عبد العزيز الرنتيسي.. الطبيب الثائر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد العزيز الرنتيسي .. الطبيب الثائر

بقلم: هنادي دويكات

مقدمة

شخصية منطقية ورزينة، ولكنها قادرة على إثارة حنق الإسرائيليين.

يملك القدرة على إثارة وتعبئة الشارع الفلسطيني، إلا أن الكثيرين يعتبرون مواقفه تميل إلى الدموية؛ فهو ينادي بضرب كل إسرائيلي في أي مكان وزمان.

له سجل حافل بالنضال والجهاد والدعوة، لا يخلو من الاعتقالات والتعذيب والإبعاد.

إنه خَلَف الشيخ احمد ياسين في قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

وتعكس حياته ملامح العلاقة بين الاحتلال وشرائح المجتمع المختلفة، وتبين سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه الشعب الفلسطيني.

البداية

نشأ عبد العزيز الرنتيسي في «يبنا» القرية المهجّرة (بين عسقلان ويافا) المولود في 23/10/ 1947 قبيل التهجير، في أسرة ملتزمة ومحافظة في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين. لم يمنعه صغر سنه من العمل لمساعدة عائلته المكونة من 11 فرداً؛ حيث عمل وهو في عمر ست سنوات فلم يعبث مع أقرانه، ولم يعش شقاوات الطفولة، كان هناك ما هو أكبر من ذلك يشغل تفكيره، وعالمه الصغير.

أنهى عبد العزيز الرنتيسي دراسته الثانوية عام 1965 ، وتوجه إلى مدينة الإسكندرية المصرية ليلتحق بجامعتها ويدرس الطب؛ حيث أنهى دراسته الجامعية بتفوق وتخرج عام 1972 وعاد إلى قطاع غزة.

لكن أحلامه لم تقف عند هذا الحد على الرغم من صعوبة الظروف التي عاشها وأفراد أسرته الأحد عشر.

لمع نجم عبد العزيز الرنتيسي في العديد من المجالات سواء على الصعيد العلمي أو العملي أو الدعوي وكذلك الجهادي؛ فقد حصل على درجة الماجستير في طب الأطفال من جامعة الإسكندرية ، بعد أن خاض إضراباً مع زملائه في المستشفى محتجاً على منعهم من النهل من معين العلم، والسفر إلى أرض الكنانة، وعمل بعد أن عاد في مستشفى ناصر في خان يونس، وذلك عام 1976 .

شغل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عدداً من المواقع في العمل العام؛ منها: عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية ب قطاع غزة، والهلال الأحمر الفلسطيني.

وعمل في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرّس علم الوراثة والطفيليات.

الاعتقال الأول

كان أحد قياديي جماعة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة عندما وقعت حادثة المقطورة، تلك الحادثة التي صدمت فيها مقطورة صهيونية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة عملاً متعمداً بهدف القتل مما أثار الشارع الفلسطيني؛ خاصة أن الحادثة جاءت بعد سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية التي استهدفت كرامة الشباب الفلسطيني؛ خاصة طلاب الجامعات الذين كانوا دائماً في حالة من الاستنفار والمواجهة شبه اليومية مع قوات الاحتلال. وقد خرجت على إثر حادثة المقطورة المتعمدة مسيرة عفوية غاضبة في (جباليا) أدت إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم عبد العزيز الرنتيسي إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قراراً يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني .

وتم اتخاذهذا القرار التاريخي ليلة التاسع من كانون الأول 1987 ، وتقرر الإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية كعنوان للعمل الانتفاضي الذي يمثل الحركة الإسلامية في فلسطين ، وصدر البيان الأول موقعاً بـ «ح.م.س».

هذا البيان التاريخي الذي أعلن بداية الانتفاضة والتي كتب لها أن تغير وجه التاريخ. وبدأت الانتفاضة وانطلقت من المساجد، واستجاب الناس، وبدأ الشعب الفلسطيني مرحلة من أفضل مراحل جهاده.

فجأة بعد منتصف ليل الجمعة الخامس عشر من كانون الثاني 1988 - أي بعد 37 يوماً من اندلاع الانتفاضة- إذا بقوات كبيرة من جنود الاحتلال تحاصر منزل عبد العزيز الرنتيسي، وتسوّر بعض الجنود جدران فناء البيت، بينما قام عدد آخر منهم بتحطيم الباب الخارجي محدثين أصواتاً فزع بسببها أطفاله الذين كانوا نائمين.

انتهى الاقتحام باعتقال الدكتور ليكون هذا بداية مسيرة الاعتقالات، وبداية مسيرة الجهاد والإبعاد.

رهين المعتقلات

كان أول من اعتقل من قادة الحركة بعد أن أشعلت حركته الانتفاضةَ الفلسطينية الأولى في التاسع من كانون الأول 1987 ؛ ففي 15/1/ 1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراك بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال، الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكنوا من دخول الغرفة.

وبعد شهر من الإفراج عنه تكرر اعتقاله بتاريخ 4/3/ 1988 ؛ حيث ظل محتجزًا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام، ووجهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة، بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، فحوكم على قانون «تامير»، ليطلق سراحه في 4/9/ 1990 ، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد 100 يوم بتاريخ 14/12/ 1990 ؛ حيث اعتقل إداريّاً لمدة عام كامل.

مرارة الابعاد

ولم يكن فقط رهين المعتقلات الإسرائيلية بل والفلسطينية أيضاً؛ فقد اعتقل أربع مرات في سجون السلطة الفلسطينية، كان آخرها لمدة 21 شهراً بسبب مطالبته السلطة الفلسطينية بالكشف عن قتلة الشهيد محيي الدين الشريف في آذار 1998 .

وفي 17/12/ 1992 أُبْعد مع 416 من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ؛ حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في «مخيم العودة» في منطقة مرج الزهور؛ لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيراً عن رفضهم لقرار الإبعاد. واستمروا هناك عاماً كاملاً.

اعتقلته سلطات الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة إسرائيلية عسكرية عليه حكمًا بالسجن؛ حيث ظل محتجزًا حتى أواسط عام 1997 .

وأفرج عنه بشرط عدم الإدلاء بأية تصريحات تعبئ الشارع الفلسطيني، إلا أن مواقف د. عبد العزيز الرنتيسي -خصوصاً بعد عرض خريطة الطريق- أثارت حنق إسرائيل؛ فقد أعلن عبد العزيز الرنتيسي معارضته للخريطة ولأي حل سلمي أو مفاوضات مع العدوّ الإسرائيلي.

وبعد أن اغتالت يد الغدر الإسرائيلية الشيخ القعيد القائد أحمد ياسين ، بايعت الحركة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خليفة له في الداخل، ليسير على الدرب حاملاً مشعل الجهاد؛ ليضيء درب السائرين نحو الأقصى.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.