إنما ندافع عن الوطن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٣٧، ٢ يونيو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إنما ندافع عن الوطن

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لقد سعت أمريكا جاهدة من أجل تشكيل تحالف دولي ضد ما أسمته زورا وبهتانا بالإرهاب، ولقد نجحت في ضم العديد من قادة الأمة العربية والإسلامية الذين وضعوا أنفسهم - علموا أم لم يعلموا - في خندق معاد لأماني وطموحات وتطلعات شعوبهم ، كما سارعت السلطة الفلسطينية في تلبية دعوة بوش وأعلنت استعدادها الدخول في هذا التحالف ، واختارت أن تكون مع أمريكا خشية أن تعتبر مع الإرهاب ، خاصة بعدما وضع بوش معادلته الشهيرة " من لم يكن معنا فهو مع الإرهاب".. فانضمت السلطة الفلسطينية إلى المعسكر الأمريكي في حملته ضد الإرهاب..

ولكن التعريف الأمريكي للإرهاب لم يتجاوز حدود الإسلام ، مما جعلنا نقول بأن الحرب المعلنة على الإرهاب هي في حقيقتها حرب صليبية كما صرح بذلك بوش نفسه ، إذن إنما هي حرب على الإسلام، وإلا كيف يمكننا أن نتصور الموقف الأمريكي الذي يعتبر ما يقوم به الاحتلال من مجازر ضد الفلسطينيين إنما يأتي في سياق الدفاع عن النفس ، بينما يعتبر مقاومة الفلسطينيين للاحتلال وصدهم لعدوانه إرهابا يجب أن يحارب .

وزعمت أمريكا بعد عدوانها على الشعب الأفغاني المسلم أن المرحلة الأولى من حربها ضد الإرهاب قد انتهت ، ولقد شاركت أمريكا في حربها ضد أفغانستان فئة منتفعة من هذه الحرب من الأفغان أنفسهم ، وقبلت لنفسها أن تكون أداة في يد أمريكا لتدمير أفغانستان ولسفك الدم المسلم ، وكل همها الوصول إلى السلطة ولو على حساب دماء وكرامة واستقلال الأفغان أنفسهم ، حيث أن حكومة قرضاي لا تعدوا كونها أداة طيعة في يد أمريكا ، مسلوبة الإرادة ، مصادرة القرار ، لا تنفذ إلا ما يريده السيد الأمريكي دون قيد أو شرط .

ثم ما لبثت أن أعلنت أمريكا عن بدء المرحلة الثانية من الحملة ضد الإسلام ، وبدون أدنى شك كانت مرحلتها الثانية تهدف إلى سحق إرادة الشعب الفلسطيني لصالح الكيان الصهيوني ، فأولوية أمريكا تتمثل في المحافظة على مصالحها القومية، وترى في دعم الكيان الصهيوني تحقيقا لمصالحها القومية ، ولذلك فإن الهدف الأول للحملة الأمريكية هو ضرب المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها المقاومة الإسلامية حتى وإن كانت البداية في أفغانستان ، فلا غرابة إذن أن تعلن أمريكا رغم الجرائم التي قام بها شارون وعصابات اليهود أن حماس والجهاد منظمتان إرهابيتان ، للتوطئة لبدء الحملة الصليبية الحقيقية في فلسطين كما بدأت أول مرة.

وكنا نتمنى أن تبقى السلطة الفلسطينية بعيدة عن تكرار تجربة أفغانستان في فلسطين ، ولكنها أعلنت أنها ستقف مع أمريكا في حربها ضد الإرهاب، وهي تدرك تماماً أن هذا يعني إعلان الحرب على المجاهدين الفلسطينيين ، وللأسف إن العديد من القادة العرب قبلوا بالتحالف مع أمريكا رغم أن الهدف الحقيقي للحملة هو القضاء على المقاومة المشروعة في فلسطين ، لأنهم يدركون جيدا أن أمريكا في حربها المزعومة على الإرهاب لن تسمح لأحد غيرها بتحديد من هو الإرهابي ومن هو غير الإرهابي ، كما أنهم يدركون أن مشاركتهم أمريكا في هذه الحرب لن تكون في أفغانستان ، أو الفلبين ، أو كشمير ، ولكن ستكون في مقاومة الإرهاب وفق الرؤية الأمريكية في بلادهم .

وعندما طلب من السلطة أن تقوم بدورها ضد حماس و الجهاد الإسلامي ، وجدت السلطة صعوبات في تحقيق ذلك ، وما من شك أن لهذه الصعوبات أسبابها ، ومن أهم أسبابها حالة الوعي التي تعيشها جماهيرنا الباسلة في فلسطين ، والتي شكلت من وعيها درعاً واقياً لحماية المقاومة ، ولكن أمريكا لا تقبل الذرائع ، فأعلن بوش عن خيبة أمله ، وبدأ الضغط الأمريكي على السلطة يزداد يوما بعد يوم ، وبدأت السلطة تشعر بحرج موقفها ، .

فهي تخشى أن تخرج من تحت العباءة الأمريكية ، وفي نفس الوقت أصبحت غير قادرة على مواجهة إرادة الشعب الفلسطيني الذي بدأ ينظر بريبة لكل ما يدور ، مما اضطرها إلى الإعلان بصراحة أنها غير قادرة على ضرب المقاومة ، ولما حدث ذلك اقتحم الصهاينة الضفة الغربية ، ولم تتردد السلطة في تقديم بعض العون والمساعدة ، ومنها اعتقال بعض المجاهدين والمناضلين ، ثم تم تسليم بعضهم في مقر الأمن الوقائي في بيتونيا ، وأما المناضلين الذين قتلوا المجرم زئيفي فتم وضعهم في معتقل تحت إشراف أمريكي ( جوانتينامو أريحا) ، وتجري الآن عملية تفاوضية في بيت لحم قد تفضي إلى تسليم المجاهدين المحاصرين في كنيسة المهد أو إبعادهم خارج الوطن .

وبعد فك الحصار عن الرئيس صرح كولن باول قائلا بأن الرئيس يدرك تماماً ما ينبغي أن يقوم به، ثم فوجئ الشعب الفلسطيني باستعراضات استفزت مشاعر الجماهير في شوارع غزة ، حيث جابت الشرطة المدججة بالعصي بأعداد كبيرة شوارع المدينة ، ولا يعتقد أحد أن هذه العصي ستوظف لصد العدوان الصهيوني ومقاومة الاحتلال ، ولكن للجم المقاومة في قطاع غزة بعد أن ظن الصهاينة أنهم قد لجموها في الضفة الغربية .

ولقد بات الوضع في غزة ساخناً جدا وعلى حافة الهاوية ، فالسلطة مصرة على شراكتها لأمريكا ، والمقاومة الإسلامية مصرة على الاستمرار في مقاومة الاحتلال وعدم الرضوخ لابتزازه ، وترى في ذلك حماية للوطن ، وعام 1996 لا يمكن أن يتكرر بإذن الله ، فالشعب الفلسطيني كفر بسياسة التنازلات والخضوع للصليبية الحاقدة والصهيونية الفاشية ، والشعب يرى في ضرب المقاومة الإسلامية ضربا الوطن ، والمجاهدون اليوم يدركون أن دخول المعتقلات الفلسطينية سيؤدي إلى نتيجة من ثلاث :

إما أن يقصف المعتقل على من فيه كما حدث في أكثر من موطن ، أو يسلم المعتقلون للعدو الصهيوني كما جرى مع حسن سلامة ، وخلية صوريف ، والمجاهدين في مقر الأمن الوقائي في بيتونيا ، أو يحول المجاهدون للاعتقال في سجن أريحا تحت إشراف أمريكي أو بريطاني ، فلن يسلم المجاهدون أنفسهم للاعتقال ، ولسان حالهم يقول :

إنما نحن ندافع عن الوطن ، ولا يجوز اعتقال من يدافع عن الوطن.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.