل القضية
ويشير الحاج علي إلى أن عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي كان يستقبل يومياً في خيمته بمرج الزهور عشرات الوفود الصحفية من كافة أنحاء العالم. وقال: «كان لا يكَلّ أو يمَلّ، ولديه القدرة على أن يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع أفكاره وثقافته، وكأنه يضع أمامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية، وكثيراً ما كنا نذهب للنوم بعد منتصف الليل، وتبقى خيمة عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي عامرة بالضيوف؛ فلم يكن ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث فقط».
ويذكر الحاج علي -الذي كان مسؤولاً عن التبرعات التي تصل الى المعسكر- قصة عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي مع علبة البسكويت، قائلاً: «في إحدى الليالي الباردة جداً، وبعد منتصف الليل بقليل، سمعت صوت عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي ينادي علي: قم يا أبا علي، فتوجست في بادئ الأمر، وإذا به يحمل بين يديه علبة بسكويت».
وختم الحاج علي حديثه عن عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي، واصفاً إياه بـ«أمين هذا الجيل»، وقال: «ندعو الله أن تمتلئ فلسطين بأمثال عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي؛ فنحن بأمسّ الحاجة لقادة يبيعون أنفسهم لله، وهذا هو البيع الرابح».
دويك: أول لقاء في 92
أما الدكتور عزيز دويك، الذي كان يشاطر عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي خيمته في معسكر مرج الزهور بصفته اعلامياً ناطقاً بالانكليزية، فقال: «كان أول لقائي به ليلة الإبعاد في كانون الأول عام 1992، سمعت صوته وهو يصيح رافضاً أن يتفرق المبعدون في ربوع لبنان أو غيرها من البلاد العربية، مُصرّاً على أن يكون المبعدون قبالة أرض فلسطين الغالية».
وتابع دويك:
«من اليوم الأول للإبعاد استطاع عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي أن يجسد قضية فلسطين؛ وهو ما دفع قائداً مثل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد إلى أن يقول لمن حوله: من أراد أن يتعلم السياسة فليذهب إلى مرج الزهور».
وتابع دويك وقد تحشرج صوته: «كان عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي يؤمن بوحدة أرض فلسطين؛ فقد قابله صحفي يوماً وسأله: هل تقبلون بدولة إسرائيل؟ فسأله: من أي البلدان أنت؟ أجاب الصحفي: «من سويسرا» فقال له: «وهل تقبل بدولة إسرائيل داخل دولة سويسرا؟ فرفض الصحفي بشدة، قائلاً: «لا لا لا».
وتابع دويك:
«كان ردّ عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي للصحفي: كيف تريد لي أن أقبل ما ترفضه أنت؟».
وأضاف قائلاً:
«أذكره أيضاً عندما أرسل إلى الشباب في السجن رسالة من داخل زنزانته التي أفُرد فيها لأنه رفض الوقوف لقائد السجن، وفي هذه الزنزانة حفظ كتاب الله عز وجل وتعلم تجويده، كما قام به الليل، وكان يشكر للبعوضة لدغتها، وقد اعتبرها - تفاؤلاً - جندياً من جنود الله؛ حيث كانت توقظه لدغتها لصلاة قيام الليل».
وعن موقف عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي من السلطة قال دويك: «عندما تواردت الأنباء عن مجيء السلطة إلى أرض الوطن، وأن هذه السلطة ستصطدم بأبناء حماس رفع الآية الكريمة <لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ>، وقد كان لهذا الأمر أثره بالحفاظ على شمل فلسطين موحداً».
وتابع دويك:
«زار أطفال من البوسنة مرج الزهور، وقدموا نحو 120 دولاراً تعبيراً من الشعب البوسني لدعم هؤلاء المبعدين، فقام عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي وإخوانه المبعدون بتقديم كل ما يملكون من المال، وصل يومها إلى أربعة آلاف دولار أمريكي؛ كي يحملوها إلى شعب البوسنة المسلم؛ تعبيراً عن الشعور بمأساة هذا الشعب الذي قتل شر تقتيل».
محاولة الاغتيال الأولى
وعن حب الدكتور عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي للشهادة قال دويك: «لم تكن الشهادة تغيب عن ناظريه مطلقاً»، كاشفاً عن سر لا يعرفه الكثيرون، وهو محاولة اغتيال تعرض لها عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي خلال وجوده في مرج الزهور.
وتابع:
«كانت أولى محاولات اغتياله في مرج الزهور في خيمة الإعلام في اليوم الأول من شهر رمضان، يومها حضر شخص يتحدث العربية، ادعى أنه مترجم لصحفي ياباني، دخل الخيمة وترك حقيبة فيها قنبلة موقوتة، انفجرت هذه القنبلة مع أذان المغرب بالضبط، وأحرقت الخيمة بأكملها، ومن رحمة الله بنا أن الجميع كانوا خارج الخيمة على مائدة الإفطار».
وأضاف:
«سمع الجميع صوت الانفجار، وهبوا لإطفاء الحريق، وحاولوا البحث عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهما أثراً».
ويختم دويك حديثه عن حبيبه عبد العزيز الرنتيسى|الرنتيسي بالقول: «كان صقر فلسطين ولسانها وقلبها النابض إلى آخر لحظة من حياته».