نحن مع العراق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نحن مع العراق

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

هكذا ينبغي أن يكون لسان حال الأمة الإسلامية بأسرها قادة وشعوبا، فأمن العراق أمن الأمة، وسلامة العراق سلامتها، وكرامة العراق كرامتها، إن إراقة قطرة دم واحدة من مسلم عراقي في بغداد ينبغي أن تحول الشارع العربي والإسلامي إلى بركان ثائر لا يهدأ أبدا إلا باقتلاع الجبن والضعف والخور الذي أصبح عنوان المرحلة، فدماء العراقيين كدماء الفلسطينيين غالية جدا، فلا نامت أعين الجبناء، وينبغي علينا أن نبرهن لكل من يتجرأ على دماء المسلمين في العراق و فلسطين وتحركه أحقاده الصليبية لارتكاب المجازر بحق المسلمين أن دماءنا غالية، ورائدنا في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).

ولما لم يعد سرا أن أمريكا تعلن الحرب على الإسلام، وأنها تعمل على ضربنا بلدا تلو الآخر في حلقات عدوانية تخريبية فلا مجال أمامنا إلا أن ننصر المسلمين الذين يقعون ضحية الإرهاب الأمريكي، وعلى الشعوب أن تبرأ إلى الله من كل من يتملق العدو الأمريكي على حساب دماء المسلمين وآهات ودموع أطفالهم، وكل مساعدة تقدم لأمريكا كبرت أم صغرت ستكون سببا في إراقة دماء المسلمين في فلسطين و العراق ، وعلى الشعوب المسلمة أن تضع الموالين لأمريكا في الصف المعادي بل المحارب للمسلمين، فلا عذر ولا مبرر أبدا لكل من يتواطأ على ضرب العراق حتى وإن قرر مجلس الأمن - الذي لا يعدو كونه مؤسسة أمريكية - إعلان الحرب على العراق، فالقرار صليبي وإن صدر من المؤسسات الدولية التي لم تعد إلا إحدى أهم أدوات العدوان على مقدرات الأمة، فمجلس الأمن لا يحرك ساكنا إزاء جرائم الصهاينة في فلسطين وهم يشنون حرب إبادة لا يعلم مداها إلا الله على شعب أعزل لا يملك ما يدافع به عن أطفاله ونسائه وشيوخه وممتلكاته.

وعلى الذين يسارعون في خطب ود أمريكا تزلفا لها أو خشية منها أن يتعلموا من الدروس القريبة ولا أقول البعيدة، فكم من بائع نفسه لأمريكا بات ضحية لأحقادها وغدرها رغم تفانيه في إرضائها، وطاعته الكاملة لإرادتها، فماذا ينتظر قادة الأمة إلا نفس مصير هؤلاء البائسين الذين خسروا رضى أمريكا ونبذتهم شعوبهم، وصدق رسول الله إذ يقول (من أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاهم في سخطه) فهل يدرك القادة أن الضحية القادم بعد ضرب العراق إن قدر له أن يضرب ربما يكون ممن تفانى في التزلف لأمريكا على حساب المعذبين من أبناء المسلمين، وتاجر في دماء العراقيين والفلسطينيين ظنا منه أن في ذلك نجاته، وهل يدرك هؤلاء القادة أنهم لن يجنوا إلا الندم ولكن ولات حين مندم.

إن في ضرب العراق ضربا لاقتصاد الأمة، فتكاليف الهجوم الأمريكي على العراق سيسدد فاتورته قادة الأمة العربية من دماء وأموال شعوبهم كما فعلوا في العدوان الأمريكي السابق على العراق، كما أن هدف أمريكا الأول من ضرب العراق هو السيطرة على البترول العراقي واعتباره ثروة أمريكية قومية، فلأمريكا اليوم عينان عين على بترول العراق وأخرى على بترول بحر قزوين، ولا غرابة في ذلك ف العراق يعتبر ثاني أكبر دولة تمتلك احتياطي نفط في العالم بعد السعودية، حيث يبلغ احتياطي بترول العراق 112 مليار برميل مقارنة ب السعودية التي يبلغ احتياطيها 262 مليارا، بينما يجمع الخبراء علي وجود كميات أخرى لم تكتشف بعد، وأمريكا تدرك تماما أن السيطرة على البترول كمصدر للطاقة تعني السيطرة على العالم.

وضرب العراق سيترجم إلى مذابح للشعبين الفلسطيني والعراقي في آن واحد، فبينما تقوم الآلة العسكرية الصليبية بارتكاب المجازر على أرض العراق سيعمل اليهود بقيادة المفسد شارون على ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني في فلسطين، وربما يفكر قادة الإفساد من اليهود في إجراء عملية إبعاد قسرية لمئات الآلاف من الفلسطينيين على غرار ما فعل الصهاينة يوم النكبة الأولى عام 1948، .

مستغلين لذلك انصراف الإعلام نحو ما يجري في العراق، ولا زلنا نذكر ما قام به شارون يوم ضربت نيويورك وواشنطون حيث قام بارتكاب المجازر في نابلس وجنين، وكان الأجدر بقادة الأمة أن يوظفوا طاقات الأمة لنصرة شعب فلسطين المجاهد لا لنصرة العدوان الأمريكي على العراق، خاصة أن عصب استمرار الانتفاضة والمقاومة في فلسطين هو الدعم المالي الذي يغطي حاجات الشعب الفلسطيني في ظل ما يمارس عليه من حصار خانق ودمار شامل يطال البنية التحتية لهذا الشعب، فكم من مصنع دمر، .

وكم من ورشة هدمت، إضافة إلى عشرات البيوت التي دمرت، وآلاف الدونومات من الأراضي الزراعة التي جرفت، فأهم ما يمكن أن يقدمه قادة العرب لانتفاضة شعبنا الفلسطيني هو الدعم الاقتصادي الذي يمكن أن يعزز صمود هذا الشعب في وجه العدوان والحصار الصهيو-أمريكي المتواصل، وإذا أدركنا أهمية استمرار الانتفاضة والمقاومة في فلسطين كعامل أساسي في منع أمريكا من الشروع بعدوانها الغاشم على العراق تزداد أهمية بذل الجهد نحو صمود الشعب الفلسطيني في هذه المعركة الهامة جدا.

وإذا تقاعس القادة عن القيام بدورهم فعلى الشعوب العربية والإسلامية أن ترفع صوتها عاليا وبقوة، وأن ترددها واضحة مجلجلة "نحن مع العراق ".

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.