عبد العزيز الرنتيسي«أسد فلسطين» تعطّر.. ثم لقي ربه شهيداً

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد العزيز الرنتيسي«أسد فلسطين » تعطّر.. ثم لقي ربه شهيداً

غزة- مصطفى الصواف - إسلام أون لاين

مقدمة

وصل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي في الثالثة قبل فجر السبت 17/4/ 2004 في سرّية تامة إلى منزله ليقضي آخر ساعات عمره بين أبنائه وأحفاده.

قال (محمد) نجله الأكبر: «كانت زيارته لنا بعد أسبوع من الغياب لم نره فيه»، «أختي إيناس أيضاً كانت تريد رؤيته، وطلبنا منه عدم الخروج يومها وقضاء ساعات معنا، فقد كان يأتي إلى المنزل بعد منتصف الليل ويغادره قبل الفجر، وبعد إلحاحنا وافق وأرسل في طلب أختي الثانية أسماء لرؤيتها». وقال محمد: إن والده قضى الليل يتحدث مع العائلة المشتاقة إليه التي لا تراه إلا قليلاً بسبب ملاحقة جيش الاحتلال، لا سيما بعد فشل محاولة اغتياله في 10 حزيران 2003 واغتيال الشيخ أحمد ياسين يوم 22 آذار 2004 ، .

وتابع: «جلس يتحدث عن زواج أخي أحمد الذي أصيب خلال محاولة الاغتيال، وذلك بعد أن حصل على قيمة مدخراته من الجامعة الإسلامية التي كان يحاضر فيها، حيث سدد ما عليه من ديون واقتطع مبلغاً من المال لزواج أحمد (21 عاماً) وقال لنا: الآن أقابل ربي نظيفاً لا لي ولا عليّ».

اغتسل وتعطر

استيقظ عبد العزيز الرنتيسي أو «أسد فلسطين » كما يصفه نشطاء حماس واغتسل ووضع العطر على نفسه وملابسه، وقال محمد: «أخذ أبي ينشد على غير عادته نشيداً إسلامياً مطلعه: أن تدخلني ربي الجنة.. هذا أقصى ما أتمنى»، وأضاف: «التفت إلى والدتي وقال لها إنها من أكثر الكلمات التي أحبها في حياته».

وقال محمد: إن أكرم نصار (مرافق والدي) لم يتصل (بالدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل استشهاده بنحو أسبوعين، وقد كان ينسق بعض تحركاته وفق شيفرة معينة لبعض التنقلات، وزارنا يوم السبت في المنزل بعد العصر، وتحدث مع والدي قليلاً واتفقا على الخروج».

وقبل أذان العشاء بقليل يوم السبت 17/4/2004 خرج عبد العزيز الرنتيسي برفقة نجله أحمد الذي كان يقود السيارة من نوع سوبارو ذات نوافذ معتمة كما هو متفق عليه من منزلهما متنكراً بلباس معين، وأوصله إلى مكان محدد في مدينة غزة متفق عليه سابقاً.

بعد دقائق وصلت إلى المكان سيارة سوبارو أخرى يستقلها أكرم نصار ويقودها أحمد الغرة الذي يعمل بشكل سري ضمن صفوف كتائب القسام .

وبهدوء انتقل عبد العزيز الرنتيسي من سيارة نجله إلى السيارة الأخرى التي انطلقت به مسرعة إلى هدف لم يحدد، لكن صاروخين من طائرات الأباتشي الإسرائيلية كانا أسرع من الجميع.

محمد - نجل عبد العزيز الرنتيسي- كان على علم بما هو مخطط لخروج والده، وقال: «عندما سمعت صوت القصف اتصلت سريعاً بأخي أحمد لأطمئن، فرد عليّ، وهنا اطمأننت قليلاً، ولكن يبدو أن أحمد كان يدرك ما حدث، وانتظر حتى يتأكد من الأمر»، وأضاف: «أسرعت إلى مكان القصف، وعندما شاهدت السيارة علمت أن والدي بين الشهداء رغم ما حاوله البعض من التخفيف بالقول إنه جريح».

«أم محمد»: الحمد لله

زوجة عبد العزيز الرنتيسي (أم محمد) التي لا تقل عن زوجها فاعليّة في النشاط الإسلامي والحركي استقبلت النبأ بكل قوة وعزيمة.

قال محمد: «والدتي قالت بعد سماع الخبر الحمد لله وأخذت بالتسبيح والتهليل، أما شقيقتي فأجهشت بالبكاء. لكننا جميعاً متماسكون. هذا قدرنا، ونحن راضون بقضاء الله».

وللشهيد عبد العزيز الرنتيسي ولدان، أحدهما محمد الذي يدرس بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية بعد منعه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من السفر لإكمال دراسة الطب في اليمن ودرس محمد قبلها الطب لمدة عامين ونصف في الجامعة المستنصرية في بغداد، لكن حزب البعث قرر طرده بسبب دعوته لفكر الإخوان المسلمين ، بل وهدد بسجنه لولا أنه ابن عبد العزيز الرنتيسي.

أما شقيقه أحمد، فأصيب بجراح بالغة خلال محاولة اغتيال والده وبدأ يتماثل للشفاء، وكان سبباً رئيسياً في نجاته في المرة الأولى بعد قدر الله، فقد كان يقود السيارة ولم يتوقف رغم إطلاق الصواريخ باتجاهه فيما تمكن والده من القفز منها. وللشهيد أيضا أربع بنات هنّ إيناس وسمر وآسيا وأسماء.

«قلب رءوف»

ويرى محمد أن والده «سيترك فراغاً كبيراً في منزله؛ فقد كان مرجعاً للكبير والصغير». وقال: إن «الصورة التي في أذهان الناس عن والدي أنه الثوري الشديد. لكنه داخل الأسرة صاحب الحنان الكبير والقلب الرءوف الهادئ».

وأضاف: «كنا إذا أصررنا على شيء ربما لا يريده كان ينزل عند رغبتنا ويراضينا، خطابه المتشدد في الإعلام لم يكن في المنزل، وأكثر حنانه ومحبته كانت لأحفاده؛ فقد كان يحب الأطفال».

ولم يترك عبد العزيز الرنتيسي ممتلكات أو شركات أو حسابات في البنوك تزعم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تجميدها، بل ما تركه قائمة تفصيلية بما له وما عليه من أموال على المستوى الشخصي ومستوى حركة حماس .

ويقول محمد: «علمنا والدي أن نكون رجالاً منذ الصغر، وأذكر أنه عند اعتقاله إبان الإبعاد إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني عام 1992 كان عمري حينها نحو 11 عاماً، واقتحم جنود الاحتلال المنزل لاعتقاله، فنظر إليّ وقال الآن أصبحت رجل البيت وتستطيع أن تعتني بأمك وأخواتك .. المشوار هذه المرة في الاعتقال يبدو طويلاً».

قضى عبد العزيز الرنتيسي في الإبعاد مدة عام كامل مع 417 من كوادر الحركة الإسلامية بعد اختطاف مجموعة من كتائب القسام جندياً إسرائيلياً.

وبعد عودته من الإبعاد اعتقلته إسرائيل حتى عام 1997 حين أفرج عنه، وخضع للاعتقال عدة مرات من السلطة الفلسطينية نتيجة مواقفه السياسية التي لا تعرف المهادنة، وعمليات حركة حماس الاستشهادية التي أرعبت إسرائيل.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.