سيهزم الإرهاب الصهيوني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سيهزم الإرهاب الصهيوني

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

إن تعطش اليهود لسفك الدماء لم يعد يخفى على أحد، فهم اليوم يتلذذون ويستمتعون بقتل أطفال المسلمين، ولقد عبر أحد الصهاينة عن ذلك قائلا باعتزاز أنه يشعر بالمتعة عندما يرى دم أطفال الفلسطينيين يسفك، فلا غرابة إذن أن يصل عدد الشهداء من أطفال المسلمين في فلسطين إلى حوالي ثلاثمائة شهيد خلال عام ونصف من انتفاضة الأقصى، كما أن الغريزة العدوانية لليهود لم تعد خافية على أحد، فهي إحدى أخص خصائصهم كما وصفهم الله سبحانه في كتابه ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )، فهم قتلة الأنبياء في السابق، وهم قتلة الأبرياء اليوم، من أجل ذلك توعدهم الله وقال سبحانه ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ).

والناظر إلى ما يمتلك اليهود من قوة عسكرية هائلة يدرك كم هو مختل ميزان القوة لصالحهم، لكنهم سخروا هذه القوة للإفساد في الأرض، فهي مسخرة اليوم لتكريس عدوانهم على شعبنا الفلسطيني الأعزل إلا من إرادة صلبة وعقيدة راسخة، فهاهم الآن يقومون بأبشع حملة إبادة ضد شعبنا المرابط، وكل هدفهم من هذه الحملة أن يفرضوا على هذا الشعب حلا صهيونيا يجرد شعبنا من حقه المشروع في العودة إلى وطنه، ولقد بذل اليهود جهودا مضنية انطلاقا من مدريد وصولا إلى ورقة زيني لتمرير مشروعهم التصفوي للقضية الفلسطينية، ولكن المقاومة الواعية تدعمها إرادة هذا الشعب الفولاذية حالت دون حدوث الكارثة، فتحطمت كل المحاولات على صخرة المقاومة وإرادة الشعب، ومن هنا بدأ المسلسل الإرهابي والخطير في محاولة من نوع جديد تهدف إلى القضاء على المقاومة وقتل إرادة هذا الشعب، حتى تفتح الطريق أمام أصحاب الضمائر الميتة، الذين يقفون مع الصهاينة في خندق واحد ضد أماني وطموحات شعبنا في التحرر، والصهاينة يدركون أن هؤلاء المتهافتين مستعدون للتنازل عن[[[فلسطين]] وإنهاء حالة الصراع مع العدو، فانطلقت عصابات اليهود بكل وحشية تدمر المدن والقرى والمخيمات على رؤوس الفلسطينيين أمام سمع وبصر العالم، كي تمكن لهؤلاء الصنائع اللحديين ليأخذوا دورهم في تصفية القضية الفلسطينية.

فهل يمكن أن يحقق اليهود أهدافهم؟

الواقع يقول أن المأساة التي حاقت بالشعب الفلسطيني بفصولها الدرامية المتعددة على مدى عقود من الزمان، وخروج الشعب الفلسطيني من كل فصل أكثر إصرارا وأصلب عودا تعطينا الجواب، فتشبث الشعب الفلسطيني بوطنه، كل وطنه، من بحره إلى نهره، ومن شماله إلى جنوبه، وإيمانه بعدالة قضيته، وما يملك من عقيدة تصنع المعجزات، جعلت أبناءه يتنافسون وكلهم حرقة وشوق للفوز بتنفيذ عملية استشهادية، مما وضع العصابات الصهيونية أمام خيارين:

إما الإذعان لشروط المجاهدين الفلسطينيين والمتمثلة بالخروج دون مقابل كما فعلت في لبنان، أو تواصل المواجهات وعلى رأسها العمليات الاستشهادية، وهذا يعني تآكل الكيان الصهيوني عسكريا واقتصاديا ومعنويا ونفسيا وأمنيا، مما سيؤدي إلى انهيار سريع لهذا الكيان الغاصب، كما أن تواصل المقاومة سيؤدي لا محالة إلى ثورة شعبية تجتاح عواصمنا العربية، بل والإسلامية، مما سيحدث زلزالا سياسيا في المنطقة، قد تنهار على إثره كثير من العروش التي ربما زوالها يشكل خطرا على مستقبل هذا الكيان الزائل بإذن الله.

وإن ما حدث في مخيم جنين وفي البلدة القديمة في نابلس هزيمة بكل المقاييس للصهاينة، لقد سقط الجيش الذي لا يقهر وإلى الأبد، ولكن الأهم من ذلك أن المقاومة الفلسطينية حالة شعبية، والقضاء عليها لا يتم إلا بالقضاء على الشعب الفلسطيني بكامله، وهذا ما لا يمكن أن يحدث بإذن الله.

ونستطيع القول أن الإرهاب الصهيوني قد مني بهزيمة نكراء، فالجيش الصهيوني يقف عاجزا أمام الصمود الأسطوري لأهلنا في جنين ونابلس، والعمليات الاستشهادية مستمرة رغم أن الضفة بكاملها تحت الاحتلال والحصار، ووعي الشعب الفلسطيني سيحول دون تمكن أصحاب الضمائر الميتة من القفز على دماء الشهداء، بل الحملة الصهيونية ساهمت في كشف أخطر المرشحين للقيام بمهمة تصفية القضية الفلسطينية، لذا لم يبق أمام الصهاينة إلا أن يقروا بالهزيمة وأن يبحثوا عن طريق الهروب من جحيم المقاومة، خاصة أن جنودهم أصبحوا في حالة من الانهيار لم تحدث من قبل، وأنه لم يعد من السهل أن يجد الصهاينة من يتفاوض معهم، لأن التفاوض معهم يعني إنقاذهم من أوحال الهزيمة، ولاا أعتقد أن هناك من يجرؤ على القيام بذلك.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.